آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » اللباس المدرسي.. بين الانضباط والتكلفة الباهظة.. جدل يعود مع العام الدراسي

اللباس المدرسي.. بين الانضباط والتكلفة الباهظة.. جدل يعود مع العام الدراسي

أيام قليلة ويبدأ العام الدراسي، ومع اقترابه امتلأت واجهات المحال التجارية بعرض اللباس المدرسي لمختلف المراحل الدراسية. ورغم أن اللباس المدرسي يمثل جدلاً مستمراً بين فرض الإلزام الذي يهدف إلى تعزيز الانضباط والمساواة والانتماء للمدرسة، وبين ظاهرة عدم تقبله لكونه يشكل عبئاً اقتصادياً على الأسر؛ ما يدفع المدارس والوزارات لوضع سياسات صارمة لضبط المظهر وضمان أن الزي المدرسي يخدم العملية التعليمية.
تقول سميحة صالح (ربة منزل) إنّ لديها أربعة أولاد في المدارس وفي مراحل مختلفة، ويشكل شراء اللباس المدرسي لهم عبئاً كبيراً خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وتُفَضّل توفير المال للكتب أو لوازم أخرى.

تقييد للحرية الشخصية

وأشارت إلى أنّ ابنتها في الثالث الثانوي ترفض ارتداء اللباس المدرسي لأنه -حسب وجهة نظرها- تقييد لحريتها الشخصية، وتريد أن تكون حرة في اختيار اللباس الذي تذهب به إلى المدرسة.
فيما أشار محمد إلى أن ابنه المراهق دائم التذمر من اللباس المدرسي ويتمرد، ما يخلق مشاكل جديدة بدلاً من حلها.
الموجهة التربوية غادة الحسن بينت أن اللباس المدرسي يلعب دوراً مهماً في إلغاء الفوارق الاجتماعية والمادية بين الطلاب، حيث يسهم الزي الموحد في تحقيق المساواة بينهم ويمنع أي تمييز بناءً على المظاهر المادية، بالإضافة إلى أنه يعزز النظام والانضباط في المدرسة ويعطي انطباعاً إيجابياً عنها، ويساعد الطلاب على التركيز على الدراسة.
هذا بالإضافة إلى أنه يوفر وقتاً وجهداً على أولياء الأمور، ويقلل من التكاليف الشرائية للملابس الملونة، ويلغي الفوارق المادية بين الطلاب، ويقلل من ضغط الأقران لشراء الملابس العصرية التي تواكب الموضة وخاصة بالنسبة للفتيات.
ولفتت الحسن إلى أنّ اللباس المدرسي يسهل على المشرفين التعرف إلى التلاميذ في السنوات المدرسية الأولى في الرحلات المدرسية وعدم فقدهم.

مساحة للحرية

واقترحت أن تقوم وزارة التربية وإدارات المدارس بوضع سياسات صارمة تحدد أنواع الزي المسموح به، مع تحديد قطع محددة وألوان معينة للزي و ترك مساحة بسيطة للحرية، مثل اختيار لون الحذاء أو ربطات الشعر، لتخفيف حدة الرفض عند الطلاب. إضافة إلى تخصيص وتنظيم أيام للأنشطة اللاصفية يسمح للطلاب بارتداء ملابسهم المفضلة، وهو ما يعدّ متنفساً يحترم حريتهم.

مرونة المدارس

الخبير الاقتصادي عرفان الصباغ (أستاذ في كلية الاقتصاد – جامعة دمشق) أشار إلى أن ارتفاع أسعار الزي المدرسي يزيد من الأعباء المالية على الأسر، ما يضعها في موقف صعب لتجهيز أبنائها مع بداية كل عام دراسي، خاصة أن الطالب يحتاج لشراء أكثر من قطعة مثل القميص والحذاء واللباس الرياضي كاملاً، ما يضاعف التكاليف.
ولفت الصباغ إلى أنّ الطلاب والتلاميذ هم في عمر النمو المستمر، أي أن أحجامهم تختلف من عام لآخر، ما يتطلب شراء زيٍّ جديد أو قطع أكبر لاستيعاب نموهم. وأضاف: “تتراكم هذه التكاليف مع متطلبات أخرى مثل أقساط الدراسة، وشراء الكتب والأدوات المدرسية”. داعياً إدارات المدارس إلى المرونة وتخفيف العبء عبر جعل الزي إلزامياً فقط للقطع الأساسية (مثل القميص أو البلوزة)، أو جعل الزي اختيارياً، وطالب الجهات المختصة بتنظيم أسعار الزي المدرسي لضمان عدالة الأسعار وعدم استغلال الأسر.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الوزير الحلبي يبحث في اللاذقية تطوير التعليم العالي وتعزيز الأداء الأكاديمي

بحث وزير التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي اليوم مع محافظ اللاذقية محمد عثمان، وبحضور رئيس جامعة اللاذقية إياد فحصة، واقع التعليم العالي في المحافظة ...