| سلمان عيسى
لم يقدرني الله على معرفة انواع الكلاب، لذلك فقدضحكت كثيرا عندما قرأت ان احد الذين اوكلوا لأنفسهم عناية ورعاية الكلاب الشاردة، انهم يهددون بإطلاقها في شوارع دمشق اذا لم توفر الجهات التنفيذية لاصحاب هذه المبادرة ( الخيّرة ) الارض الكافية لتسويرها وتحصينها وحجز الكلاب فيها .. اي وضع الكلاب ضمن هذه الارض المسوّرة .. بل ان هؤلاء هددوا ان يتركوا الكلاب النافقة ( الجيفة ) مرمية بالهواء الطلق حتى لو اختنق بسبب روائحها الكريهة عشرات الاطفال والمسنين ..
جهلي بانواع الكلاب بالنسبة لي ليس عيبا .. فأنا مثلا لا اعرف الخيول العربية وارسانها وافخاذها .. ولا ذيولها، كل ما اعرفه ان العرب جميعا وبدون استثناء قاموا بالتآمر على بلدي سوريا .. قتلوا وسرقوا وموّلوا .. لذلك فالخيل العربية بالنسبة لي مثل اي كلب شارد، يبحث عن جيفة ينهش منها وجبة ضالة ..
اقول ذلك كردة فعل على ما أراه يوميا على الكورنيش البحري في طرطوس .. عشرات الكلاب ( اللطيفة ) والمرعبة احيانا، يقودها فتيان وفتيات بعمر الزهور .. واخرى تحتل المقاعد الاولى في سيارات فارهة .. تُفتح لأجلها النوافذ .. يخرج نصفها من ( البلور ) والنصف الآخر قد يكون مربوطا الى حزام الآمان ..
اضحك من كل قلبي على ضحالة تفكير هؤلاء الذين يحتضنون الكلاب .. ان كانت شاردة او اليفة .. واستذكر صديقنا شفيق الذي كان يعمل حارسا في صحيفة تشرين نهارا .. وفي الليل هو ضمن الفرقة الصحية التي تقوم ليلا بقتل الكلاب الشاردة التي تهدد حياة الناس في الاحياء الفقيرة على وجه التحديد ..
كان شفيق يحدثنا يوميا عن اعداد الكلاب التي يقتلها .. لا يخاف من ذلك، فهذه الحيوانات الشرسة تهدّد حياة الكثير من الشيوخ والنساء والاطفال .. لذلك فأن قتلها بالنسبة لمحافظة دمشق كان امرا اكثر من واجب قياسا لحماية حياة السكان ..
لم يعلق في ذهني اسماء الخيول واصحابها وارسانها وافخاذها التي كانت تتسابق في بادية تدمر في اوائل تسعينات القرن الماضي ضمن فعاليات مهرجان تدمر السياحي .. كل ما يعلق في ذهني من تلك الفعاليات، الصور التي التقطها المصور المبدع المرحوم محمد النصرواي لفرق الرقص اللبنانية في فندق حمص الكبير حينما كنا ( بغوا ) .. فلاحين لا نعرف إلا بقر العكوش والجبلي .. واغنام العواس والماعز البلدي والشامي ..
اما ما نراه في هذه الايام من احتضان ( لبهائم ) قطط وكلاب تمتلك دفاتر صحية .. وقد يكون لديها تأمين صحي مفتوح .. غذاء خاص، وطبابة خاصة .. حينها يجب ان لا نلوم الحكومة على رفع اسعار البنزين والمازوت .. والخبز والرز والسكر، وتغاضيها عن ارتفاع اسعار اللحوم، والسكوت عن تصرفات السماسرة في اسواق الهال ..
تخيلوا يا اصدقائي كيف ان عدد الكلاب ووجباتها تساهم في ارتفاع الاسعار .. وان هناك من يراقب ذلك لوضعه ضمن النشرة التموينية .. او الاسعار التأشيرية الاسبوعية .. حالنا من حالكم .. ؟!
(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع10-9-2022)