تخسر طرطوس كل عام ثروة مائية هائلة لا تقدر بثمن، بسبب عدم قطفها واستثمارها لمياه الأمطار الغزيرة التي تذهب هدراً للبحر، وصيفاً تبدأ رحلة العناء والشكوى لتوفير مياه الشرب وخاصة أرياف المحافظة ناهيك عن الأعطال التي تحصل في الشبكة والانقطاعات الكهربائية لساعات طويلة في ظل أزمة وحصار طويل الأمد.
وبعد أن قامت مؤسسة مياه طرطوس بوضع خط الجر الثاني لمدينة القدموس وريفها في الاستثمار مع بداية عام /2015/، تحسن الواقع المائي بعض الشيء في تلك المنطقة لكن مصطلح ( قرى عطشى) ما زال متداولاً بسبب بقاء العطش في الكثير منها سواء في ريف القدموس أم ريف بانياس ما يؤكد أهمية وضرورة تنفيذ خط جر جديد لإنهاء عطش السكان فيها.
مدير مؤسسة المياه بطرطوس المهندس نزار جبور أكد أنه بعد مرور خمس سنوات على وضع خط الجر الثاني في الاستثمار و الجهود الكبيرة التي بذلت، وتذليل جميع العقبات والصعوبات التي ظهرت أثناء العمل وخاصة خلال الحرب لوضعه بالاستثمار تبين أن الحاجة لمياه الشرب و الري تبقى بتزايد مضطرد نتيجة تزايد عدد السكان و انتشار الزراعة في قرى القدموس ولا سيما البيوت البلاستيكية في قرى الحاطرية و الطواحين وزراعة الدخان و غيرها.
وعليه فإن مؤسسة المياه حالياً ( انتهت من دراسة خط الجر الثالث للقدموس وهو مشروع استراتيجي تكلفته تقارب ( 15 مليار ل.س) بالأسعار الرائجة انطلاقاً من دير البشل حيث تم الانتهاء من تأمين المصدر المائي وهو بئران ارتوازيتان بغزارة تقارب /300/م3/سا ودراسة هذا الخط كاملاً مع محطاته يتم تدقيقها في وزارة الموارد المائية حيث من المقرر البدء في تنفيذ المحطة الاولى هذا العام.
وأوضح جبور أن هذا الخط يمر بنعمو الجرد ليدعم نهايات مشروع نعمو الجرد الذي تشرب منه حالياً قرى /نعمو – الفروخية – بصمرمون- الدردارة-….الخ /ويصل حتى مفرق شمسين ليروي قرى / الدي و النواطيف وباب النور وجارة الوادي / في ريف القدموس الشمالي الغربي/.
وأشار جبور الى الحاجة الكبيرة لهذا الخط الذي تسعى وزارة الموارد المائية لتنفيذه في اصعب وأحلك الظروف لينهي في المستقبل القريب بعد خط الجر الثاني معاناة دامت لعقود.
وأشار أيضاً إلى أن اعتماد الأهالي في تلك المناطق كان على مياه الشبكة العامة وهو اعتماد كلي و رئيسي بسبب فقر المنطقة بالموارد المائية و الآبار الارتوازية، بسبب عدم وجود حوامل مائية و عدم إمكانية بناء سدود بسبب طبيعة الأرض الكالستية المتشققة و الحل الوحيد هو استجرار المياه من الغرب.
وبين أن مؤسسة المياه لم تقف عند هذا الحد بل تتابع التحسينات في هذا الموضوع حيث قامت في الفترة الأخيرة بالانتهاء من حفر و تجريب بئر ارتوازية في قرية بارمايا بغزارة /40م3/سا، وذلك لفصل المستفيدين من القرى من خط الجر الثاني و تحويلهم لهذه البئر لزيادة غزارتها باتجاه القدموس، إضافة لقيام المؤسسة حالياً عن الاعلان لاستبدال و تجديد مضخات محطات /م5- م4/ من خط الجر المحطة الاولى للقدموس لتأمين استمرارية الضخ.
علماً أنه سيتم هذا العام و خلال اشهر قليلة التعاقد لفصل الشبكات و تنفيذ خطوط جديدة في ريف طرطوس قطاع الريف الشمالي الغربي و الهدف فصل مشروعها عن الخطوط الرئيسية لتقليص الادوار و تحقيق العدالة قدر المستطاع بين القرى و المشتركين
وأخيراً
نأمل البدء بتنفيذ هذا المشروع كما هو مخطط له دون عراقيل وتأخير لما له من أهمية عظمى لمدينة القدموس وريفها التي عانت سنين طويلة من الحرمان والعطش
سمر رقية
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة اون لاين