سوسن بواب فنانة تشكيلية تناولت عبر أعمالها الطبيعة والمرأة بصياغة تعبيرية تقترب من الانطباعية، وتميزت برسم اللوحات الجدارية بالإضافة إلى شغفها بعالم الأطفال وتعليمهم الرسم، حيث امتزجت ألوانها بعشق الطبيعة والحياة التي تعكس جمالية اللوحة، وتطلق العنان لألوانها البحرية من دون قيود. لها الكثير من المعارض داخل سورية وخارجها، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات. صحيفة الحرية التقت الفنانة التشكيلية سوسن بواب، وكان هذا الحوار:
*_هواجس الفن وتقنياته متى بدأت مع الفنانة سوسن بواب؟
*_في الحقيقة أشعر بأنه ولد معي، فأذكر أني كنت مولعة بالرسم منذ طفولتي، واستمر الشغف والحب المتبادل إلى الآن. طبعاً تفرغت له في العام 2012 بمختلف تقنياته. لكنني قبل ذلك لم أتوقف عن الرسم.
*_هل برأيك على الفنان أن يتعلم المدارس الفنية أو ينتمي إليها، وهل الموهبة تكفي للفن؟
*_ كثير من الفنانين العالميين لم يكونوا أكاديميين، اعتمدوا التعليم الذاتي من خلال التجريب المستمر والاجتهاد الشخصي لتطوير أساليبهم ومهاراتهم، وقد كان لهم صدى وتأثير كبيران في عالم الفن، على سبيل المثال الفنان العالمي فان كوخ. لذلك يجب على الفنان أن يطلع على مدارسهم المهمة، ويبني من خلالها موهبته، ويعرف أين يتجه وما هي بالضبط المدرسة التي ينتمي إليها، وتصبح عنده بصمته الخاصة التي تشير إلى عمله عندما يعرض، حيث تميزينه من بين المعروضات.
*_معظم أعمالك انطباعية تركزين على الطبيعة والزهور والمرأة، ما رسالتك من خلال ذلك، وماذا تعني لك المرأة في فنك؟
*_نعم، من خلال عشقي للطبيعة واللون، أعمالي أغلبها انطباعية تظهر وتصهر اللون على الخامة البيضاء سواء كانت كانفس أو كرتوناً أو خشباً. نحن نعيش في الطبيعة وهي الأم كما المرأة، هناك تشابه كبير بينهما؛ بين إشراقة الشمس وتفتح الزهور في يوم ربيعي، وبين ابتسامة المرأة وسعادتها تفتحها للحياة. وهكذا كما كل الفصول وكل تقلبات الطبيعة تعيشها المرأة في حياتها اليومية، هذا يتجسد في اللوحة، واللون أكبر معبّر عن هذه الحالات والتقلبات، والأروع عندما ترافقها الموسيقا والألحان في جمالها وحزنها وغضبها، كما صوت الطبيعة بالضبط. هذه الروابط كلها تجعلني أميل لرسم الطبيعة والمرأة.
*_الرسم بالفحم يختلف عن الرسم بالألوان، أين أنت من تلك اللوحات؟
*_ كانت بداياتي في رسم البورتريهات والطبيعة الصامتة والمجسمات بتقنية الفحم والرصاص. للرسم بالفحم والرصاص متعة خاصة، متعة إظهار الظل والنور من خلال الأسود والأبيض، ومن خلالهم يستطيع الفنان أن يعبّر عن حالته من خلال حدة الخط والظل. لكن بعدها أصبحت أرغب في التحرر من قيود الخطوط واللون الواحد، عالم الألوان أوسع وأمتع ومعبّر أكثر.
*_برأيك هل واقع الفن التشكيلي في سوريا يأخذ حقه مقارنة بدول العالم؟
*_الفن التشكيلي مظلوم في سوريا والفنانون أيضاً. إن المهتمين بالفن يعدُّون على أصابع اليد، مع أن هناك جهوداً كثيرة مبذولة من الفنانين لاستمرارية الفن. أكثر ما يهم الفنان الاهتمام وتقدير عمله الفني. للأسف في المعارض التي تقام يقتصر الحضور على الأصدقاء والأهل والمعارف
*_ماذا تحدثيننا عن لوحتك وتمازج الألوان، وهل نفسيتك تنعكس على اللوحة؟
*_لوحتي هي عالمي الصغير في حجمه والكبير في كياني. ألواني هي سلاحي وعشقي، تحكي عني وتحمل همي في حزني، وترقص معي في فرحي. لهذا أعشق الألوان وأطلق لها العنان، لا أتقيد بلون محدد. كثيراً ما أفكر بعمل جديد، وأرسم له في مخيلتي شكلاً ولوناً محدداً، وعندما أجلس قبالة اللوحة تجدني أختار ألواناً ومواضيع تختلف عما فكرت به في الأمس، هذا ما يعكس الحالة الآنية والنفسية في هذه اللحظة. لذلك تختلف في كل يوم شكلاً ومضموناً ولوناً.
*_ماذا عن مشاركاتك بالملتقيات واللوحات الجدارية؟
*_شاركت في ملتقيات عدة ، وكلها تركت أثراً جميلاً في نفسي، وأكثرها مشاركتي في سمبوزيوم رسم طبيعة في لبنان؛ لأنه كان في صميم حبي للطبيعة، وبالإضافة إلى لقائي بفنانين من جميع أنحاء العالم، حيث استفدت من تجارب وثقافات الفنانين. في الحقيقة الملتقيات الفنية تزيد الألفة وروح التعاون وتصقل المواهب، كما حصل في مشاركتي أيضاً في ملتقى رسم مع جمعية شموع السلام، ومؤخراً بجدارية “طوفان الأقصى” شارك بها مجموعة من الفنانين بإشراف الفنان محمد ركوعي، وعرضت بعدها في السفارة الفلسطينية. وفي الحديث عن الجداريات، أنجزت العديد منها في المدرسة واستعملت الألوان التي تجذب الأطفال.
*_حدثينا عن تجربتك كمعلمة رسم للأطفال.
*_كانت تجربة ممتعة، التعامل مع الأطفال والرسم معهم يعطيك طاقة إيجابية. تعلمت الكثير منهم؛ العفوية والصدق في المشاعر. ولاحظت عند أغلب الأطفال أنهم يملون من موضوع يفرض عليهم أو لون معين، الطفل يحب أن يرسم بحرية من دون قيد.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية