عبد الحميد غانم:
في خطوة تحمل أبعاداً استراتيجية وتنموية هامة، أجرى رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية صباح اليوم جولة ميدانية في محافظة إدلب لوضع اللمسات الأولى على مشروع المنطقة الحرة المزمع إقامتها في المحافظة.
شارك في الجولة رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية “قتيبة بدوي” برفقة نائبه ومدير مؤسسة المناطق الحرة، وكان في استقبالهم محافظ إدلب “محمد عبد الرحمن”، حيث تم خلال الجولة تحديد الموقع المخصص لإقامة المشروع في الجهة الشرقية من المحافظة.
وفي ختام الجولة، وجّه رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية تعليماته بضرورة تسريع وتيرة العمل لاستكمال الإجراءات الإدارية والفنية واللوجستية اللازمة للبدء في تنفيذ المشروع وفق أعلى المواصفات والمعايير.
مؤكداً أن هذا المشروع يحظى بدعم كامل من القيادة لما يمثله من رافعة اقتصادية وتنموية لأهالي محافظة إدلب الكرام.
كما شدد على أهمية التنسيق المستمر مع كافة الجهات المعنية لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه في تحسين الواقع المعيشي، ودعم عملية التنمية والاستقرار في المحافظة.
مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية مازن علوش أشار إلى أن المشروع الذي يأتي تحت شعار “لأهل الوفاء يهون العطاء” يجسد توجهات الدولة في دعم محافظة إدلب اقتصادياً وتنموياً بعد سنوات من التحديات، ويضعها على خارطة المناطق الاقتصادية الفاعلة في البلاد.
وبين علوش في تصريح خاص لصحيفة الثورة أنه من المخطط أن تضم المنطقة الحرة الجديدة منطقة حرة صناعية وتجارية بالإضافة إلى ميناء جاف حديث ومتطور كما تم الاتفاق على البدء بالإجراءات الخاصة لإنشاء منطقة حرة ثانية مخصصة لمعارض السيارات وتجارتها، بهدف تنظيم هذا القطاع الحيوي وتوسيعه بما يخدم مصالح المواطنين والتجار على حد سواء.
أهداف تنموية
ولفت علوش إلى أن المساحة الإجمالية للمنطقة الحرة الصناعية والتجارية مع الميناء الجاف تبلغ نحو مليون ومئة وخمسة آلاف متر مربع، ما يعكس حجم الاستثمار المقرر وضخامة البنية التحتية المزمع إنشاؤها.
وأكد أن الهيئة تسعى من خلال هذا المشروع إلى تحقيق جملة من الأهداف التنموية والاقتصادية، في مقدمتها: تنشيط الحركة التجارية والصناعية في المحافظة، وخلق فرص عمل واسعة لأبناء إدلب، إضافة إلى استقطاب صناعات جديدة وواعدة، وجذب رؤوس أموال واستثمارات خارجية تسهم في رفد الاقتصاد الوطني بالنقد الأجنبي، لا سيما مع دخول عشرات المستثمرين الأجانب إلى المحافظة لمتابعة الفرص الاستثمارية المتاحة.
مشروع متكامل
وأوضح علوش أن الميناء الجاف المزمع إنشاؤه يمثل أحد الأعمدة الرئيسة لهذا المشروع، إذ سيوفر للتجار والصناعيين والمزارعين في إدلب خدمة تصدير منتجاتهم الزراعية والصناعية بشكل مباشر إلى الأسواق الخارجية، كما سيتيح لهم استيراد المواد الأولية والبضائع من مختلف دول العالم دون الحاجة للتوجه إلى المرافئ البحرية، ما يختصر الزمن والتكاليف، ويعزز من تنافسية المنتج الوطني في الأسواق الإقليمية والدولية.
ولفت إلى أن المشروع يأتي متكاملاً مع خطط الهيئة في تطوير منظومة النقل التجاري واللوجستي عبر تعزيز دور شركات النقل الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة أمام قطاع السياحة في المحافظة، مع توقعات بدخول مستثمرين أجانب ورجال أعمال يرفدون السوق المحلي بخبراتهم ورؤوس أموالهم.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة