رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
يبدو ان عقبات وعراقيل كثيرة تقف في وجه الاصلاح الاداري الحقيقي في بلدنا ويبدو ان العديد ممن وصلوا لموقع القرار السياسي او التنفيذي هم اكثر من يعرقل هذا الاصلاح لاسباب مصلحية ضيقة وأبعد ماتكون عن المصلحة العامة والوطنية حيث ان التأخير في الاصلاح الاداري يعني بكل بساطة استمرار الفساد والتأخير في الاصلاح ببقية القطاعات لان اصلاح الادارة هو المدخل لبقية الاصلاحات
وفي هذا المجال حدثني احد الاصدقاء الصادقين والحريصين عن ان أحد الكوادر النقابية في جهة عامة مهمة كان من أشد المطالبين بالإصلاح الإداري وضمن إطار ذلك كان من أشد المطالبين على الدوام بتسمية المديرين واصحاب الاقتراح او القرار بشكل عام أو اعفائهم بناء على اسس ومعايير محددة بعيداً عن العلاقات الشخصية والمصلحية ..ومن ثم من أشد المنتقدين أمام أصدقائه وزملائه لآليات الإختيار المتبعة من قبل أصحاب القرار
هذا الكادر وصل بعد فترة الى موقع قرار لكن بدل أن يعمل على تغيير آليات تسمية المديرين أو اعفائهم بما ينسجم مع طلباته السابقة راقت له الآليات المتبعة بعد أن بات يراجعه هذا ويهديه ذاك ويتوسطه قريب ويترجاه بعيد وأصبح مثله مثل غيره أبعد مايكون عن اتباع الأسس والمعايير وأبعد مايكون عن القبول بتغيير الواقع القائم نحو الأفضل فقد تناسى كل ماكان يقوله سابقاً!
الصديق الذي حدثني وكان مقرباً من هذا (الكادر)زاره في مكتبه (الفرعي)وبعد السلام والكلام سأله عن سبب عدم اعتماده على الأسس والمعايير في اختيار من رشحهم أو كان وراء تسميتهم لشغل بعض المواقع بعكس ماكان ينادي ويطالب به أمامه فأجابه بكل شفافية قائلا( صاحب القرار لا يرضى أن يكون قراره مقيّداً بشيئ).
هذا الجواب يعكس جزءاً من واقعنا الإداري الذي نعيشه منذ زمن طويل وحتى الآن(تحسّن بعض الشيئ )ويؤكد أن الكثير من اصحاب القرار ليس لهم مصلحة شخصية في تقييد قرارهم فمصالحهم الشخصية الضيقة(المادية وغير المادية) تتحقق عندما لايلتزمون أو يلزمون بالأسس والمعايير الدقيقة المطلوبة وعندما يعينون هذا ويبعدون ذاك بناء على هذه المصالح وليس بناءً على الكفاءة والجدارة
في ضوء ماتقدم وغيره الكثير الكثير تأتي أهمية المشروع الوطني للإصلاح الإداري الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2017 وأهمية البرنامج التنفيذي والمدد الزمنية التي سبق وأقرها مجلس الوزراء لتأسيس وتنفيذ المشروع ومن ثم أهمية أن نحوّل المراحل وبنودها من الورق إلى واقع فعلي على الأرض ينعكس خيراً على مواطننا ومؤسساتنا ووطننا
(موقع سيرياهوم نيوز-٢)