بعدما كشف موقع ان بي سي نيوز الأمريكي مؤخراً أن فوز الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية الحالية أدخل أكبر عدد من “المثليين” إلى مجلس النواب والكونغرس في تاريخ الولايات المتحدة اعتمد مجلس النواب بناء على اقتراح رئيسته نانسي بيلوسي استبدال ضمائر “المذكر والمؤنث” في الوثائق الرسمية للمجلس بتعابير “محايدة” من حيث الجنس.
وذكرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن مجلس النواب اعتمد هذه اللغة في القواعد الرسمية للمجلس وتعني أنه سيتم استخدام اللغة في وثائق المجلس وبدل كلمة “أب وأم وابن وابنة وأخ وأخت” سيتم استخدام “الأهل وولد وأبناء” دون تحديث جنسهم وبدل الضمائر “نفسه ونفسها” سيتم استخدام “نفسهم”.
ورأت بيلوسي ورئيس لجنة القواعد جيمس ماكغفرن بحسب صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية أن إزالة الضمائر والمصطلحات “غير المتسامحة عند التواصل في اجتماعات الكونغرس ستسهم في معالجة قضايا عدم المساواة على أساس العرق واللون والدين والجنس والتوجه الجنسي والهوية الجنسية” للأفراد في تعبير فاضح لتطبيق مفاهيم الليبرالية الأمريكية الحديثة.
ونقلت الصحيفة عن بيلوسي تشديدها على رفض ما وصفته بالمفاهيم التقليدية كالضمائر التي تحدد جنس الأفراد مثل “هو – هي – أب – أم – أخ وأخت” مشيرة إلى أنه لن يتم الترحيب بهذه الكلمات في الكونغرس الذي وصفته بأنه “محايد جنسياً” حسب تعبيرها.
وأكدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي أن “القواعد الجديدة لمجلس النواب ستصبح محايدة تجاه النوع الاجتماعي” معربة عن الأمل في جعل مجلس النواب “الأكثر شمولاً في التاريخ”.
وكان جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو الأمريكية حاول في كتابه المعنون “الوهم الأعظم.. الأحلام الليبرالية والواقع الدولي” توضيح مساوئ الأفكار الليبرالية الجديدة التي تبنتها الولايات المتحدة وخصوصاً على الصعيد الاجتماعي وأنها تدمر الروابط الاجتماعية بين الأفراد وبالتالي تفكك وتمزق المجتمعات وهذا ما سعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية في سياساتها الخارجية تجاه الدول.
وفي السياق اشارت الصحيفة إلى أن قرار مجلس النواب بهذا الشأن يحدد المصطلحات والضمائر التي يجب عدم استخدامها واستعاضتها بعبارات لا تعبر عن جنس الإنسان وتخلو من كلمة “رجل أو امرأة”.
وكانت دول عدة تبنت الفكر الليبرالي الحديث عدلت جوازات سفرها وبطاقات الهوية الشخصية ووضعت تصنيفاً ثالثاً لتحديد الجنس على الجواز “ذكر – أنثى – غير محدد” أو حتى ألغت تحديد الجنس بشكل كامل عن هذه الوثائق وذلك ضمن خطة شرعنة المثلية الجنسية التي تنتشر بسرعة في المجتمعات الغربية.
لكن المفارقة أن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عندما أصدرت بياناً ينوه بهذا الإنجاز الديمقراطي الإصلاحي في مجلس النواب خاطبت رئيس الجلسة الديمقراطي جيم ماكوفرن بـ “تشيرمان” ولم تستخدم لغة محايدة في مخاطبته.
وندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان عام 2019 بالأفكار الليبرالية حول حرية “مثليي الجنس والتوجه الجنسي” معتبراً أنها تفرض على غالبية غير راغبة في ذلك ما يتسبب باستياء يؤدي إلى تغييرات سياسية مثلما حصل عند انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال “إن الليبرالية تتآكل”.
سيرياهوم نيوز 5 – سانا