الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
لا تترك دولة الاحتلال مجالاً يُتيح لها فرصة اختراق الوطن العربيّ، فالخطّة الصهيونيّة تقضي بالتوسّع من النيل حتى الفرات، فقد شاعت في المؤلفات التاريخيّة في العالم بأسره منذ نحو قرنيْن خرافة لا أصل لها، ومفادها أنّ التوراة تتضمّن وعدًا إلهيًا بأنْ يعطي اللهُ النبيَ إبراهيم أرض الميعادمن النيل إلى الفرات، وبناءً على ذلك، وعلى الرغم من الاعتراف الإسرائيليّ ببرودة التطبيع الشعبيّ مع مصر، رغم مرور أكثر من أربعة عقودٍ على توقيع اتفاقية السلام بين الدولتيْن، فإنّ المطامع الإسرائيليّة في إحداث اختراقٍ ما زالت مُستمرّةً وبوتيرةٍ عاليةٍ، وعلى نحوٍ خاصٍّ في المجال الاقتصاديّ، وفي هذا السياق كشفت أوساط إسرائيليّة رسميّة النقاب عن أنّ (مجموعة أبراهام السياحية) دخلت في شراكة أولى من نوعها بمنتجع فيسيناءباسم (أكوا صن)، في أول تعاون من نوعه بين رجال أعمال إسرائيليين ومصريين.
وطبقًا لموقع (زمن إسرائيل) العبريّ، الذي زار مندوبه المشروع الجديد في شبه جزيرةسيناءالمصرية، فإنّ جميع روّاد هذاالمنتجع هم من الإسرائيليين، ورغم أنّ كل شيء بتصميم شرقي، إلّا أنّه يتم تشغيل الموسيقى التي تذكر بمقاهي تل أبيب، على حدّ قوله.
وتابع الموقع العبريّ قائلاً إنّ “المجموعة الإسرائيلية التي تشارك في المشروع تتطلع للسفر قريبًا للمزيد من الأماكن في الشرق الأوسط تحت شعار المجموعة السياحية من إسرائيل، باعتباره أول طريق من الاستثمارات للإسرائيليين فيسيناء، مع العلم أنّ المشروع فيه 38 موظفًا مصريا، كثير منهم من الإسكندرية، ويتحدث أحدهم اللغة العبريّة”.
ونقل الموقع عن غلعاد شاؤول الرئيس التنفيذي للشركة الإسرائيليّة المستثمرة قوله إنّه “لسنوات طويلة تخلّى الإسرائيليون عن شواطئسيناءلأسباب عديدة، أهمها ثورة يناير 2011، لكنهم يحبون هذا المكان، وبسبب علاقات الجانبين السياسية اليوم فإنّ التعاون التجاري يعمل في مياه دافئة للغاية، ونريد الحفاظ على أجواءسيناء، قدمًا نحو السياحة الإقليمية من خلال تعاون مجموعة أبراهام مع مناطق أخرى، وما زلنا ندرس المنطقة، ونبحث عن خيارات أخرى، ولدينا عدد غير قليل من الأماكن”، على حدّ قوله.
عُلاوةً على ما ذُكِر لفت إلى أنّ “سيناءمرت خلال السنوات الأخيرة بتنمية سريعة، كما في منطقة (سانتا كاترينا)، وافتتاح فنادق جديدة رغم استياءالمصريينالمحليين، مما جعل من افتتاح قرية (أكوا صن أبراهام) دفعة متجددة في السياحة من إسرائيل إلىسيناء، بعد رفع التحذير الأمني الإسرائيليّ من السفر إليها في الصيف الماضي”.
وأضاف الموقع العبريّ إنّ “هناك جملة تحديات تواجهنا خلال العمل فيسيناء، ففيمصرالأمرأكثر دقة، وقد نرى فرعًا آخر في المنطقة، سواء في لبنان أوْ مكان آخر، فإنّ طموحنا أنْ نكون في الشرق الأوسط، بالبحث والتركيز على السياحة الإقليمية”، على حدّ وصفه.
ويكشف هذاالمشروعالإسرائيليّ فيسيناءعن عودة تصاعدية للسياح الإسرائيليين فيها، حيث تمتلئ شواطئها بهم في فصل الصيف، مع توقع بعودة موجة ضخمة منهم في ضوء الاتفاقية الموقعة معمصرلتوسيع الرحلات الجوية المباشرة من تل أبيب إلى شرم الشيخ، بعد أنْ خفض الاحتلال مستوى التحذير لسيناء، لأول مرة منذ عقد، حين عانتسيناءمن عدم الاستقرار، مما أدى لانخفاض السياحة، بسبب الهجمات المسلحة فيها.
وعن التحدّيات التي تواجهها المجموعة في إقامة المنتجع في سيناء، قال المدير العّام للموقع العبريّ:” الأمور في مصر أكثر حساسيّةً، لا نعمل على المواجهة مع السلطات ذات الصلة هنا، وهذا الأمر ينسحِب على دولٍ أخرى، هناك أيضًا توجد صعوبات وبيروقراطيّة، وحتى في إسرائيل الأمور لا تسير دائمًا على ما يُرام”، كما قال.
وكشف المدير العّام عن خطّة المجموعة التي يعمل على تحقيقها في المستقبل القريب، حيث قال للموقع: “نُريد إقامة (منتجع الشرق الأوسط)، ولا يهمنا مكان الفندق في لبنان أوْ في أيّ دولةٍ عربيّةٍ في المنطقة”، كما أكّد.
سيرياهوم نيوز -4 رأي اليوم