منذر عيد
اعتبر وزير الإعلام بطرس الحلاق أن العلاقة بين موسكو ودمشق تتجاوز حدود الصداقة التقليدية، وتؤسس لمستويات جديدة من التعاون والتنسيق الاستراتيجي الشامل في جميع الملفات وفق رؤية واضحة ومشتركة لكل ما يتصل بالقضايا الدولية والمسائل الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وانطلقت أمس أعمال المؤتمر السوري- الروسي الإعلامي الأول تحت عنوان «سلطة الإعلام وتأثيره على الرأي العام» والذي يقيمه المركز الثقافي الروسي، بالتعاون مع وزارة الإعلام وبالشراكة مع مؤسسة التعاون السوري- الروسي والرابطة السورية لخريجي الجامعات الروسية.
وأوضح الحلاق في كلمة له بافتتاح المؤتمر الذي ينعقد على مدى يومين، أن الهدف من المؤتمر الذي يقيمه المركز الثقافي الروسي، بلورة رؤية إعلامية مشتركة لحضور إعلامي أقوى في الفضاء الدولي يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وقال الحلاق: «سعى البلدان لدعم العلاقات المشتركة، والوصول فيها إلى مستويات جديدة، وبناء منظومة علاقات في السياسة الدولية تقوم على التوازن والتعددية، وكسر احتكار القطب الأوحد، ورفض اللجوء الأحادي لاستخدام القوة في سبيل حل الأزمات الدولية والتمسك بالحوار كمبدأ أساسي في العلاقات بين الدول». مضيفاً: «تجسيداً لما سبق فإن الدعم الكبير الذي تقدمه روسيا للشعب السوري في حربه ضد الإرهاب وسعيه للحفاظ على سلامة ووحدة أراضيه، وكذلك وقوفها إلى جانب القضايا العادلة لشعوب العالم، إنما يعبر عن المبادئ والقيم التي تمتلكها روسيا ودفاعها عن السلام والاستقرار في وجه السياسات الغربية المبنية على الحروب ودعم الإرهاب».
وأوضح أنه بالمقابل فإن سورية تقف مع روسيا قيادة وشعباً انطلاقاً من قناعتها بصوابية الموقف الروسي في عمليته العسكرية في أوكرانيا، قائلاً: «روسيا لا تدافع عن نفسها فقط إنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية».
وأكد الحلاق أن للإعلام أهمية كبرى على تشكيل الرأي العام والتأثير على القضايا المحلية والدولية، مشدداً على أن الإعلام الغربي يسعى وبصورة مستمرة إلى تغيير سياسات الحكومات، ويسهم في حشد الرأي العام الدولي تجاه قضايا بعينها، ويعمل على إشعال الفتن والحروب بهدف تغيير أنظمة الحكم في كثير من الدول إضافة إلى محاولاته المتعمدة لإعادة صياغة وتفسير وتشويه المواقف السياسية بما يخدم أهداف الغرب والطابور الخامس الذي يقف وراءه.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف أن غاية المؤتمر تنشيط وتشجيع التعاون بين المؤسسات والأشخاص في البلدين، فيما يخص تبادل الخبرات وتعزيز العمل المشترك.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» أكد رئيس رابطة خريجي الجامعات الروسية مستشار المركز الثقافي الروسي علي الأحمد أن هناك حاجة ماسة لامتلاك إعلام قادر على التأثير بالرأي العام، والعمل بشكل عميق لدراسة سيكولوجيا الجماهير والتعاطي معها، من أجل المحافظة على منظومتها القيمية، ولتحقيق مصالحها، وإيصال الحقيقة لها.
وأشار الأحمد إلى أن مثل لقاءات كهذه بين الخبراء بمنتهى الأهمية، خاصة إذا ما كان اللقاء بين «ثقافتين وجمهورين»، والبحث عن نقاط التقاطع المشتركة والعمل على تعزيزها، وإزالة نقاط الخلاف، مشدداً على وجوب خلق إمكانات للوصول إلى صناعة إعلام قادر على التأثير بالرأي العام ، قائلاً: «ليس ترفاً ألا يكون لدينا إمكانية».
بدوره أشار رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للتعاون الإنساني الدولي يفغيني بريماكوف «عبر خاصية الفيديو» إلى فعالية تبادل الخبرات بين الإعلاميين في البلدين في سياق المواجهة العالمية التي يتعرضان لها في ظل التطور التقني، ومسؤولية وسائل الإعلام في التوجه نحو نقل الحقيقة .
وتطرق المشاركون في المؤتمر خلال الجلستين اللتين عقدتا في اليوم الأول من المؤتمر إلى سبل تطوير آليات مواجهة حملات التضليل الإعلامي وتعزيز الحوار الإعلامي واستثمار نقاط القوة التي يتمتع بها الإعلام السوري والروسي، ومعالجة الثغرات وتنسيق الجهود لتوحيد الخطاب الإعلامي في وجه محاولات التضليل التي تتبناها وسائل الإعلام الغربية، وتفعيل دور مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي واستثمارها لصناعة الرأي العام، ووضع السياسات والاستراتيجيات الإعلامية المستقبلية، وتعزيز المشاركة المجتمعية والتفكير الناقد والبحث والتحقق من المصادر.
سيرياهوم نيوز1-الوطن