خلود حكمت شحادة:
فلسفة الفنِّ أو علم الجمال هي الفلسفة التي تبحث في كل ما يبدعه الإنسان من فنون، وإذا ما تمَّت الإشارة إليه كعلم فإنَّه يهتمُّ بتطبيق القوانين الخاصة بالنشاط الجمالي ومختلف أشكاله وحالات تطورها على مرِّ السنين، بهذا التعريف نبدأ حديثنا عن أهمية الفنون والتربية الجمالية وكيف للبحث العلمي أن يقدم لها ما تحتاجه لتتميز في مجتمعاتنا كتربية أو كمنهاج دراسي، للوقوف على معاني وتفاصيل العمل على التربية الجمالية التقت الثورة أون لاين الدكتورة بشرى عباس من كلية الآداب قسم الفلسفة اختصاص فلسفة الفن حيث بدأت حديثها ملقية اللوم على عصر التكنولوجيا قائلة: هذا العصر هو عصر التكنولوجيا والعلوم وهناك تهميش للفنون ومعاناة مع طلاب الاختصاص في الفلسفة والآداب والعلوم الاجتماعية عموماً والفن خاصة حيث ابتلعتنا التكنولوجيا والعلوم التطبيقية وأصبح الفن للترفيه فقط وهذا خطأ شائع.
فالفن تعليمي إرشادي وتوجيهي ولا يمكن الاستغناء عنه بدءاً من تنشئة الأطفال الاجتماعية وهي قائمة على الحكايات والقصص التي نرويها لهم بعد أن نزرع فيها الأخلاق والصفات الحميدة.
وأضافت عباس: لا يمكن اليوم بعد حرب عدوانية تجاوزت السنوات العشر أن يتطور المجتمع فقط بطريقة الإصلاح السياسي نحن اليوم أحوج لتطوير الإنسان ويتحقق هذا بالتربية الجمالية وصلب اختصاص الفلسفة تهذيب غريزة البشر وتربية المشاعر والحس التفاؤلي بالوطن ليروا بلادهم بعين الجمال مشيرة إلى أن أكثر ما يعطيه الفن والتربية الجمالية للفرد هو تقوية السعادة والتفاؤل ويبتعد بذلك عن الاكتئاب والعنف والتشويش والتشوه فهناك أشياء جميلة في الحياة تحتاج منا أن نعمرها ونبنيها والضرورة تقتضي توجيه أبنائنا إلى ضرورة الفن ودراسته إلى جانب الدراسات الأخرى وعدم التركيز على دراسة الاقتصاد والرياضيات والطب وعلوم التكنولوجيا لأن سوق العمل يطلبها وعليهم أن يدركوا احتواءه وحاجته لكل الاختصاصات على اختلافها فهو مبني على التكافل والتكامل لذلك دعت عباس للدفاع عن التربية الجمالية والفن بكل مدارسنا الوطنية وجامعاتنا وحتى عبر وسائل الإعلام الوطني لتوجيه الناس إلى تربيتهم الأخلاقية فالفن هو فوز أخلاقي يتطلب منا تكريسه في كل القطاعات والمؤسسات وعلينا تمجيد دوره بالحياة ودوره في تنشئة الأفراد تنشئة متوازنة سليمة.
وتابعت عباس: إن عصر التكنولوجيا أغفل في الإنسان الجانب الروحاني والعاطفي والمشاعر فهو عمل على تربية العقل وكيفية الحصول على دخل مادي فقط وهذا ساهم نوعاً ما بتشويه الجزء العاطفي والمشاعر حيث غلبت ثقافة العقل على العاطفة لذلك نرى جيل اليوم مستهتراً بالفن، ملحداً بالتراث والقيم الإنسانية والعادات والتقاليد والسبب الأساسي يعود إلى بداية التربية في المراحل الدراسية الأولى وتركيز الأهل والمعلمين على درس الرياضيات والعلوم باعتبارهم الأكثر ضرورة واعتبار حصة الرسم أو الموسيقا للترفيه فقط ومن هنا بدأ نموه العقلي يطغى على الشعور والعاطفة.
واليوم نحن أحوج لتربية وتهذيب النفس والمشاعر إلى جانب التأهيل الأكاديمي للحصول على عمل وتحصيل الأخلاق وجماليات النفس والتفاؤل ببناء الوطن.
سيرياهوم يوز 6 – الثورة