ينظر الأطباء إلى أن الالتزام بممارسة التمارين الرياضية والحصول على التغذية الجيدة المتوازنة والمتكاملة ، يشكلان عنصرين مهمين من أجل الوقاية من هشاشة العظام .ومن المعروف أن الكثافة العظيمة تصل إلى ذروتها عند بلوغ الـ 30 من العمر ، الأمر الذي يتطلب من المرء اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات مناسبة من الكالسيوم وفيتامين (د)، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية خلال هذه المرحلة المهمة .
تنجم هشاشة العظام عن ارتفاع معدل فقدان كثافة العظام وقوتها وتتحول إلى ” العظام المسامية ” ، ما يجعل الشخص أكثر عرضة للكسور في العمود الفقري والوركين والمعصم. وهو مرض تتطور مراحله غالباً من دون ظهور أعراض أو ألم، لذلك فالحل الأفضل لمواجهته يتمثل في الوقاية المبكرة
ومن المعروف أن جسم الإنسان عادة ما يكتسب كثافة عظمية بمعدل يتجاوز نسبة فقدانها حتى بلوغ سن الثلاثين تقريباً، وتدعى هذه العملية ” البناء”. ومع التقدم في السن تبدأ العظام بفقدان كثافتها بمعدل يفوق معدل عملية بنائها ما يؤدي إلى انحسار الكتلة العظمية تدريجياً ،وهذا يعني أنه عند بلوغ سن 30 ، يصبح الإنسان بحاجة إلى الكالسيوم أكثر من ذي قبل، ويقدر الأخصائيون ذلك بنحو 1200 مليغرام يومياً .
ولكن كيف يحصل الإنسان على هذه النسبة من الكالسيوم يومياً، وكيف نقيس مقدار الكالسيوم في طعامنا ؟
يحصل المرء وسطياً على نحو 250 مليغراماً من الكالسيوم من خلال غذائه اليومي والذي لا يحتوي على منتجات الألبان .
ولتعويض الكمية المتبقية والبالغة 950 مليغراماً ، أو أقل لمن هم دون 30 سنة ، يحتاج الشخص إلى تناول مشتقات الألبان الغنية بالكالسيوم كالحليب واللبن والجبنة . فتناول كأس صغير من الحليب يزود الجسم بـ 300 مليغرام من الكالسيوم، وتناول صحن كبير من اللبن الرائب يعطي الجسم 350 مليغراماً أما الـ 300 مليغرام المتبقية فيمكن الحصول عليها من خلال تناول قطعتين من الجبن أو كأس من العصير المدعم بالكالسيوم
الكالسيوم وحده لا يكفى
الجميع يدرك فوائد الكالسيوم وضرورة حصول الجسم على كمية معينة منه يومياً للحفاظ على عظام وأسنان قوية . ولكن مالا يدركه الكثيرون هو أن تناول الكالسيوم ليس كافياً للحفاظ على عظام صحية ما لم يقترن بتناول مقدار مناسب من فيتامين (د) الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم وتحقيق الفائدة المرجوة منه . وإذا لم يحصل الجسم على كمية كافية من هذا الفيتامين فإنه يتخلص من الكالسيوم بسرعة وبالتالي لن تمتص العظام المقدار الكافي منه لتعويض الكالسيوم المستهلك في الحفاظ على وظائف الجسم الأخرى.
وتشير التقارير إلى أن نحو %84 من النساء و %49 من الرجال في الشرق الأوسط ، يعانون نقصاً في فيتامين (د)، ما يزيد من احتمال الإصابة بهشاشة العظام الذي ينتشر بمعدلات مرتفعة أصلاً في المنطقة .
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن ما يزيد على %30 من البالغين الذين تزيد أعمارهم على 50 سنة في منطقة الشرق الأوسط سيصابون بمرض هشاشة العظام في مرحلة ما من حياتهم .