يغيب الجسد، لكن الخطوة ستبقى تتمايل في الذاكرة، لم يغادرنا اليوم الفنان إسماعيل العجيلي، مؤسس فرقة الرقة للفنون الشعبية، لأنه ترك خلفه أرشيفًا من الضوء، وسيرةً لا تعرف السكون.
من مواليد الرقة عام 1949، لم يقدم العجيلي نفسه كفنان، بل حارسا لذاكرة الوجدان الشعبي، وتشيكلياً لإيقاع الجسد وأناشيد الأرض.
تأسست فرقته عام 1968، برؤية واضحة لتحويل الفن إلى جسدٍ حيّ يعكس هوية المكان، وينقل صوت الناس العاديين بنقاء ورقي.
فالفن ليس استعراضاً، بل طقس لا يجيده سوى من صقلته التجربة وهذّبته المحبة.
قال مرة:
“يمكن لأي شخص أن يصبح موظفاً، طبيباً، أو مسؤولًا، لكن الفنان يُولد من خاصرة الوجع والدهشة.”
مصطحباً فرقته، مثّل العجيلي سوريا في محافل شتى وجعل من الفن الشعبي جسراً بين سوريا والعالم.
كما تعاون مع أعلام كبار أمثال: زكي ناصيف، نوري اسكندر، شربل روحانا، إيلي شويري، إحسان المنذر، سمية بعلبكي، ميادة بسيليس، طلال حيدر، وغيرهم.
أعمال لاتزال محفورة في الذاكرة البصرية. قدّمتها فرقة الرقة تحت إشرافه نذكر منها:
“قمر على الشرق”، “برج عليا”، “عرس الغيوم”، “صيد الحباري”، “ليل البوادي”، إلى جانب المسرحية الغنائية “حصار الثكنة” (1994).
هذا عدا عن لوحاتها الراقصة التي مثلت: “اللالا”، “الدلعونا”، “الفراتية”، “الأسمر”، “ع الماني” مكونة سرديات نابضة بالهوية.
نال العجيلي خلال مسيرته جوائز مرموقة من باريس، مدريد، لندن، ميلانو، وغيرها، لكنّ أكبر الجوائز كانت محبة الناس، وخلود الأثر.
رحل إسماعيل العجيلي، لكن الفرات سيظل ينبض بذكراه كلما صدح صوت شعبي على المسرح.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم