يأتي الاقتراح الجديد بعد إقرار المجلس الأمني في الدولة العبرية خطة للسيطرة على مدينة غزة.
أبلغت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) اليوم الاثنين الوسطاء بموافقتها على أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة.
وأعلنت الحركة في بيان عبر تلغرام أن “حركة حماس والفصائل الفلسطينية أبلغت موافقتها على الاقتراح الذي قدم لها بالأمس من الوسيطين المصري والقطري”.
وأكد المسؤول في حركة حماس باسم نعيم، عبر فيسبوك أن الحركة “سلمت ردها بالموافقة على اقتراح الوسطاء الجديد” مضيفا: “ندعو الله أن يطفئ نار هذه الحرب على شعبنا”.
وقال مصدر مصري رسمي إن الاقتراح يشمل تعليق العمليات العسكرية 60 يوما، ويمكن اعتباره سبيلا للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء حرب غزة المستمرة منذ قرابة عامين.
كما أعلن رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان أن الوسطاء المصريين والقطريين أرسلوا إلى إسرائيل، الاقتراح الجديد، معتبرا أن الكرة باتت “في ملعب” الدولة العبرية.
وأضاف لقناة “القاهرة الإخبارية” أن “الوسيطان المصري والقطري بعثا الاقتراح لإسرائيل والكرة الآن في ملعبها”، مؤكدا أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى “ردت على الاقتراح من دون أي تحفظات”.
وبحسب القناة 12 العبرية، فإن الاقتراح يتضمن “وقف النار لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثة، وإدخال المساعدات إلى غزة عبر المؤسسات الإنسانية (الهلال الأحمر والأمم المتحدة)”.
وأضافت: “ستبدأ المفاوضات لإنهاء الحرب مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وسيتم انسحاب إسرائيلي إلى عمق حوالى 1000 متر في شمال وشرق القطاع – باستثناء حي الشجاعية وبيت لاهيا”.
كما سيتم وفق القناة: “إطلاق إسرائيل سراح 140 من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد و60 أسيرا حكم عليهم بأكثر من 15 سنة، بحيث يتم مقابل كل جثة رهينة إسرائيلي تسليم 10 جثث فلسطينية، في حين سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين القاصرين والنساء”.
ولا يزال 49 شخصا محتجزين كرهائن في قطاع غزة بينهم 27 قتيلا بحسب الجيش الإسرائيلي. وكانت حماس اقتادت 251 شخصا رهائن إلى قطاع غزة خلال هجومها على إسرائيل وقد افرج عن غالبيتهم على دفعتين.
وعلى مدار أكثر من 22 شهراً، فشلت جهود الوسطاء في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ويأتي الاقتراح الجديد بعد إقرار المجلس الأمني في الدولة العبرية خطة للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع، ووسط تحذيرات دولية من انتشار الجوع في القطاع المدمّر والمحاصر وبلوغه حافة المجاعة.
تعقيباً على موقف حماس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحركة تواجه “ضغطا هائلا” في الوقت الحالي، مضيفا أنه يتابع الأنباء عن المفاوضات عن كثب.
من جهته، قال وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن “استسلام نتنياهو أمام حماس وإيقاف الحرب سيكون بكاء لأجيال وإضاعة فرصة هائلة”.
وأضاف بن غفير أن الفرصة الحالية تتطلب هزيمة الحركة بالكامل، مؤكدا أن نتنياهو لا يملك تفويضا للذهاب نحو صفقة جزئية دون القضاء على حماس.
وتابع أن نتنياهو أضاع في المرة السابقة إنذار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طلب إطلاق سراح الأسرى وإلا ستفتح “أبواب الجحيم”.
إلى ذلك، طالبت هيئة عائلات الرهائن الإسرائيليين نتنياهو بإجراء مفاوضات فورية لإطلاق سراح جميع المختطفين، وقالت إن “الشعب يقف مع الرهائن وسيعيدهم، ولن يسمح لنتنياهو بإفشال أي اتفاق آخر”.

وعلى الأرض، أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم مقتل 11 شخصاً بنيران إسرائيلية في أنحاء متفرقة.
في غضون ذلك، اتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير اليوم إسرائيل باتّباع سياسة تجويع “متعمّدة” في غزة، فيما تحذر الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية من أن القطاع الفلسطيني بات على شفير مجاعة.
واستندت المنظمة إلى شهادات ومقابلات أجرتها مع 19 نازحا فلسطينيا وعنصرين من الطواقم الطبية التي تعالج أطفالا يعانون سوء التغذية. وتتزايد الانتقادات الدولية أمام معاناة سكان غزة جراء نقص الماء والطعام والوقود، حيث تحذر الأمم المتحدة من انتشار سوء التغذية وخطر المجاعة الواسعة النطاق. ولطالما رفضت إسرائيل هذه الاتهامات.
اندلعت الحرب في القطاع إثر هجوم غير مسبوق لحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب عن مقتل 61944 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في قطاع غزة، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية