الفن في أوغاريت ..عبّر عن مشاعر الناس وآمالهم

غسان القيّم

لقد عدّ المجتمع في أوغاريت صور الآلهة والأبطال تجسيداً لهم لذلك عبدوها ..ويفسّر هذا بأسلوبية الأوضاع والحركات في تصوير الجسم اذ كان التصوير يتم برسم خطوط عامة دون توضيح التفاصيل ..

لقد كان فنان اوغاريت يعطي جل اهتمامه للعلاقات الخارجية التي تسمح بمعرفة صاحب الرسم أو النحت ..

وموضوع بحثنا هو المنحوتة التي اعتبرت من اهم الأعمال الفنية في أوغاريت الجديرة بالتوقف عندها..

وجدت هذه المنحوتة النادرة في القصر الملكي في اوغاريت على جزء من السرير العاجي الملكي وهي قطعة نافرة من العاج وتمثل الإلهة عنّاة أوعشيرة وهي ترضع من ثديها الإلهين الجملين/ شهارو وشلامو/ او سحر وسالم ..وتقوم بضم الإ لهين الى صدرها وظهرت الالهة في هذا اللوح واقفة ووجهها نحو الناظر لها وضعت فوق رأسها قرنان للتعبير عن صفة الألوهية وتؤدي حركة الذراعين المتجهتين إلى أسفل ..لكل من /شهارو وشلامو / مع حركتي الزراعين المطويتين بشكل زاوية شبه قائمة إضافة الى الحركة الانسانية للأرجل التي تحمل العمل من الجهتين الخارجيتين للمشهد دوراً استعراضياً ودعائياً ..مما أكسب العمل متانة نحتية وقوة تعبيرية رائعة..وظهرت الإلهة في هذا اللوح واقفة ووجهها نحو الناظر..لها قرنان فوق رأسها وجناحان خلف ظهرها ..ضفائرها تتطاير وتحط على صدرها ..نراها ترتدي ملابس استعراضية تصل ثنياتها الثقيلة إلى اسفل قدميها ..ولقد ظهر التوتر على الغلامين ..

في النقش الذي بين أيدينا نرى ان الفنان أبرز الحركة الحادة في انسدال اليد اليمنى ..وهذا النقش ايضاً صنع لتأدية فروض العبادة في المعبد ..

وإلى جانب الدافع الديني يحمل الرسم دافعاً آخر هو تبجيل الأم التي تطعم الأطفال ..وهذا مايدل عليه التركيب التعبيري للرسم النافر ..ففي الوسط رسمت أم تحتضن أطفالاً وتسترعي نظرة الأطفال المرفوعة إلى الأم انتباه الناظر كله ..

مراجع البحث:

تقارير بعثات التنقيب الأثرية العاملة في موقع اوغاريت خلال السنوات الماضية..

إ.ش.شيفمان..محتمع اوغاريت..الصادر عن دار الأبجدية في دمشق..

قراءة تحليلية خاصة بي..

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)