إنه موسم التوقّف عن الكلام السياسي والتوجّه إلى الدراما. هذا الشعار ترفعه القنوات كل سنة في مثل هذه الفترة، ومضمونه أنه حان وقت الاستمتاع بالمسلسلات وترك السياسة جانباً. مع حلول شهر رمضان، تجمّد المحطات اللبنانية برمجتها العادية، وتفرد مكانها مروحة واسعة من المسلسلات القديمة والجديدة. إذ يقفل الكلام السياسي بشكل شبه تام، ويحلّ مكانه الحديث عن مشاهد المسلسلات وأداء النجوم والشخصيات التي يجسّدونها.
هكذا، سحبت المحطات المحلية برمجتها التي أطلقتها مع حلول فصل الشتاء، ليتحوّل الصراع إلى درامي بحت. هذا العام، لا شيء جديداً في برمجة المحطات المحلية، باستثناء بعض المفاجآت التي ستطلقها القنوات لجذب الانتباه إليها. من وحي الأزمة الاقتصادية والمعيشية والمالية التي تمرّ بها البلاد، تخصص القنوات برامج مسابقات وألعاب وتوزّع فيها الهدايا والمساعدات المالية. تلك البرامج كانت سمة رمضان في السنوات الماضية، لكنها اختفت بسبب الأزمة المالية التي مرّت بها المحطات، لتصبح لاحقاً ثابتة ضمن برمجة عيدَي الميلاد ورأس السنة فقط.
ad
تشارك رهف عبدالله في تقديم البرنامج الصباحي على قناة lbci
ad
هذا العام، تعود برامج المسابقات والألعاب إلى الواجهة وكلّها تدور حول التفاعل بين المشاهد والمقدّم، لتوزّع في النهاية مجموعة من الهدايا، قد تخفّف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. هكذا، ستعمل برامج المسابقات على تعبئة الهواء في القنوات التي قرّرت خوض السباق بعدد قليل من المشاريع الدرامية. لذلك، تعوّض المشاريع الترفيهية عن غياب المعركة الدرامية الحامية.
في هذا السياق، توضح المعلومات أن برمجة رمضان الحالي تقوم على عاملين أساسيَّين هما المسلسلات وبرامج الألعاب، ليتجمّد الكلام بالسياسة، مع العلم أن غالبية القنوات قد أبقت الجهوزيّة كاملة في مشاريعها الحوارية السياسية، تحسّباً لأيّ طارئ قد يدعو إلى الإطلالة في حلقات استثنائية، خصوصاً أنّ الساحة الداخلية مشغولة بحدثين أساسيين أولهما الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، والوضع المعيشي الذي يزداد صعوبة مع الارتفاع الجنوني لسعر الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية.
ad
هكذا، تشهد lbci بعض التغيرات اللافتة في برمجة رمضان، مثل انطلاق عرض البرنامج الصباحي morning talk (يبدأ عند السابعة والنصف وينتهي عند الثانية عصراً) الذي سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة. سيعرض العمل طيلة أيام الأسبوع، ويتضمن فقرات متنوعة من الطب إلى التغذية وبعض النصائح الجمالية والرياضية، بالإضافة إلى فقرات سياحية، وثقافية وسياسة.
وكانت القناة سبّاقة في إطلاق البرامج الصباحية منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي، وتعود حالياً إلى هذه المشاريع لكسر الروتين بعدما تراجع عدد مشاهديها، بالإضافة إلى تحرّك الدعم المالي الذي يتلقاه الضاهر من الخليج العربي، وقد أثمر عن مشاريع جديدة.
بالنسبة إلى البرنامج الصباحي الجديد، فمن الملفت أن غالبية أعمار المقدمين تراوح بين العشرين والثلاثين، وقد تقصدت القناة اللبنانية ذلك كي يكون البرنامج شبابياً يخاطب شريحة من المجتمع. يضمّ البرنامج بعض الوجوه المعروفة في عالم الجمال كـ «ملكة جمال لبنان» لعام 2010 رهف عبد الله، ووصيفة «ملكة جمال لبنان 2022» مايا أبو الحسن، إلى جانب أنيتا سليمان، ساندرا أيوب، إيليو شمّاس، جورج يونس، غيتا غصن، ماري-تيريز داغر، دانا ملاعب، بيرلا نجّار، بياتريس خيرالله، تيريز الزرقا، تيا-ماريا سكّر، وغيرهم من المقدمين الذين سيحتلّون الشاشة. ولفتت lbci إلى أنّ برنامج «نهاركم سعيد» باق في توقيته المعتاد ضمن البرنامج الصباحي.
ad
لن تكتفي lbci بالبرنامج الصباحي، بل ستعرض طيلة أيام رمضان برنامج الألعاب «ما تفكر مرتين» الذي يقدمه وسام حنا. برنامج ألعاب «لايت»، يقوم على التفاعل بين المقدم والمواطنين. في المقابل، تجمّد المحطة جميع برامجها السياسية أبرزها «20 30 رؤية لبنان» الذي يقدمه ألبير كوستانيان، على أن يعود لاستكمال حلقاته الحوارية بعد شهر الصوم.
تطلق mtv برنامج ألعاب جديداً يقدمه إيلي الشمالي
هكذا، تخوض القناة السباق الرمضاني ببرنامجين جديدين إلى جانب ثلاثة مسلسلات: الأول مشترك «النار بالنار» (كتابة رامي كوسا وإخراج محمد عبد العزيز/ إنتاج «صبّاح إخوان») الذي يجمع باقة من النجوم من بينهم: السوريان عابد فهد وكاريس بشار. والثاني المسلسل السوري «العربجي» (تأليف عثمان جحي ومؤيد النابلسي وإخراج سيف السبيعي) بينما العمل الثالث هو لبناني بعنوان «أسماء من الماضي» (ﺇﺧﺮاﺝ إيلي معلوف وﺗﺄﻟﻴﻒ زينة عبد الرازق).
ad
من جانبها، توقف mtv جميع برامجها السياسية أبرزها «صار الوقت» لمارسيل غانم، والبرنامج الكوميدي الساخر «كتير هلقد» لهشام حداد. وتبدأ شاشة ميشال المر عرض برنامج ألعاب جديد يقدمه إيلي الشمالي ويقوم على الربح السريع وبعض المواقف الساخرة التي يعرف بها المقدّم. ترمي القناة من هذا العمل الترفيهي الجديد إل إدخال الابتسامة إلى البيوت في شهر الصوم. في المقابل، تعوّل الشاشة على مسلسل «للموت 3» (كتابة نادين جابر وإخراج فيليب اسمر وإنتاج «إيغل فيلمز»)، إلى جانب مسلسلات تركية مدبلجة إلى العربية.
وعلى عكس زميلتيها، تواصل قناة otv عرض برامجها السياسية، على اعتبار أنها تحوّلت قبل نحو ثلاثة أعوام إلى قناة إخبارية بعدما جمدت مشاريعها الفنية والترفيهية. في رمضان، تعرض الشاشة البرتقالية برنامج طبخ يصوّر في «سوبر ماركات»، إضافة إلى حلقات من برنامج الطبخ «تيتا لطيفة».
ad
إلى جانب عرضها مجموعة من المشاريع الدرامية في شهر الصوم، تبقي قناة «المنار» على بثّ بعض البرامج السياسية. فقد قررت المحطة البقاء على البرنامج الصباحي «مع الحدث»، مع عرض حلقة أسبوعياً من البرنامج السياسي الحواري «بانوراما اليوم» الذي تتولاه منار صباغ.
من جانبها، تخوض «الجديد» السباق الرمضاني بشكل خجول هذا العام، إذ تعرض المسلسل اللبناني «عشرة عمر» (كتابة لبنى مرواني وإخراج أحمد حمدي)، أما بالنسبة إلى البرامج، فقد أطلقت شاشة تحسين خياط عصر أمس، مبادرة اجتماعية بعنوان«10452» في مناسبة شهر رمضان وعيد الفصح، وقدمتها رابعة الزيات ونزار فرنسيس.
باختصار، تستغلّ القنوات اللبنانية اشتداد الأزمة الاقتصادية لتطلق مروحة برامج مسابقات، بينما تأتي المسلسلات في المرتبة الثانية. فأي قناة ستكون الرابح الأكبر في رمضان؟.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية