آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » القلق من الدولار يدفع الدول الناشئة نحو سندات اليورو

القلق من الدولار يدفع الدول الناشئة نحو سندات اليورو

 

خالد جمال الخطيب

 

مع استمرار تراجع الدولار الأميركي بشكل ملحوظ خلال العام الحالي، بدأت الأسواق الناشئة تعيد تقييم موازنات محافظها الاستثمارية وتعيد النظر في الاعتماد على الأصول المقومة بالدولار. وبدأ المستثمرون يتجهون بشكل متزايد نحو سندات اليورو، مستغلين قوة العملة الأوروبية في مواجهة تراجع قيمة الدولار، وسط بيئة مالية متقلبة تتسم بعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي المتزايد.

 

 

 

 

تباين السياسات النقدية: أوروبا تُخفض.. وأميركا تثبت

تلعب السياسة النقدية دوراً محورياً في تشكيل اتجاهات الاستثمار. ففي أوروبا، قام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة مرات عدة خلال هذا العام بهدف تحفيز النمو الاقتصادي ومواجهة تباطؤ النشاط الاقتصادي. هذا التحرك أدى إلى خفض العوائد على السندات الحكومية وشركات القطاع الخاص الأوروبية، لكنه في الوقت نفسه حافظ على استقرار عوائد السندات في الأسواق الناشئة التي تصدر باليورو، ما جعلها أكثر جاذبية من السندات المقومة بالدولار.

 

 

 

على الجانب الآخر، أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأميركي معدلات الفائدة عند مستويات ثابتة، مع ميل محتمل نحو خفوضات مستقبلية، لكن حتى الآن، يعني بقاء الفائدة من دون تغيير ارتفاع تكلفة الاقتراض بالعملة الأميركية مقارنةً باليورو. هذا الاختلاف في السياسات جعل السندات الأوروبية المقومة باليورو تقدم عوائد نسبية أفضل للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار وعوائد جيدة في آنٍ واحد.

 

 

تراجع الدولار.. عامل محفّز

انخفاض الدولار الأميركي في مقابل اليورو خلال الأشهر الماضية كان له تأثير مباشر على قرارات المستثمرين، ولاسيما الأوروبيين منهم، الذين أصبحوا يميلون إلى الاستثمار في سندات مقومة بعملتهم المحلية لتفادي تقلبات أسعار الصرف التي قد تؤثر على قيمة عوائدهم. هذا الاتجاه ساهم في زيادة الطلب على السندات الأوروبية، بخاصة في الأسواق الناشئة التي أظهرت استعداداً لقبول العملات الأخرى ضمن محافظها المالية، بهدف التنويع وتقليل المخاطر المرتبطة بالدولار.

 

 

 

انعكاسات التحول على الأسواق الناشئة

هذا التوجه نحو سندات اليورو يعكس تغييراً أوسع في المشهد المالي العالمي، بحيث بدأت الأسواق الناشئة تعيد حساباتها حيال الاعتماد المفرط على الدولار، بعد سنوات من هيمنته كعملة الاحتياطي الرئيسية. التحول ليس بالضرورة أن يكون دائماً، لكن التغيرات الحالية قد تمهد الطريق لاستراتيجية أكثر تنوعاً في تخصيص الأصول خلال السنوات القادمة.

 

 

 

ختاماً، في ظل التحديات الاقتصادية والتجارية التي تواجه الولايات المتحدة، خصوصاً مع استمرار فرض تعريفات جمركية وزيادة التوترات التجارية، يبقى السؤال عن استقرار الدولار والخيارات الاستثمارية للمستقبل مفتوحاً. الأسواق الناشئة تراقب عن كثب هذه التطورات، وهي تضع خياراتها بحذر من أجل تحقيق أفضل توازن بين المخاطر والعوائد.

 

 

 

* محلل الأسواق في EasyMarkets

 

أخبار سوريا الوطن١-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للكهرباء في سوريا: وصول الغاز من أذربيجان يزيد مدة التغذية اليومية إلى 10 ساعات

    أكد المدير العام للمؤسسة العامة لتوليد الكهرباء المهندس محمد فضيلة أن محطات التوليد جاهزة تقنياً لاستقبال الغاز الأذربيحاني، بعد أن تم استكمال أعمال ...