آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الكوميديا السورية: أزمة نصّ أم أزمة رقابة؟

الكوميديا السورية: أزمة نصّ أم أزمة رقابة؟

 

لين أبو زينة

 

 

 

تسجّل الكوميديا السورية حضوراً خجولاً في رمضان 2026 عبر عملين فقط هما: مسلسل «يا أنا يا هي» (الجزء الثاني ـــ إخراج فادي وفائي ـــ تأليف فادي وفائي وإيناس سعيد بمشاركة ورشة كتابة أردنية يقودها مهند صالح ــــ إنتاج تلفزيون «رؤيا» الأردني، وشركة «الأمل» السورية) من بطولة أمل عرفة وأمل دباس، ومعهما نخبة من الممثلين.

 

ويبدو أنّ الكوميديا السورية السياسية ستكون عبارة عن وجبات خفيفة تتمثّل في «اسكتشات» ناقدة في مسلسل «ما اختلفنا» بموسمه الثالث، إذ أعلن المخرج وائل أبو شعر عن التحضير لانطلاق التصوير بعد نجاح موسميه السابقين اللذين صوِّرا في لبنان، ويتألف العمل من لوحات كوميدية منفصلة تكتبها مجموعة من المؤلفين.

 

وكان الموسم الثاني من المسلسل قد حظي بمتابعة واسعة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مقدماً لوحات كوميدية ناجحة تنوعت بين قضايا الصداقات، والزواج، والفساد الأمني والسياسي، ما جعل العمل أقرب إلى المشاهدة والمتابعة، خصوصاً بعد تقديمه لوحات سخرت من سقوط نظام الأسد. وقد صُوّرت تلك المشاهد داخل سوريا بعد السقوط، عوضاً عن لبنان الذي كان المكان الأساسي للتصوير.

 

ومن أبرز نجوم المسلسل هم: باسم ياخور، ومحمد خير الجراح، وسامية الجزائري، ونادين تحسين بيك، ومحمد حداقي، وديمة الجندي، ونظلي الرواس، وشادي الصفدي، وجمال العلي، وأندريه سكاف، وغيرهم.

 

في هذا السياق، يطرح هذا الحضور الخجول للدراما الكوميدية السورية سلسلة تساؤلات من بينها: هل شُدَّ الحبل الرقابي بعدما استطاعت الدراما السورية الدخول في مساحة تعبيرية تتجاوز الخطوط الحمر؟ أم أنّ الأسباب لا تتعدى مشكلة نقص الكتّاب وغياب النصوص؟

 

دائماً ما كان «العلاج بالضحك» مكاناً يجد فيه السوريون ملاذهم الذي يعكس صراعات الواقع المعاش. منذ ستينيات القرن الماضي، شكّلت الكوميديا السورية علامة فارقة أسست البنى التحتية للكوميديا الاجتماعية الساخرة بجهود الثنائي نهاد قلعي ودريد لحام في دوري «غوار الطوشة» و«حسني البورظان».

 

«اسكتشات» ناقدة في مسلسل «ما اختلفنا» بموسمه الثالث

 

 

كما استطاعت مع الوقت خلق صناعة درامية كوميدية حقيقية تعكس صورة المجتمع والنظام السياسي، ومنها سلسلة «مرايا» من بطولة الممثل والمؤلف ياسر العظمة الذي عمل على مدى 18 موسماً (1982 – 2013) على استثارة اهتمام الجمهور وخطف بسمة الصائمين مقدماً كوميديا دسمة ولاذعة للسلطة وممارساتها. وتناوب على إخراج العمل ستّة من كبار المخرجين السوريين هم: هشام شربتجي، وعدنان إبراهيم، ومأمون البني، وحاتم علي، وسيف الدين السبيعي، وسامر البرقاوي.

 

ومن موقع تصوير واحد وبعدد محدود من الممثلين، لمعت «سلسلة النجوم» بأجزائها الأربعة التي افتتح باكورتها المؤلف حكم البابا عام 1994 بـ «عيلة 5 نجوم» وتابعها المؤلف ممدوح حمادة في «عيلة 6 نجوم» (عام 1997) و «عيلة 7 نجوم» (عام 1997)، و«عيلة 8 نجوم» (عام 1997) لمخرجها «شيخ الكار» الراحل هشام شربتجي.

 

لا كوميديا بلا سياسة

لا يمكن استعادة ذاكرة الكوميديا السورية من دون الوقوف عند مسلسل «يوميات مدير عام» (1995 ـــ تأليف زياد الريس وإخراج هشام شربتجي ـــ بطولة أيمن زيدان) الذي كان سبّاقاً في طرح قضايا الفساد والبيروقراطية في الدوائر الحكومية بطريقة ساخرة.

 

أما لوحات «بقعة ضوء»، فقد حجزت موعداً سنوياً تسيّدت فيه الشاشة السورية والعربية في مواسم رمضان بـ 15 جزءاً ( 2001 – 2022) مع لوحات سلّطت الضوء على الظواهر الاجتماعية والمعيشية التي تفاقمت بشكل كبير بعد اندلاع الحرب السورية.

 

ووضع فكرة المسلسل أيمن رضا وباسم ياخور. ومن أبرز الكتّاب المشاركين في كتابته: ممدوح حمادة، ودلع الرحبي، وحازم سليمان، ومازن طه، ورافي وهبي، وخالد حيدر، وعدنان الزراعي، وسعيد جاويش. وشهد العمل تغييراً مستمرّاً في المخرجين وهم: الليث حجو، وناجي طعمي، وهشام شربتجي، وسامر البرقاوي، وعامر فهد، وسيف الشيخ نجيب، وفادي سليم.

 

ولا شك في أنّ تلك الضيعة الخيالية التي شاهدناها في مسلسل «ضيعة ضايعة» بجزأيه (2008 – 2010 ــــ تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو)، حجزت مكانة على حدة في ذاكرة الجمهور، وانتزعت ضحكاته مراراً عبر تمرير جرعة سياسية لاذعة في مقاربة قضايا الجهل، والصراعات، والمحسوبيات إلى جانب مشكلات الزواج، وأحلام الناس البسيطة التي لا تتحقّق في سوريا.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الفنانة السورية التي قد تصبح سيدة نيويورك الأولى… من هي راما دواجي؟

  تتجه الأنظار في نيويورك نحو المرشح الديمقراطي زهران ممداني، الساعي إلى الفوز بمنصب عمدة المدينة، فيما يلفت الأنظار أيضاً اسم زوجته راما دواجي، التي ...