سيلفا رزوق
أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان عمق العلاقات التي تجمع سورية وسلطنة عُمان، مشيرة إلى حجم الطمأنينة والثقة التي يشعر بها الجانب السوري في أي مناسبة أو مكان يكون لسلطنة عُمان وجود به، لأن هذه الثقة مستمدة من سنوات من التعاون المتعدد المستويات.
موقف شعبان جاء خلال لقائها أمس رئيس مجلس الشورى العُماني خالد بن هلال بن ناصر المعلولي في مقر «مجلس عُمان» في العاصمة العُمانية مسقط.
وأكد المعلولي خلال اللقاء أن علاقات البلدين كبيرة ومهمة ومواقفهما ثابتة ولم تتزعزع، مشيراً إلى أن جلالة السلطان هيثم بن طارق يؤكد تعزيز التعاون بين الجانبين والسلطنة تعمل دائماً في هذا الإطار.
المعلولي لفت إلى ما تعرضت له سورية في مواجهة الإرهاب، مؤكداً أن ما جرى غير مسبوق ولم يحدث في التاريخ، معبّراً عن أمله في عودة الوضع الاقتصادي في سورية إلى ما كان عليه، مؤكداً في الوقت ذاته استعداد السلطنة للمساهمة في هذه العودة.
وشدد رئيس مجلس الشورى العُماني على أنه في ظل العولمة فإن الاهتمام في توثيق تاريخنا سيصبح أكثر أهمية ولاسيما بوجود التقنيات الحديثة والذكاء الصنعي الذي سيجعل الوضع خطيراً خلال المرحلة المقبلة.
شعبان أشارت إلى الموقف المتقدم لسلطنة عُمان، وهذا ما تقدره سورية وقالت: «عندما نشعر أن عُمان موجودة نشعر أن سورية موجودة لأن مواقفنا واحدة ونياتنا واحدة تجاه قضايا أمتنا»، ولفتت إلى أنه خلال الحرب على سورية اكتشفنا أن الهدف ليس فقط تدمير المؤسسات السورية وإنما الذاكرة السورية أيضاً، لذلك سعينا من خلال مؤسسة «وثيقة وطن» وبتوجيه من الرئيس بشار الأسد للحفاظ على هويتنا وذاكرتنا التي يسعى أعداؤنا لمحوها.
وأضافت: «من خلال ما جمعته «وثيقة وطن» من روايات موثقة خلال سنوات الحرب الإرهابية على بلدنا، وجدنا أن الفرق مئة بالمئة بين رواية الناس التي عاشت الحرب وبين رواية الغرب وهذه دلالة على أنه يتوجب علينا أن نسجل تاريخنا ونوثقه كما عشناه وليس كما رواه عنا الآخرون».
شعبان لفتت إلى أن العيش المشترك هو القيمة العليا التي يجب أن نحافظ عليها وعُمان تمثل جانباً مشرقاً في هذا الإطار.
وخلال اللقاء تطرق الجانبان إلى ما يجري في فلسطين المحتلة وحرب الإبادة التي يخوضها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة، وحذرت المستشارة شعبان من أن المرحلة التي يمر بها العالم اليوم هي مرحلة مفصلية ومخيفة.
وأجرت شعبان أيضاً جولة في مجلس عمان الذي يضم مجلسي الشورى والدولة، وزارت مكتبة المجلس، كما زارت القاعة السلطانية، والتي عادة لا يسمح إلا لكبار الضيوف بدخولها.
وخلال استقباله أمس المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية شدد وكيل وزارة الخارجية العُمانية للشؤون السياسية خليفة الحارثي على عمق وتاريخية العلاقة التي تجمع سورية وعُمان، مجدداً التأكيد على وقوف بلاده الدائم إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون الثنائي والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأشارت شعبان في مستهل اللقاء إلى عمق العلاقات التي تجمع بين سورية وعُمان مثمنة مواقف عُمان الثابتة تجاه سورية والتي لعبت دوراً كبيراً في دعم صمود الشعب السوري، ولفتت إلى أهمية التواصل المستمر والفاعل بين الجانبين، وما يعكسه من الثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين وسعيهما الدائم لتعزيز علاقات الأخوة بينهما، مشددة على أن خطورة المرحلة التي تمر بها منطقتنا تحتم علينا ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين جميع دول المنطقة لمواجهة ما يُخطط لها من مشاريع تهدد استقرارها.
وخلال اللقاء جرى الإشارة إلى المؤتمر الدولي «للتأريخ الشفوي» الذي سيقام بالتعاون ما بين مؤسسة «وثيقة وطن» في الجمهورية العربية السورية، وهيئة «الوثائق والمحفوظات الوطنية» الذي تستضيفه السلطنة، حيث شدد الجانبان على الدور المهم للتوثيق في الحفاظ على هوية المنطقة وذاكرتها.
حضر اللقاءات رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية حمد بن محمد الضوياني، وسفير سورية لدى سلطنة عُمان إدريس ميا، وعدد من المسؤولين من الجانبين.
وتأتي هذه اللقاءات قبيل انعقاد المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي، الذي تنطلق أعماله اليوم الإثنين في السلطنة وتشارك فيه شعبان بصفتها مؤسس ورئيس مجلس أمناء «وثيقة الوطن» المنظمة للمؤتمر إلى جانب هيئة «الوثائق والمحفوظات الوطنية» العُمانية.
ويلقى المؤتمر اهتماماً عُمانياً رسمياً كبيراً، حيث ستشارك في فعاليات المؤتمر جميع الجهات الحكومية العُمانية، ويعتبر الجانب العُماني مسألة التأريخ مسألة وطنية.
ويهدف المؤتمر الذي يعقد تحت شعار: «التأريخ الشفوي: ذاكرة ثقافية عن الأصول وتعميق للرؤية العبر-زمنية»، إلى دراسة إشكالية وتحديات التأريخ الشفوي ضمن خصوصية المجتمعات العربية، وتعميق الوعي بأهمية الوثيقة الشفوية في الكتابة التاريخية العربية المعاصرة، والاطلاع على تجارب التأريخ الشفوي في العالم العربي وبحث سبل التعاون وتفعيل العمل المشترك في المشاريع والدراسات المتخصصة.
ويمثل الباحثون والأكاديميون المشاركون في أعمال المؤتمر، مؤسسات وهيئات ومراكز وثائقية من الصين وروسيا الاتحادية وإيران ومصر وليبيا والعراق وتونس وفلسطين إلى جانب سورية وسلطنة عُمان.
سيرياهوم نيوز١_الوطن