آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » الكباش التركي – الإسرائيلي يقترب من نهايته: نحو جنوب سوري منزوع السلاح

الكباش التركي – الإسرائيلي يقترب من نهايته: نحو جنوب سوري منزوع السلاح

 

 

في وقت يُنتظر فيه استكمال اللقاءات الأمنية بين تركيا وإسرائيل في العاصمة الأذربيجانية باكو، اليوم، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لمنع الاحتكاك، يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، الذي تسيطر عليه إسرائيل، بشكل مباشر أو غير مباشر. ونقلت صحيفة «إسرائيل هيوم»، عن مصدر إسرائيلي، أن الاتفاق بين الطرفين حول أنشطتهما العسكرية في سوريا، يقضي بعدم الاحتكاك بينهما، من دون أن تكشف عن تفاصيل إضافية، باستثناء تشديد إسرائيل على أن المنطقة الجنوبية ستكون منزوعة السلاح، وهي نقطة لم تعارضها تركيا، التي تسعى لمدّ نفوذها العسكري نحو وسط سوريا.

 

وتأتي التسريبات الإسرائيلية الجديدة، والتي سبقت اجتماع باكو الذي شارك في جولة سابقة منه وفد سوري وأجرى لقاء مباشراً مع الوفد الإسرائيلي، بعد أيام من تسليم السلطات السورية الجديدة نحو 2500 وثيقة ومتعلقات شخصية تابعة للعميل الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، الذي أُعدم في سوريا بعد اكتشافه عام 1965، في ما اعتبرته مصادر سورية في تصريحات نشرتها وكالة «رويترز»، بمثابة «بادرة حسن نية من قبل الإدارة السورية لإسرائيل»، في سياق خطة أكبر تهدف بمحصّلتها إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين.

 

وفي وقت تمّ فيه تسريب هذه المعلومات حول التوصل إلى اتفاق مبدئي، شنّ الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، هجوماً إعلامياً على إسرائيل، وقال إن تحركاتها «التوسعية لا تعترف بالحدود»، في إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وسوريا ولبنان. وخلال القمة غير الرسمية لـ«منظمة الدول التركية»، والتي انعقدت أمس في المجر، أكّد الرئيس التركي استمرار مساعي بلاده لما وصفه بأنه «تحقيق الاستقرار في سوريا»، التي تسيطر تركيا بشكل كامل على مناطقها الشمالية، وتسعى للتموضع في المنطقة الوسطى منها، عن طريق تشكيل تحالف عسكري تحت قيادتها، يضم العراق والأردن، والجيش السوري الناشئ، والذي أعلنت أنقرة مسؤوليتها عن تدريبه.

 

قد ينجم عن الاجتماع الأمني المُفترض عقده اليوم في باكو، الوصول إلى اتفاقات تركية – إسرائيلية واضحة

 

 

وخلال الشهور الماضية، تمكّنت تركيا، التي تملك «حصة الأسد» في الملف السوري، من استثمار العلاقات القوية بين رئيسها ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، الذي أعلن ترحيبه بسيطرة تركيا على سوريا، وطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التوصل إلى اتفاق سياسي مع إردوغان، في وقت تحاول فيه إدارته تمهيد الطريق لتوقيع اتفاقية تطبيع بين إدارة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وتل أبيب.

 

وفي سياق تسليمها بسطوة أنقرة على الملف السوري، اختارت واشنطن أنطاليا التركية موقعاً لإجراء محادثات ثلاثية على مستوى وزراء الخارجية، ضمّت إلى جانب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، نظيريه التركي حاقان فيدان، والسوري أسعد الشيباني، للاتفاق على خريطة طريق للانفتاح الأميركي نحو سوريا، وذلك بعد يوم واحد من إعلان ترامب رفع العقوبات التي تفرضها بلاده على سوريا.

 

وبالإضافة إلى ما تقدّم، تتجه واشنطن إلى تعيين سفيرها في أنقرة، توماس باراك، أحد المقرّبين من ترامب، مبعوثاً أميركياً خاصاً لسوريا، إلى جانب مهامه سفيراً، في وقت تتابع فيه السفارة الأميركية في سوريا عملها في تركيا أيضاً، بسبب ما اعتبرته «مخاوف أمنية تحول دون عودة العمل في السفارة بدمشق».

 

وقد ينجم عن الاجتماع الأمني المُفترض عقده اليوم، الوصول إلى اتفاقات واضحة، تسمح لتركيا بالتمدد العسكري في وسط سوريا، في وقت تحافظ فيه إسرائيل على المناطق التي احتلّتها بعد سقوط نظام بشار الأسد، والتي تشمل مرتفعات استراتيجية بينها قمة جبل الشيخ، وتلالاً محيطة بدرعا، بالإضافة إلى منابع المياه العذبة جنوبي البلاد. وكانت تل أبيب حاولت ترسيخ سيطرتها منذ 8 كانون الأول الماضي عبر الاستعداد لوجود عسكري طويل الأمد، إلى جانب فرض منطقة منزوعة السلاح قرب مناطق سيطرتها. وهي نقاط لم تتطرّق إليها الإدارة السورية الجديدة الساعية للتطبيع مع إسرائيل، وفق ما سرّبته وسائل إعلام إماراتية وإسرائيلية، أشارت إلى أن اللقاءت بين الطرفين تمّت أيضاً في أبو ظبي وفي تل أبيب.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مؤسس “حزب العدالة والديموقراطية” لـ”النهار”: لا علاقة لنا برامي مخلوف واختلفت مع النظام بسبب إيران

يقول جواد لـ”النهار” إنه عاد إلى سوريا مع القوات الروسية عام 2011، حيث عمل ضابط ارتباط بين قاعدة حميميم والقوات الجوية السورية، مشدداً على أنه ...