تل أبيب ـ (د ب أ) – وافق النواب الإسرائيليون بهامش ضئيل على حكومة ائتلافية جديدة، ما يضع نهاية لحقبة بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء لمدة 12 عاما.
وصوت أعضاء الكنيست لصالح الحكومة بأغلبية بسيطة بلغت 60 إلى 59 في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. ومن المقرر أن تؤدي الحكومة الجديدة اليمين سريعا.
وسيصبح الآن وزير الدفاع السابق نيفتالي بينيت، / 49 عاما/ زعيم حزب يمينا الصغير اليميني المتطرف، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل.
وبعد عامين من توليه المنصب، من المفترض أن يفسح بينيت الطريق أمام السياسي الوسطي يائير لبيد 57/ عاما/، لتولي المنصب، وفق خطة تناوب لرئاسة الوزراء.
ويقود لبيد حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل)، الذي حل ثانيا بعد حزب الليكود بزعامة نتنياهو في انتخابات آذار/ مارس الماضي، وهي الرابعة خلال عامين من الشلل السياسي.
وبلور لبيد اتفاق الائتلاف بين ثمانية أحزاب في الحكومة الجديدة.
وتشمل الأحزاب جميع الأطياف السياسية، وهي لا تشترك في شيء سوى في الرغبة في الإطاحة بنتنياهو، ما يجعل الكثير من المحللين يتشككون في فرص الائتلاف بالبقاء في السلطة فترة طويلة.
ولا يزال نتنياهو يترأس حزب الليكود، وسوف يقود المعارضة الآن في البرلمان.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بأمن إسرائيل وإنه سيعمل مع حكومتها الجديدة بعد أن أنهى البرلمان الإسرائيلي حقبة بنيامين نتنياهو التي استمرت 12 عاما رئيسا للوزراء اليوم الأحد.
وتابع بايدن أنه يتطلع للعمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لتعزيز كافة أوجه العلاقة الوثيقة والدائمة بين البلدين.
وقال إن “إسرائيل ليس لديها صديق أفضل من الولايات المتحدة. الرابطة التي توحد شعبينا هي دليل على قيمنا المشتركة وعقود من التعاون الوثيق، وبينما نستمر في تعزيز علاقتنا، تظل الولايات المتحدة لا تتزعزع في دعمها لأمن إسرائيل”.
وذكر أن إدارته ملتزمة بالعمل مع بينيت وحكومته “لتعزيز الأمن والاستقرار والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين والشعوب في جميع أنحاء المنطقة الأوسع”.
والقى نفتالي بينيت، رئيس حزب “يمينا” اليميني” الذي من المفترض أن يترأس “حكومة التغيير” بالتناوب مع رئيس حزب “هناك مستقبل” اليساري يائير لابيد، في هذه الأثناء كلمة أمام الكنيست يقاطعها باستمرار أنصار نتنياهو الذي من أن خاطب المشرعين.
وأمر رئيس الكنيست بإخراج عدد من نواب الصهيونية الدينية خارج القاعة تباعا بسبب مقاطعتهم بينيت، الذي واصل إلقاء كلمته.
وشكر بينيت في كلمته نتنياهو وزوجته سارة وتعهد بمواصلة الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك في “منطقة ج” بالضفة الغربية المحتلة، و”الحفاظ على إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي وديمقراطية دولة قوية”.
وحذر بينيت الفلسطينيين من أن “”العنف سيواجه بيد من حديد” وتوعد “حماس” بـ”حائط من النار” ردا على أي تصعيد، مشيرا إلى أن استمرار الهدوء سيجلب بالعكس “التقدم الاقتصادي ومنع الاحتكاك”.
وتعهد بينيت بأن حكومته ستعمل على استعادة والمواطنين الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، واصفا ذلك بـ”المسؤولية المقدسة”.
وأعرب بينيت في كلمته عن معارضته الشديدة لاستئناف الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015، مشددا على أن إسرائيل لن تسمح لطهران بالحصول على ترسانة نووية.
وقال: “إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. إسرائيل ليست طرفا في الصفقة وسنحتفظ بحرية التصرف التامة”.
وتعهد بينيت بـ”توسيع دائرة السلام” مع دول المنطقة، مشيرا في هذا الصدد إلى اتفاق السلام المبرم بين إسرائيل والإمارات في سبتمبر الماضي.
كما شكر بينيت الرئيس الأمريكي جو بايدن على مواقفه المؤيدة لإسرائيل خلال جولة التصعيد الأخيرة حول قطاع غزة والتزامه الراسخ بأمن إسرائيل، ونقل عن سيد البيت الأبيض قوله: “لن يكون هناك سلام في المنطقة ما لم تعترف جميع الدول فيها باسرائيل كدولة يهودية”.
وأخفق نتنياهو (71 عاما) أبرز الساسة الإسرائيليين في جيله في تشكيل حكومة بعد رابع انتخابات شهدتها إسرائيل خلال عامين في 23 مارس آذار.
وقال نتنياهو في تغريدة على تويتر موجهة للإسرائيليين “أحبكم. شكرا لكم” ونشر معها صورة تعبيرية لقلب وصورة له في خلفيتها العلم الإسرائيلي.
وشكل زعيم المعارضة الوسطي يائير لبيد والقومي المتطرف نفتالي بينيت الحكومة الجديدة التي ستؤدي اليمين بعد تصويت الكنيست بالثقة عليها والتي من المتوقع أن تفوز بها.
وسيتولى بينيت المليونير المتشدد الذي حقق ثروته في مجال التكنولوجيا الفائقة، منصب رئيس الوزراء لمدة عامين قبل أن يتولى لابيد، وهو مقدم برامج تلفزيوني شهير سابق، المنصب.
ونشر بينيت في تغريدة صورة له وهو يصلي مصحوبة بمباركة توراتية.
وسيرأس الاثنان حكومة تضم أحزابا من مختلف الأطياف السياسية، بمشاركة الأقلية العربية التي تشكل 21 في المئة من السكان لأول مرة.
ويعتزم الاثنان إلى حد كبير تجنب القيام بتحركات كبرى بشأن القضايا الدولية الساخنة، مثل السياسة تجاه الفلسطينيين، والتركيز على الإصلاحات الداخلية.
وفي غياب أي تقدم نحو التوصل لحل الصراع المستمر منذ عشرات السنين مع إسرائيل لن يعبأ فلسطينيون كثيرون بتغيير الإدارة، إذ يقولون إن بينيت سيتبع على الأرجح نفس الأجندة اليمينية مثل نتنياهو.
ومن المرجح أن يحدث ذلك فيما يتعلق بإيران التي تمثل مصدر القلق الأمني الرئيسي لإسرائيل.
وقال متحدث باسم بينيت إنه سيتعهد “بمعارضة قوية” لأي عودة أمريكية للاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 لكنه سيسعى للتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويندد خصوم نتنياهو منذ مدة طويلة بما يرون أنه خطابه السياسي الداعي للفرقة وأساليبه السياسية السرية وإخضاع مصالح الدولة لبقائه على المسرح السياسي. ووصفه البعض بوزير الجريمة نظرا لأنه يحاكم حاليا أمام القضاء بتهم فساد.
واتهمه معارضوه أيضا بسوء إدارة أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
وقد بدأت احتفالات خصوم نتنياهو بانتهاء عهده مساء أمس السبت خارج مقر إقامته في القدس والذي شهد احتجاجات أسبوعية في العام الأخير حيث علقت لافتة سوداء على جدار كتب عليها “مع السلامة يا بيبي مع السلامة” في إشارة إلى اسم التدليل الذي يطلقه عليه أنصاره.
وردد المتظاهرون الأغاني ودقوا الطبول ورقصوا في إطار احتفالاتهم.
أما أنصار نتنياهو فيشعرون بالغضب لما يرون أنه انقلاب على زعيم كرس حياته لأمن إسرائيل ووقف كحائط صد في مواجهة الضغوط الدولية لأخذ خطوات قد تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بل واستطاع إبرام اتفاقات دبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم