آخر الأخبار
الرئيسية » الزراعة و البيئة » الفستق الحلبي في حماة… تنوع وراثي استثنائي ونصف الإنتاج السوري

الفستق الحلبي في حماة… تنوع وراثي استثنائي ونصف الإنتاج السوري

 

 

تُعد محافظة حماة مركز زراعة الفستق الحلبي في سوريا، حيث تحتضن أكثر من 800 ألف شجرة مزروعة على مساحة تتجاوز 21 ألف هكتار، لتسهم وحدها بنحو 50 بالمئة من إجمالي الإنتاج المحلي، وتضع سوريا في موقع مميز على خريطة هذه الزراعة الإستراتيجية.

 

تنوع وراثي وأصناف محلية

 

 

وأوضح المهندس عادل هواش، مدير مكتب الفستق الحلبي، أن ما يميز فستق حماة لا يقتصر على حجم الإنتاج، بل يتجلى أيضاً في تنوعه الوراثي النادر، إذ تضم المحافظة أكثر من 30 صنفاً محلياً مميزاً، أبرزها:

 

العاشوري: متوسط الحجم وبذور بنفسجية اللون.

 

ناب الجمل: كبير الحجم ومستطيل الشكل بقشرة فاتحة.

 

إضافة إلى أصناف “الباتوري”، “العجمي”، وغيرها من الأصناف التي تمنح المحصول قيمة اقتصادية عالية وتُسهم في تحقيق الأمن الزراعي المستدام.

 

محصول تصديري ومصدر دخل

 

 

الفستق الحلبي من أهم المحاصيل التصديرية السورية، وتصل أسعاره إلى:

 

قلب الفستق: بين 17 و28 دولاراً للكيلوغرام.

 

الفستق السحب: بين 8 و10 دولارات.

 

الفستق الأخضر: نحو 3.6 دولارات.

 

ويشكل هذا المحصول مصدر رزق رئيسياً لآلاف الأسر الريفية، وخاصة في ريف حماة الشمالي.

 

تحديات وآمال

 

رغم ذلك، تضررت بساتين الفستق خلال سنوات الحرب، حيث أُبيدت آلاف الأشجار المعمرة بفعل القطع والحرق، وهو ما انعكس سلباً على الإنتاجية.

 

912A7036

وأشار المزارع عمر نعسان إلى أن الجهود الحالية تتركز على إعادة تأهيل الأراضي وزراعة غراس جديدة، غير أن العقبات لا تزال قائمة، وأبرزها نقص مياه الري والكهرباء والتمويل، إضافة إلى هجرة الكثير من الفلاحين.

 

بدوره، شدد المزارع مصعب محمد على أهمية تعزيز الدعم الحكومي عبر برامج تمويل وتأهيل فني وتسويق منظم، بما يضمن الحفاظ على الأصناف الوراثية وزيادة العائدات الزراعية، وخاصة في ظل التغيرات المناخية.

 

 

يشكّل الفستق الحلبي أحد أقدم وأهم المحاصيل الزراعية في سوريا، وقد ارتبط اسمه تاريخياً بمدينة حلب، التي نُسب إليها، إلا أن الانتشار الفعلي لأشجاره شمل محافظات عدة، في مقدمتها حماة، التي أصبحت تحتضن أكبر نسبة من الإنتاج الوطني. وتكتسب زراعة الفستق أهمية اقتصادية وإستراتيجية لكونه محصولاً طويل العمر، عالي القيمة، ومطلوباً في الأسواق الخارجية، ولا سيما في دول الخليج وأوروبا.

 

وعلى الرغم من أن سوريا كانت تُعدّ من أبرز الدول المصدّرة للفستق في منطقة الشرق الأوسط قبل عام 2011، لكنها تأثرت بعد ذلك نتيجة تدمير البنى التحتية للقطاع الزراعي جراء سياسة النظام البائد، وهو ما انعكس على كميات الإنتاج والتصدير.

 

واليوم بعد تحرير سوريا ، تتجه أنظار المزارعين وتتركز مطالبهم من الجهات المعنية نحو استعادة الدور الريادي لهذا المحصول، من خلال الحفاظ على التنوع الوراثي المحلي، وتحسين أساليب الزراعة والتسويق.

 

أخبار سوريا الوطن-سانا

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إجلاء 20 ألف شخص… الإعصار كاجيكي يغمر جزيرة هاينان الصينية

    ضربت رياح قوية وأمطار غزيرة جزيرة هاينان جنوبي الصين وأجزاء ‏قريبة من مقاطعة قوانجدونغ يوم الأحد، بينما مر إعصار كاجيكي فوق ‏المياه المفتوحة ...