أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدفاع عن حرية التعبير والنضال من أجل الحصول على معلومات دقيقة أصبح أمراً مهماً بشكل خاص في الفترة الصعبة التي يشهدها العالم في ظل التعددية القطبية، جاء ذلك في وقت تعالت فيه الأصوات الغربية المنددة والمعارضة لتزويد قوات كييف بصواريخ بعيدة المدى لمهاجمة عمق الأراضي الروسية، إذ رأى رئيس لجنة سياسة المعلومات في مجلس الاتحاد الروسي أليكسي بوشكوف، أن حلف شمال الأطلسي «ناتو» يعتبر روسيا عدواً لا محاوراً.
وفي رسالة فيديو مصورة وجهها بمناسبة الذكرى الـ120 لتأسيس وكالة «تاس» الروسية للأنباء، قال بوتين: «أصدقائي الأعزاء، أهنئ بصدق فريق تاس بأكمله، وكل من عمل هنا في فترات زمنية مختلفة، بمناسبة الذكرى الـ120 لتأسيس وكالة الأنباء الإخبارية الروسية»، مشدداً على أن حرية التعبير الحقيقية تعكس الآراء المختلفة وتسمح بالبحث عن حلول وسط ومقاربات مشتركة لحل المشاكل العالمية، وتم عرض الرسالة المصورة للرئيس في أمسية احتفالية خُصصت للاحتفال بهذه الذكرى في مسرح «البولشوي» بالعاصمة موسكو، حسب ما ذكر موقع «روسيا اليوم».
بدوره أوضح متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي يتروى كثيراً قبل رده على الغرب، بغض النظر عن مقترحات الخبراء حول طبيعة الرد الروسي إن سمح الغرب لكييف بضرب روسيا، وقال: «لدينا ما يكفي من التصريحات، لكن الرئيس بوتين يتروى كثيراً قبل اتخاذ أي رد، كما لدينا عدد كاف من الخبراء الموثوقين ويبحثون ردنا بشكل معمق»، مبيناً أن لدى روسيا ما يكفي من قدرات اقتصادية وعسكرية لمواصلة عمليتها في أوكرانيا حتى تحقيق كل أهدافها، وفق وكالة «نوفوستي».
إلى ذلك، صرح رئيس لجنة سياسة المعلومات في مجلس الاتحاد الروسي أليكسي بوشكوف، بأن حلف شمال الأطلسي يعتبر روسيا عدواً لا محاوراً، وذلك تعليقاً على تصريحات أمين عام حلف «ناتو» ينس ستولتنبرغ، في الـ14 من أيلول الجاري، التي قال فيها «إنه من أجل إنهاء الصراع الأوكراني، في مرحلة ما من الضروري استئناف الحوار مع روسيا».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوشكوف قوله: «سمعنا مثل هذه التصريحات عشرات المرات، لكن بدلاً من الحوار، كان في كل مرة تصعيد وتوريد أنواع جديدة من الأسلحة، وسيكون الأمر كذلك هذه المرة أيضاً، لن يكون هناك حوار مع ناتو.. «ناتو» يعتبرنا عدواً، وليس شريكاً في الحوار»، مشيراً إلى أن تصريحات ستولتنبرغ مجرد خطاب يهدف إلى تخدير المجتمع.
في الغضون، يعتزم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي السفر إلى الولايات المتحدة ليطلب شخصياً من الرئيس الأميركي جو بايدن الإذن بضرب عمق الأراضي الروسية بأسلحة غربية بعيدة المدى، كما ذكرت صحيفة «بيلد» الألمانية التي قالت: «سيسافر زيلينسكي إلى الولايات المتحدة في الأسابيع القليلة المقبلة وسيعرض إستراتيجيته هناك لكل من الرئيس الأميركي جو بايدن والمرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترامب»، في حين ذكرت صحيفة «تايمز» الأميركية نقلاً عن مصادر إن بايدن لن يسمح باستخدام صواريخ «أتاكمس» لضرب العمق الروسي لكنه لن يعترض على استخدام صواريخ «ستورم شادو» البريطانية.
وحسب الصحيفة، فإن بايدن لن يعارض استخدام الصواريخ البريطانية والفرنسية لمهاجمة أهداف في عمق الأراضي الروسية إذا كانت لندن وباريس مهتمتين بمثل هذا التطور، وأول من أمس ذكرت وسائل إعلام غربية أن سلطات كييف سلمت واشنطن ولندن قائمة ببنك الأهداف المحتملة في روسيا التي تخطط لضربها إذا سمح لها رسمياً باستخدام الصواريخ الغربية بعيدة المدى.
في السياق، دعت عضو الكونغرس الأميركي مارجوري تايلور غرين مواطنيها إلى عدم تجاهل خطر نشوب حرب عالمية ثالثة في ظل مواصلة التأجيج في أوكرانيا، مؤكدة أنه لن ينجو أحد في الحرب النووية، وكتبت على منصة «إكس»: «لا يؤيد معظم الأميركيين تمويل وتحريض الحرب الروسية الأوكرانية، وبدلاً من ذلك يريدون حل القضايا الخاصة بنا وحماية حدودنا»، مشيرة إلى أن القرارات التي يتم اتخاذها حالياً قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة.
بالتزامن، حذر الصحفي الأيرلندي تشي باوز من استهانة البعض بتحذيرات الروس من تجاوز الخطوط الحمراء لبلادهم، وقال في حسابه عبر منصة «إكس»: الخبراء الذين يقولون إن «الخطوط الحمراء لروسيا موجودة فقط بالكلمات مخطئون للغاية. هم أنفسهم هؤلاء الأشخاص الذين حاولوا إقناع الجميع بأن روسيا نفدت صواريخها، وأن جيشها يتعرض للهزيمة، وأنها تعاني عزلة دولية وعقوبات غربية.. لقد كذبوا بشأن كل شيء وما زالوا يكذبون»، مبيناً أن «الجيش الأوكراني غير قادر على توجيه ضربات بعيدة المدى، لأن ذلك لا يمكن إلا عبر الأقمار الصناعية الأميركية والأوروبية، وأن الجيش الأوكراني أصلاً غير قادر على رسم مسارات الصواريخ بعيدة المدى لأنه لا يمتلك التقنيات اللازمة لذلك»، حسب وكالة «نوفوستي».
وحذر الرئيس الروسي في وقت سابق، الغرب من السماح لنظام كييف بضرب الأراضي الروسية «لأن ذلك سيعني دخول الـ«ناتو» بشكل مباشر في النزاع، مشدداً على أن المشاركة المباشرة للغرب في الأزمة الأوكرانية ستغير جوهر الصراع بشكل كبير وهذا سيعني أنهم في حالة حرب مع روسيا الاتحادية، في حين أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تصريح الرئيس فلاديمير بوتين حول عواقب استخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي واضح للغاية ولا لبس فيه، ووصل لمسامع المعنيين.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 29 مسيّرة أوكرانية فوق مقاطعات جنوب غرب روسيا، والقضاء على 2215 عسكرياً أوكرانياً وإسقاط مقاتلتي «سو 27» ومقاتلة «ميغ 29» وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية لقوات كييف خلال 24 ساعة
سيرياهوم نيوز١_الوطن