عبير صيموعة
شكاوى عديدة وصلت من مزارعي القمح على ساحة المحافظة نتيجة معاناتهم من تأخير المؤسسة السورية للحبوب من استلام القمح الدوغما في مطحنة أم الزيتون واضطرارهم إلى البقاء ثلاثة أو أربعة أيام بانتظار تنزيل حمولات سياراتهم المتوقفة ضمن طوابير.
كما اشتكى المزارعون ممن قاموا بتسليم القمح سواء المشول منه أو الدوغما من التأخير في استلام أثمانه لدى المصرف الزراعي لثلاثة أيام متتالية، فضلاً عن التأخير من استلام مخصصاتهم لما بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمي لتبقى الطامة الكبرى أنه بعد كل ذلك الانتظار من عدم حصولهم سوى على 25 مليوناً كدفعة من أثمان القمح المسلم، رغم مطالباتهم العديدة خلال زيارة وزير الزراعة الأخيرة إلى المحافظة إلى ضرورة تسليم أثمان القمح دفعة واحدة أو دفعتين على أقل تقدير، وكان الوعد بأن تتم مناقشة القضية مع الوزارات ذات الشأن.
مصدر مسؤول في المحافظة أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن قرار تحديد سقف السيولة من المصرف المركزي أدى إلى تأخير تسليم الكتل المالية المخصصة لتسديد أثمان القمح ليومين متتالين ضمن فرع المصرف الزراعي خلال الأسبوع الماضي، ما أدى إلى الازدحام والضغط يوم الخميس لتراكم الجداول الواردة إلى المصرف والتي يجري وفقها تسليم ثمن القمح للمزارعين.
مدير المؤسسة السورية للحبوب باسل هنيدي لم ينف لـ«الوطن» الازدحام الكبير أمام المطحنة في أم الزيتون، عازياً السبب إلى الإقبال الكبير من المزارعين لتسليم إنتاجهم من القمح الدوغما، مشيراً إلى عدم استيعاب صومعة المطحنة للكميات الواردة دفعة واحدة الأمر الذي يفرض بالضرورة البطء في الاستلام حسب طاقة الاستيعاب ريثما يتم ترحيل كميات القمح إلى المطحنة، علماً أنه تم الطلب من أصحاب السيارات الكبيرة بتحويل حمولتهم إلى دمشق إلا أنه قوبل بالرفض، مشيراً إلى أن لجوء مؤسسة الحبوب إلى ذلك الطلب نظراً للكميات الكبيرة التي يتم استلامها يومياً من القمح والتي تجاوزت 7 آلاف طن حتى أمس الأول وما زلنا في بداية الموسم، علماً أن كامل الكميات التي تم استلامها العام الماضي لم تتجاوز 5.5 آلاف طن.
وأكد هنيدي ضرورة توجه المزارعين إلى تسليم القمح المشول إلى مستودعي الحبوب في المزرعة والعنقود لتخفيف الأعباء عن المطحنة من جهة ولزوم تعبئة المستودعات بالقمح كمخزون إستراتيجي في المحافظة من جهة أخرى وخاصة أن طاقة المستودعين الاستيعابية تتجاوز 10 آلاف طن، مضيفاً: علماً أن ما تم استلامه من كميات القمح المشول في المستودعين لم يتجاوز 1400 طن من كمية القمح المسلم حتى تاريخه.
وأوضح أن توجه المزارعين إلى تسليم القمح دوكما جاء لاستسهال عمليات النقل ولتخفيف أعباء شراء أكياس الخيش، علماً أن تكاليف شراء الأكياس سيتم استردادها مباشرة عند تسليم القمح.
بدوره مدير المصرف الزراعي في السويداء نسيم حديفة أوضح في تصريح لـ«الوطن» أن الازدحام ضمن فروع المصرف الأربعة كان نتيجة الإقبال الكبير من المزارعين على تسليم القمح، مشيراً إلى أنه تم تسليم أكثر من 17 مليار ليرة إلى ألفي مزارع حتى تاريخه، لافتاً إلى أن السيولة حالياً متوافرة ويتم التوزيع حسب القوائم الواردة للمصرف تباعاً، أما عن تسليم المصرف مبلغ 25 مليون ليرة لكل مزارع كدفعة أولى فهو تطبيق لقرار رئاسة مجلس الوزراء.
سيرياهوم نيوز1-الوطن