ناصر النجار
ابتسمت مباريات الأسبوع السابع من ذهاب الدوري الكروي الممتاز لفريق الفتوة فطار بالصدارة بعد فوزه الصعب على الحرية في حلب بهدف وحيد، وبعد خسارة المتصدر السابق حطين ومطارديه الوثبة وجبلة.
والحقيقة الأخرى أن المباريات ابتسمت أيضاً للوحدة الذي حقق أول فوز له وكان على حساب الوثبة الذي تعرض لأول خسارة في الدوري هذا الموسم بهدفين نظيفين، والدوري أيضاً ما زال عابساً بوجه الكرامة الذي تعرض للخسارة هي الثانية هذا الموسم، لكن الأسوأ أن الفريق لم يحقق الفوز في أي مباراة.
ومن خلال التدقيق في جدول الترتيب والمباريات المتبقية فإن الصراع على الصدارة في الدوري محصور بين الفتوة وحطين والفارق بينهما نقطتان فقط لمصلحة الفتوة، والمباريات المتبقية متشابهة من ناحية القوة والموقع والمستوى، فالفريقان سيلعبان مع ثالث ورابع الترتيب الوثبة وجبلة، وسيلعب الفتوة مع الجيش والوحدة أيضاً، بينما سيلعب حطين مع الحرية والطليعة.
لا يمكن التوقع لشيء ففرقنا لا يمكن الرهان عليها، فمرة فوق ومرة تحت، وكل مباراة لها ظروفها التي ستُبنى عليها النتيجة.
على العموم فإن الفتوة وحطين ظهرا هذا الموسم بشكل جيد، الفتوة لم يخسر حتى الآن، ووقع بشرك التعادل في مباراتين، أما حطين فخسر مرتين، الأولى مع الفتوة منافسه المباشر والثانية مع جاره تشرين، وبناء على ما سبق فإن الصراع على صدارة الدوري توحي أن المنافسة ستبقى بين الفريقين حتى نهاية الذهاب على الأقل لضعف بقية المنافسين في الوقت الحالي.
الخسارة الأولى
تعرض فريق الوثبة للخسارة الأولى هذا الموسم وكانت على أرضه أمام الوحدة بهدفين نظيفين، بغض النظر عن المجريات فإن كرة القدم تؤمن في النهاية بالنتيجة التي تُحفظ بالذاكرة والأرشيف.
بيد أن الصدمة تجلت بأن هذه الخسارة لم تكن أمام فريق قوي ومنافس، بل جاءت أمام فريق متعثر، والتناقض بالخسارة أن الفريق حقق الفوز في مباريات سابقة على فرق قوية كالجيش في دمشق وتشرين في حمص، لذلك فإن الخوف أن يفقد الفريق لقب الحصان الأسود وأن تكون هذه الخسارة بداية لعكس الاتجاه فتجر غيرها من الخسارات وخصوصاً أن الفريق سيواجه فيما بقي من مباريات قطبي الدوري الفتوة وحطين إضافة لجاره الكرامة وأهلي حلب.
على العموم لم يدخل الوثبة قائمة المرشحين للمنافسة على اللقب وذلك حسب تشكيلته وظروفه، ولكنه دخل الدوري بجهده وعزيمته ويكفيه فخراً أنه حافظ على موقعه ثالث الدوري حتى الأسبوع السابع من الذهاب على الأقل، وأثبت قدرته على مقارعة الكبار.
الخسارة أمام الجيش كانت الخسارة الأولى عملياً لجبلة هذا الموسم وقد انضمت إلى التعادلات الثلاثة السابقة التي تعادل خسارتين ما يوحي بأن جبلة لن يكون من المنافسين على اللقب ولكن إن خدمته الظروف فسيبقى ضمن المقدمة.
ومن الخطأ بمكان الرهان على النوارس هذا الموسم، ففريق يغرق خارج أرضه لن يكون له نصيب في السباق على القمة، ومن خلال ثلاث مباريات لعبها خارج أرضه نجد أنه لم يحقق إلا نقطتين، بينما حاز على أرضه عشر نقاط من أصل 12 نقطة وهنا يكمن سلاح الأرض والجمهور.
مواجهات جبلة القادمة ستكون مع الفتوة وحطين والوحدة وستبدأ مع الحرية الأسبوع القادم، وهنا نجد أن مباراة الحرية قد تكون بمتناول اليد لأنها الأسهل نظرياً، لكن بقية المباريات غاية في الصعوبة.
فريق جبلة قدم لنا هذا الموسم تشكيلة جيدة لكنها افتقدت الرديف المناسب، لذلك فالخشية دوماً أن يلعب الفريق ناقص الصفوف بداعي البطاقات والحرمان والإصابات، ووقتئذ سيواجه صعوبة كبيرة في مقارعة الكبار.
تنفس الصعداء
تنفس تشرين الصعداء بفوزه على جاره حطين المتصدر، وهذا الفوز له معان كثيرة عند البحارة وخصوصاً أنه تحقق على غريمه وهو في أفضل أوقاته، هذا الفوز سيمنح أصفر اللاذقية روحاً معنوية عالية لتحسين موقعه في قادم، المباريات من خلال إعادة ترتيب صفوفه، ومن الممكن أن يغطي على النقاط الضائعة في المباريات السابقة ليبدأ الفريق من جديد، تشرين أنهى مبارياته مع كبار الدوري وأمامه مباريات مع فرق الوسط الوحدة والكرامة وأهلي حلب والساحل.
الجيش حقق فوزاً كبيراً على جبلة أعلن من خلاله عودته إلى الساحة الكروية بقوة والفوز ضمن سلسلة نتائج إيجابية بعد تعثر سابق غير متوقع، المهم لدى أنصار الفريق أن فريقهم وضع قدمه على الطريق الصحيح وتخلص من شوائب المقدمة، والمواجهات القادمة ستعطيه عزماً لتحقيق ما يريد، مواجهاته لن تكون سهلة بالمطلق، حيث سيلعب مع الفتوة والساحل وأهلي حلب والطليعة وكلها مباريات متنوعة يمكن أن نطلق عليها لقب السهل الممتنع وهي متعلقة بظروف كل مباراة على حدة.
الوحدة حقق فوزه الأول بعد نتائج مخيّبة للآمال في المباريات الست السابقة، الفوز كان مهماً لأنه أخرج الفريق من دوامة فشله المستمر ومنحه جرعة ثقة وأمل لتجاوز محنته وأزماته وظروفه، لكن المباريات القادمة ستخبرنا بأن كان الفوز على الوثبة طفرة أم بداية لعهد جديد، مباريات الفريق القادمة فيها الكثير من الصعوبة بمواجهة الفتوة وتشرين وجبلة وربما كان لقاء الحرية أقل صعوبة.
الطليعة يثبت أنه قوي على أرضه وهو لم يخسر عليها هذا الموسم، فبعد فوزه الكبير على الوحدة 2/صفر، عاد وحقق الفوز على الكرامة بهدف وقبلهما تعادل مع الوثبة ثالث الترتيب بلا أهداف، رسالة الطليعة لباقي الفرق، أنه قوي وليس من السهولة بمكان تجاوزه وأن الخسارة الثقيلة أمام الفتوة بثلاثية ليست أكثر من سحابة صيف عابرة، وأنه قادر على إثبات وجوده بين الفرق دون أن يدخل مواقع الخطر كما حدث معه في الموسم الماضي.
الطليعة كجبلة قوي على أرضه غريب خارجها ومبارياته المتبقية ستكون مع حطين والجيش وأهلي حلب والساحل وهذه المباريات ليست سهلة بالمطلق.
إحباط متواصل
ضاقت جماهير الكرامة ذرعاً بفريقها الأول الذي لم يحقق أي انتصار بعد سبع مباريات واكتفى بنتيجة التعادل في خمس مناسبات، وكان أبناء الفريق يضربون كفاً بكف وهم يرون أن فريقهم رغم أدائه الطيب إلا أنه يخرج بحصيلة غير جيدة، لذلك بدأ البعض اليوم يقول: ما نفع الأداء الجيد والجميل إن لم يكن مقروناً بالنتائج، وتأتي في مقدمة الأفكار التي زرعها مدرب الفريق طارق الجبان في إدارة النادي أنه يسير في بناء فريق للمستقبل وهذا الأمر يتطلب بعض الصبر، ومع قناعتنا أن بعض المباريات سرقت من الفريق بأخطاء هنا وهناك إلا أن الحصيلة في المجمل العام غير ملبية، فالجمهور له تأثره والسؤال: إلى متى سيبقى محافظاً على صبره؟
كل المباريات المتبقية للفريق بميزان واحد، وخصوصاً أن (دوزان) الدوري غير مضبوط وأداء الفريق فيه متراوح بين الصحو والغائم وسيلعب الفريق مع جاره الوثبة ومع الحرية والساحل وتشرين.
الحرية يسير في طريق مغاير لكل الفرق، وهو يعيش في طابق وحده وقد تلقى سبع خسارات متتالية دون أن يحلم بتعادل واحد ولم يسجل إلا هدفين، مباراته الأخيرة خسر فيها أمام الفتوة بهدف متأخر وبصعوبة، ولا ندري إن كانت النتيجة تشير إلى ارتقاء بأداء الحرية أم هبوط بأداء الفتوة!
الحرية غيّر مدربين حتى الآن، والثالث هو المدرب المساعد للمدربين المستقيلين، فهل سيكون أفضل منهما؟ وهل سيبقى؟ أم إن الإدارة ستبحث عن مدرب جديد؟
على العموم فإن الحرية في مأزق كبير ويحتاج إلى حلول جذرية منذ الآن قبل أن يفقد كل آماله في البقاء.
مباريات الحرية القادمة ستكون مع جبلة والوحدة والكرامة وحطين.
الأمل المنتظر
المباراة الأخيرة في الدوري ستقام اليوم الاثنين في طرطوس بين الساحل وضيفه أهلي حلب، الساحل منتش بفوز كبير خارج أرضه على الوحدة بهدفين نظيفين، وأهلي حلب يعاني من كل الأزمات المالية والإدارية والفنية وقد زادها أثراً سلبياً استقالة مدربه معن الراشد وقد يخوض مباراة اليوم أحمد هواش حتى يتم الاتفاق على مدرب جديد.
ظروف الضيف ليست جيدة، لذلك يجب أن يستغلها الساحل بشكل جيد لتحقيق فوز جديد يدفعه نحو الأمام وينسيه عثرات الماضي التي وضعت الفرق في مأزق كبير قبل أن يسترجع ثقته بالفوز الأخير على الوحدة.
رصيد الساحل الحالي لا يشفع له بالبقاء والكلام نفسه ينطبق على أهلي حلب، لذلك فالمباراة نقاطها مضاعفة، وعلى اللاعبين التحلي بالمسؤولية فالنقاط المهددة بات من الصعب تعويضها لصعوبة المباريات القادمة على الفريقين.
سيرياهوم نيوز1-الوطن