هيثم يحيى محمد
رغم كل ماشهده ويشهده العالم من إصابات ووفيات بفيروس كورونا ،وإغلاقات وأضرار وتداعيات على المستوى العالمي والوطني بسببه، نجد ان الكثير من المواطنين لاينظرون بجدية لمخاطره ويتعاملون بإستهتار كامل مع الاجراءات الوقائية المطلوب القيام بها ..والأخطر ان بعضهم مازالوا يعتبرون الفيروس كذبة ومؤامرة لذلك تراهم يستهزئون بمن يتحدث ويلتزم بجدية وحرص بإجراءات الوقاية من الاصابة بهذا الوباء ..!
والمشكلة ان إحجام بعض المعنيين في الصحة وغيرها عن اعطاء معلومات دقيقة للإعلام حول الفيروس واستمرارهم في سياسة التعتيم على الأرقام الحقيقية للإصابات والوفيات بدل الشفافية في الإعلان عنها ساهم ويساهم في حصول ماتقدم ومن ثم في التوسع الأفقي للإصابات والصعود بسرعة نحو الذروة التي قد تخرج الوضع عن السيطرة خاصة في المحافظات التي تفتقر لإمكانات طبية كافية كطرطوس التي لايوجد فيها مركز عام لفحص مسحات الكورونا المأخوذة من المشتبه بهم في المدارس والجامعات والدوائر ومراجعي المشافي،والتي مازالت بحاجة للكثير من مستلزمات علاج المصابين بأعراض شديدة..الخ
وهنا نؤكد مجدداً ان التصدي لهذا الوباء اللعين يتطلب جهداً استثنائياً وعملاً فردياً وتعاوناً جماعياً ودعماً عالمياً ،ونرى ان اولى متطلبات النجاح في حماية أنفسنا ومجتمعنا وبلدنا تتمثل في الإقرار بحقيقة وخطورة هذا الفيروس ،وفِي شفافية الحكومة لجهة الاعلان عن ارقام المصابين والمتوفين والإمكانات المتوافرة لديها ،وفِي التزام كل منا بإجراءات الوقاية المطلوبة بدءًا من التخفيف من التحرك هنا وهناك قدر الإمكان ،وفِي حال التحرك ضرورة استخدام الكمامات في أماكن الازدحام والتجمعات ووسائط النقل العامة،مروراً بالتباعد البدني والمكاني بين الأشخاص،وليس انتهاء بالنظافة الشخصية والعامة
وعلى التوازي على الجهات الحكومية المعنية وفِي مقدمتها الفريق الحكومي المعني بالتصدي للفيروس العمل بكل جدية لمنع حالات الازدحام والتجمعات في هذه الفترة بما في ذلك تسهيل اجراءات التشخيص ومنح الاستراحات للعمال المشتبه بإصابتهم ،و دراسة امكانية اغلاق المدارس والجامعات لمدة اسبوعين وفق مايطالب به الكثيرون ،وتوفير كل متطلبات علاج المصابين من ادوية واجهزة فحص وأماكن حجر وعزل ومنافس ،بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية التي يفترض ان تقدم اكثر بكثير مما تقدمه في بلد يخوض حرباً بمواجهة الاٍرهاب منذ مايزيد عن تسع سنوات
مع التمنيات بسلامة الجميع
الثورة-سيرياهوم نيوز