آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » الفساد “يشفط” مليارات أفريقيا!!

الفساد “يشفط” مليارات أفريقيا!!

 

 

علي عبود

 

أخفقت حكومات أفريقيا، على مدى العقدين الأخيرين على الأقل، بمكافحة الفساد الذي “يشفط” مليارات الدولارات من مواردها سنويا، هذه المليارات التي يجب أن تُخصص لإنعاش اقتصاداتها والحد من الفقر والبطالة والهجرة غير الشرعية.

ومع أن بعض الرؤساء الإفريقيين أطلقوا خططا أو رؤى طموحة لنقل بلادهم إلى مصاف الدول المتقدمة

في عام 2030، فإن الوقائع تكشف أن الفساد كان بالمرصاد لوأد هذه الخطط قبل وضعها على طريق

التنفيذ، والسؤال الذي حاول الإجابة عليه الكثير من الباحثين: ماأسباب انتشار الفساد على نطاق واسع في معظم الدول الإفريقية؟

قد يكون السبب غياب الأليات الفعالة لاجتثاث الفساد، او وجود مافيات للفساد قادرة على زرع رجالاتها

في مواقع صناعة القرار، أو ـ وهو الأهم ـ هشاشة القوانين النافذة التي تساعد على نشر الفساد

والمفسدين، وعدم الجدية باستبدالها بقوانين زاجرة أسوة بالدول المتقدمة التي تتيح وضع الرؤساء الفاسدين وراء القضبان..الخ.

وقد يكون السؤال الأكثر أهمية: هل وصلت الدول الإفريقية إلى طريق مسدود، ولم تعد قادرة على إطلاق خطط قابلة للتنفيذ تتيح لها اجتثاث الفساد والتحرر من المديونية وتحقيق التنمية المستدامة؟

وتكتسب مكافحة الفساد أهمية كبيرة في القارة الإفريقية فهي تأتي في المرتبة الثانية بعد قارة آسيا بمساحة 30.37 مليون كيلومتر مربع،وبعدد سكان لايقل عن 1.2 مليار نسمة، بنسبة 14.8 % من سكان العالم.

كما تمتلك افريقيا 65% من إنتاج الذهب في العالم و95 % من الماس و90 % من إنتاج البلاتينيوم و20 ـ 25 % من إنتاج اليورانيوم مايجعلها تحتل مقدمة الدول على مستوى قارات العالم، بالإضافة إلى عدد مهم ومتنوع من الثروات الزراعية والمعدنية الأخرى.

والمشكلة المزمنة أن هذه الثروات غير مستثمرة إلا في الحدود الدنيا، مع انتشار كبير للفساد، ما أدى إلى اعتماد معظم الدول الإفريقية على الهبات والقروض وإلى موجات هجرة غير شرعية خطرة لشرائح كبيرة من الشباب هربا من الفقر والفساد.

وما زاد من تفاقم الأوضاع ليس التهاون بمكافحة الفساد فقط، وإنما أيضا تقصير الحكومات باستثمار ثروات بلادها بما يحقق نهضة إقتصادية واجتماعية مستدامة.

لقد رفعت القمة الـ 30 للإتحاد الإفريقي بأديس بابا في يناير 2018 شعار (الإنتصار في مكافحة الفساد ـ مسار مستدام لتحول إفريقيا)، لكن بقي الشعار حبرا على ورق، فلم تكن المحاولات الخجولة كافية لوضعه موضع التنفيذ، فالفساد أزداد خلال السنوات التالية أكثر فأكثر، والديون ازدادات أيضا أكثر فأكثر، كما ازدادت موجات الهجرة الشرعية واللاشرعية أكثر فأكثر!!

الخلاصة: مع إن بعض القادة الإفريقيين حاول إطلاق رؤى لنقل بلادهم من التخلف إلى التقدم، ووعدوا بمكافحة الفساد وتحقيق تنمية إقتصادية وإجتماعية مستدامة من خلال اسثتمار الإمكانات المتاحة تزج الشباب في عملية إعمار بلادهم ، فإن هذه الرؤى بقيت حبرا على ورق!!

(أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل تسعى الصين للإطاحة بالدولار؟

د   علي عبود   يُسهب الكثير من المحللين والأكاديميين بالحديث عن مخطط صيني للإطاحة بالدولار، فهل هذا صحيح؟ من الصعب الإجابة بـ “نعم” على ...