آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » المال الداشر .. !؟

المال الداشر .. !؟

*سلمان عيسى

كلما اكتشفت الجهات المعنية، سرقات في احدى مستودعات الاعلاف، ازداد يقينا أن ( المال الداشر ) يعلم الناس الحرام .. وازداد يقينا أيضا أن الفساد في هذه المؤسسة صار عصي على الاصلاح .. تاريخ هذه المؤسسة يزخر بمئة شاهد على نمازج من الفاسدين يصلحون لأن يكونوا رواداً فيه .. كحالة مستودع الفرقلس .. لا يبدأ الفساد هنا في المستودع .. اي مستودع، بل انه يبدأ من لحظة وصول الاعلاف إلى الميناء .. إلى لحظة توزيعها على الجمعيات الفلاحية في اقاصي البلاد .. ؟ قلنا سابقا عن تورّط الإدارة السابقة في هدر ملايين الدولارات نتيجة اعتذار المؤسسة عن استلام حصتها من الكميات المستوردة من قبل التجار بدولارات المركزي .. ورغم إشاراتنا أن هذه الاعتذارات غير بريئة، ولا تصلح معها حسن النوايا، إلا أن الجهات المعنية تعاملت مع هذه المعلومات بطريقة تؤكد لنا أن هناك شراكة في مكان ما .. مجهول بالنسبة لنا .. ؟ وقد قامت الإدارة الحالية باتباع نفس أسلوب ومنهج الإدارة السابقة في الاعتذار .. وبالتالي هدر ملايين الدولارات من الخزينة وهذه المرة بموافقة وزير الزراعة ( وقد كتبنا سابقا عن حالات اعتذرت فيها المؤسسة عن استلام حصتها من الاعلاف المستوردة بموافقة الوزير ) .. أي أن لا شيء تغيّر إلا ارقام الخسائر التي تتكبدها الدولة والخزينة العامة ..!؟ في مرة ليست بعيدة، قام وزير الزراعة بطلب جرد أحد مستودعات الاعلاف في حمص بعدما ( شكّ ) ان هناك نقصاً في الكميات الموجودة في المستودع .. اليوم تتحول الشكوك إلى حقيقة، خاصة بعد أن اكتشف ان قيمة الاعلاف المسروقة من مستودع الفرقلس في حمص تصل إلى حوالي 5 مليارات ليرة ( حسب صحيفة تشرين ) .. تصوروا، هذا الرقم في مستودع فرعي ( ما بيعبي ) العين كما يقال .. فما بالك بمئات الأطنان التي تشحن من الميناء إلى الفروع في المحافظات .. وبالتالي إلى المستودعات الهامشية المنتشرة في أغلب الريف السوري والتي يلعب .. فيها.. وعليها ( أصحاب ) المستودعات ..؟ كثيرا ما تحدثنا عن السورية للتجارة كمؤسسة تدخل إيجابي – تنجح مرة – وتفشل عشرات المرات، فتحت ملفاتها أكثر من مرة، وأحيل الكثير من كوادرها الإدارية إلى التحقيق، وبعضهم نام في السجن شهورا وسنوات .. لذلك آن الآوان لفتح ملفات مؤسسة الاعلاف، كمؤسسة تدخل إيجابي أيضا. . لكونها – تنجح مرة – وتهدر ملايين الدولارات مرات .. هذا عدا سرقة مستودعاتها. . والمتاجرة بالأعلاف المدعومة في السوق السوداء .. !؟

(سيرياهوم نيوز7-1-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...