يعتقد الكثير من المقبلين على الزواج عدم الجدوى من الفحص الطبي قبل الزواج لأنهم لا يشتكون من أي مرض ظاهر، والحقيقة هي أن أي من الخاطبين قد يكون حاملاً لعيب وراثي قد يؤثر على الإنجاب لاحقاً وعلى صحة الأطفال مستقبلاً.
وهذا ما نراه في حالات زواج الأقارب، وقد يكون حاملاً لمرض معدي كامن ( لأعراض مرض غير ظاهر) يمكن أن ينتقل إلى الشريك الآخر ويؤثر عليه.
تحاليل الفحص الطبي قبل الزواج
هي مجموعة من التحاليل الطبية الشاملة بغرض معرفة إذا ما كان للأفراد المقبلين علي الزواج أمراض مثل (أمراض الدم الوراثية والأمراض المعدية) حيث أنه يصاب طفل من 25 طفلاً إما بمرض وراثي أو عيب خلقي أو تأخر عقلي ناتج عن خلل في الجينات أو إصابته بمرض له عوامل وراثية، من أجل أسرة سليمة وفي هذا الصدد بينت الدكتورة نور الصبح اخصائية التوليد والجراحة النسائية أهمية الفحص الطبي قبل الزواج الذي يهدف إلى التحقق من الحالة الصحية العامة لكلا الخاطبين، فقد يتم الكشف عن بعض الأمراض المعديه لأحد الطرفين دون علمه مثل التهاب الكبد ( C و B ومتلازمة نقص المناعة الإيدز).أو يمكن من خلال الفحص الطبي قبل الزواج الكشف عن توافر العوامل التي تزيد من فرص إنجاب أطفال مصابين بالأمراض الوراثية وأهمها ( أمراض الدم كالتلاسيميا وفقر الدم المنجلي) والتشوهات الخلقية، بالإضافة الى رفع الوعي الصحي بين المقبلين على الزواج فيما يخص الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة.
وبينت الدكتورة نور أهمية المشورة المناسبة والتي تهدف للتخطيط لأسرة صحيحة وسليمة وخالية من أي أمراض وراثية أو منتقلة أو محتملة.
نفور وتشاؤم
ما زال الكثيرون في مجتمعاتنا يرفضون إجراء فحص قبل الزواج، فالبعض ينظر إليه كنوع من الإهانة لصحته الجسدية طالما لا يشعر بوجود أي أمراض في جسمه، وقد يتلافاه البعض حتى لا يهدم حياته التي لم تبدأ بعد ومداراته لأمراض وراثية هو على علم بها !!
عموماً لقد أصبح فحص ما قبل الزواج في بعض الدول العربية مهماً بل ملزماً في بعض الدول الأخرى، ويصرّ الأطباء على إجراء هذا الفحص للحد من تفاقم حالات الأمراض الوراثية تحديداً.. فبعض الأسر عدد من أفرادها مصابون بأمراض يحملها لهم الآباء والأجداد. حيث هناك أمراض وراثية تنتشر في بعض المجتمعات، وحامل الجين المريض لا يكون مريضاً بالضرورة، إنما يحمل المرض وتعاني ذريته ( أو بعض ذريته ) إذا تزوج من امرأة تحمل الجين المريض ذاته، فهناك احتمال أن يصاب ربع الذرية بهذا المرض الوراثي حسب قانون مندل.فهو إجراء لا بدّ منه.
بعض المقدمين على الزواج يكونون على علم بالأمراض الوراثية المحتملة للذرية إن وجدت، فتتسع أمامهم الخيارات في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج، وبالتالي لديهم استقصاء ومعرفة بالتاريخ المرضي واختلاف زمر الدم. وهذا بدوره يعني تأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين من عدم وجود العقم لديهما، فالفحص الطبي يقلل من ولادة أطفال مشوهين أو معاقين يسببون الألم والحزن لأسرهم.
سلبيات الفحص
وتابعت الدكتورة نور إن هنالك معتقدات كثيرة توهم الناس أن إجراء الفحص سيقيهم من الأمراض الوراثية، وهذا غير صحيح. لأن الفحص في الغالب لا يبحث في الغالب سوى عن مرضين أو ثلاثة منتشرة في مجتمع معين، وإيهام الناس أن زواج الأقارب هو السبب المباشر لهذه الأمراض المنتشرة في مجتمعاتنا وهو اعتقاد غير صحيح. وقد يحدث تسريب لنتائج الفحص ويتضرر أصحابها ولاسيما المرأة فقد يعزف عنها الخطاب إذا علموا أن زواجها لم يتم بغض النظر عن نوع المرض وينشأ عن ذلك مشاكل اجتماعية. وقد يجعل هذا الفحص حياة البعض قلقة إذا ما تم إعلام الشخص المصاب بأنه سيصاب هو أو ذريته بمرض عضال لا شفاء له من الناحية الطبية. والأمر ذو شقين وكلاهما مهم، لذلك لا بد من الوعي الكامل والفهم الصحيح وطلب المشورة الطبية الصحيحة والمؤكدة قبل الإقدام أو العزوف عن إجراء هذا الفحص والقرار في النهاية لكلا الخاطبين
مراكز الفحص
وأضافت أخصائية التوليد إن جميع خدمات هذا الفحص تقدم في العيادات والمراكز الصحية التابعة لفروع نقابة الاطباء المتواجدة في المحافظات من قبل كادر صحي متخصص ومدرب على إجراء الفحص السريري والمخبري اللازمين، كما يقوم بتثقيف كل من الخاطبين صحياً واطلاعهما على نتائج التحاليل المخبرية بشكل سري بعد تسجيلها على استمارة خاصة لكل منهما، الأمر الذي يمكن لهما اتخاذ القرار المناسب فيما يخص حياتهما الصحية الأسرية بشكل واعٍ وسليم.
وأخيرا يمكن القول إن فحوصات ما قبل الزواج تمثل خط الدفاع الأول للحصول على عائلة كاملة تتكون من الأب والأم وأطفال سليمين أصحاء، إذ تساعد تحاليل الزواج الزوجين في المقام الأول على تحديد مجموعة واسعة من الحالات مثل الاضطرابات الوراثية والأمراض المنقولة بالدم والأمراض المعدية.
وعلى جميع الأطراف المعنية المشاركة والمساهمة في إجراء الفحوصات من أجل تكوين أسرة سليمة صحياً قدر المستطاع.