آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » المارد الذي يمسك دفة التوازن في العالم

المارد الذي يمسك دفة التوازن في العالم

ختام أحمد:

لم تكن الصين والعالم العربي عبر تاريخهما الطويل بعيدتين عن التبادل والتعاون المشترك، قديماً ظلت خيرات الصين تجبى إلى العالم العربي عبر طريق الحرير الذي تعد المنطقة العربية أحد أهم مفاصله في ظل علاقات تجارية متميزة مع شعوب المنطقة وأنظمة حكمهما المتعاقبة، وحديثاً دخلت الصين في علاقات ثنائية وطيدة مع الدول العربية متفرقة مع كل دولة على حدة ومجتمعة ممثلة في الجامعة العربية، شراكة تعززت وتطورت مع قيام منتدى التعاون الصيني-العربي الذي صادف هذا العام الذكرى العاشرة لتأسيسه للتباحث والتصديق على قرارات لتعزيز الشراكة البيئية اقتصادياً وسياسياً وتجارياً.

وخلال العقدين الماضيين سعى هذا المنتدى إلى توسيع التعاون العملي بين الصين والعالم العربي لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك بجودة أعلى.

وفي ظل المبادرات العالمية التي أطلقتها الصين مثل “الحزام والطريق” “ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية” فقد وقعت الصين مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية وثائق للتعاون المشترك، ونفذ الجانبان ما يزيد على ٢٠٠ مشروع كبير في هذا الإطار.

تعد الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية وخلال العامين الماضيين، وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى مستوى قياسي جديد، إذ تجاوز ٤٠٠ مليار دولار أميركي، وهو ١٠ أضعاف مما كان عليه قبل ٢٠ عاماً. كما يشهد التعاون الصيني-العربي تقدماً بارزاً في مجالات الطاقة والمالية والبنية التحتية وغيرها، حيث استوردت الصين ٢٦٥ مليون طن من النفط الخام من الدول العربية في عام ٢٠٢٣، وهذا الرقم يشكل ٤٧ في المئة من واردات الصين الإجمالية للنفط الخام من الخارج.

مع هذه العلاقات القوية والشراكات الاقتصادية الوثيقة، توافدت الدول العربية ممثلة بقادتها ووزراء خارجيتها إلى الصين للمشاركة بالدورة العاشرة لاجتماع منتدى التعاون الصيني-العربي المنعقدة في العاصمة الصينية بكين، وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد افتتح الاجتماع بكلمته التي تمحورت حول القضية الفلسطينية وإدانة ما تقوم به إسرائيل من قتل وتدمير وتهجير للشعب الفلسطيني.

وقد أكد الرئيس الصيني أهمية بناء مجتمع صيني-عربي ذي مستقبل مشترك وفتح حقبة جديدة من العلاقات الصينية-العربية، وأعلن أن الصين ستستضيف القمة الثنائية الصينية العربية في عام ٢٠٢٦، وأن الجانبين الصيني والعربي مستعدان لإنجاز مهامهما التاريخية المتمثلة في تجديد شباب الأمة والتنمية الوطنية بشكل أسرع، وأكد أن بلاده مستعدة لتسريع المفاوضات بشأن اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية وتعزيز التعاون في مجال التجارة الإلكترونية، وترغب في توسيع استيراد المنتجات غير المتعلقة بالطاقة من الجانب العربي، وخاصة المنتجات الزراعية.

وكانت خلاصة هذا المنتدى هو البيان المشترك للتعاون الصيني-العربي وإعلان بكين الذي تركز حول إصدار موقف موحد لدعم القضية من الفلسطينية، وضرورة إنهاء الحرب في غزة والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، والاتفاق على الآليات المشتركة لتطبيق مخرجات القمة الصينية-العربية في الرياض، وخاصة بعد أن أصبحت الصين المارد الذي يمسك بقوة دفة التوازن في العالم اقتصادياً وسياسياً.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نظام الانتخابات الرئاسية معقد وفريد في الولايات المتحدة

فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 رغم تقدمها عليه بحوالى ثلاثة ملايين صوت، وانتخب جورج دبليو بوش في العام ...