أنواع القضاء
*القضاء القدري الجبري:
شكل الوجود – أو شكل الإنسان . ميلاده. والديه. بلده – وهذا القضاء – الإنسان فيه غير مخير ، أو ما يقع للإنسان من واقع حال – مرض – إيذاء وظلم أو كأن يولد الإنسان مشوها مثلا – كل هذا يقع للإنسان دون أن يكون له خيرة فيه – وهو ما تمليه عليه تقديرات الوجود.
*القضاء القدري الإختياري:
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه – كتشريعات الأخلاق – بين أن تصلح وتفسد – تؤمن وتكفر – وهذا القضاء “يمكن أن يخالف” – والإنسان فيه مخير – ويحاسب عليه – ولكن يبقى قضاء ملزما لنا بغض النظر إن كنت ستؤمن أو تكفر، بالنهاية أنت رهين قضاء الإتجاهين – وهو الإختلاف الذي يجعل للحياة معنى متكامل – بمعنى أنه القضاء الذي يحدد شكل اختلافات الحياة – الحب الكره – العمل – الكسل ، مقضي علينا أن نختار إحداها .
*الإرادة والمشيئة
الإرادة : وهي الرغبة في تنفيذ عمل سواء تم تنفيذة أو لا .
المشيئة : وهي الإرادة+ التفاعل مع أسباب التنفيذ .
” المشيئة والإرادة بين الله والإنسان”
إرادة الله لكل البشر خيرة “وما الله يريد ظلما للعباد “- “يريد الله بكم اليسر ”
“يريد الله أن يخفف عنكم “- “يريد الله أن يتوب عليكم ”
إرادة الإنسان : يمكن أن تكون خيرة ويمكن أن تكون شريرة، فممكن أن يريد اقتلاع شجرة، أو زرع شجرة، فإرادته دون الإلهية – تتوسل الإتجهات حتى تحدد شكلها .
المشيئة :
المشيئة تتعلق بالأسباب – والأسباب فيها الموجب وفيها السالب وبالتالي تحمل الشيء ونقيضة – فالمشيئة تحمل الخير والشر – حتى يولد المعنى في الحياة .
فالله يريد لك الخير فقط ولكن شاء لك أن تحيا بين مشيئة الخير والشر.
فإن شئت لنفسك الخير – يشاءه الله لك .
وإن شئت لنفسك الشر – يشاءه الله لك .
“وما تشاؤون إلا أن يشاء الله” سواء خير أو شر .
الله هو من يعطي للأحداث كينونتها أصلا ويحافظ على قوامها وبدونه تنهار وتزول الأرض والسماوات – التي هي موجودة على صورتها كل لحظة – لحفظ الله لها كل لحظة أيضا ، فقدرة الله هي وقود تواجدها ، وكذلك مشيئة الله هي الوعاء الذي يحتضن حرية إرادتنا .
وبذلك نسقط الإدعاء القائل أن فشلنا هو بمشيئة الله ، وهو ما يتقول به حتى بعض المؤمنين ، بل فشلنا هو بإرادتنا ومشيئة الله ليست أكثر من وعاء يسمح بذلك أو عكسه – وهو وما يفتح أمام الإنسان آفاق عظام لتخدمه حريتة – لتحديد مصيره.
إذن : هل نحن ننفذ ما كتبة الله لنا مسبقا (إخراج أو صناعة سيناريو ) ؟
هناك فرق بين أن الله كتب ما نفعله وبين أن يفعل هو ؟
فكتابة الله ليست لصناعة السيناريو أو الإخراج بل هي كتابة لوصف واقع حال اختيارات البشر أساسا – أو حركة الذرات – تساقط أوراق الشجر – كينونة المعاني والعلوم – كل شيء بأدق التفاصيل – وهي كتابة كاشفة معرفية علمية من مطلقات صفات الله وهي العلم المطلق – كتابة بمعنى الإحاطة والمعرفة – وليست كتابة كبرمجة لرجل آلي – الإنسان ليس رجل آلي .
فالله يعلم أنك سترسب أو تنجح مسبقا ، بعد كل تحولاتك – لأنه يرى بلا زمن أصلا – الماضي والحاضر والمستقبل كلها – بالنسبة لله شيء واحد.
بل ذلك يثبت أن الله ترك للإنسان يعمل ضمن مساحة كبيرة جدا من حرية الأفعال والتصرفات في اتجاهات مشيئتة.
إنك تريد أن تسرق أو لا تسرق دون التطبيق – تلك إرادة الإنسان.
الله يريد منك أن لا تسرق – تلك إرادة الله .
أنت تقوم بالسرقة أو لا تقوم – تلك مشيئتك في مشيئة الله.
وقس على ذلك كل لحظة اختيار تقوم به طيلة حياتك – وهذا هو فعلا ما ستحاسب علية ليس أكثر .
فنحن الذين نصنع أقدارنا وقضاءاتنا ولسنا مجرد دمى آلية مبرمجة .
(سيرياهوم نيوز ١-اختيار الصديق نجم حسن)