باريس – “رأي اليوم”:
ستدشن المانيا اقتناء لقاح “سبوتنيك” لمواجهة فيروس كورونا بعدما رصدت التماطل من طرف الاتحاد الأوروبي بدعم من فرنسا التي تحول دون استيراد هذا اللقاح بسبب الدولة المنتجة له، روسيا.
ولم تنجح دول الاتحاد الأوروبي في إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، باستثناء مشاركة شركة المانية في تطوير لقاح فايزر رفقة الشركة الأمريكية التي تمتلك حقوق الإنتاج والتسويق.
وتحولت الدول الأوروبية الى رهينة لبريطانيا التي استحوذت على الحصة الكبرى من لقاح أسترزنيكا بما في ذلك المصنع في فروع لها في دول أوروبية مثل المانيا، في حين بالكاد تسمح واشنطن بتصدير موديرنا وفايرز لتعطي الأولوية لمواطنيها. وتفاقم الوضع بعد رفض المواطنين الأوروبيين للقاح البريطاني.
وأصبحت دول أوروبا تسجل خسارات تقدر بمئات الملايين من اليورو يوميا بالنسبة لاقتصاد من حجم المانيا نظرا لتأخر اللقاح، وتحاول بعض الدول الأوروبية ومنها المانيا الرهان على اللقاح الروسي سبوتنيك بعدما تأكد نجاعته وبلوغه مستوى من الفعالية يتجاوز 90%.
وتنهج فرنسا سياسة مضادة للقاح الروسي، وأدلى المسؤولون الفرنسيون بتصريحات مسيئة، وقال وزير الخارجية جان إيف لودريان عن سبوتنيك “الطريقة التي تدير بها روسيا اللقاح يبدو أنه سلاح للبروباغندا والدبلوماسية العنيفة أكثر منه أداة للتعاون في مجال الصحة”، وكان المفوض المسؤول عن الصناعة في الاتحاد الأوروبي تييري بريتون وهو فرنسي، قد صرح سابقا “الاتحاد الأوروبي لا يحتاج الى تصنيع سبوتنيك 5، فهو ليس في حاجة لهذا اللقاح”.
وكانت قناة “إل سي إي” قد بثت ربورتاجا بعنوان “هل يعرقل الاتحاد الأوروبي وفرنسا استعمال “سبوتنيك 5″؟ ويفيد الربورتاج كيف رخصت 57 دولة في العالم للقاح سبوتنيك 5 في حين تأخر الترخيص في أوروبا، وهو تأخر “يترك الباب مفتوحا أمام التساؤلات”، تضيف قناة التلفزيون.
وكانت هنغاريا عضو الاتحاد الأوروبي الذي لجأ الى شراء لقاح “سبوتنيك”، ولم تحدث تأثير يذكر بسبب حجمها الصغير وسط العائلة الأوروبية، ويأتي التحدي هذه المرة من دولة عملاقة من حجم المانيا لتضع الاتحاد الأوروبي وفرنسا أمام سياسة الأمر الواقع. فقد أعلنت برلين أمس الخميس بدء المفاوضات لاقتناء اللقاح الروسي أو تصنيعه في المانيا، لتشجع دول أخرى مثل إيطاليا واسبانيا على تقليدها في القرار.
وخسرت المانيا 15 مليار يورو من إنتاجها القومي الخام السنة الماضية، وقد تخسر عشرات المليارات هذه السنة إذا لم تبادر بتعميم التلقيح، وهذا سيجعلها أكثر ضعفا اقتصاديا مع باقي القوى الكبرى مثل اليابان وبريطانيا والصين والولايات المتحدة.
وكما دافعت المستشارة الألمانية أنجليكا ميركل على أهمية الغاز الروسي للاقتصاد الأوروبي ومنه الألماني بالخصوص رغم الفيتو الأمريكي، تتحدى هذه المرة الفيتو الصامت للمفوضية الأوروبي وفرنسا ضد اللقاح الروسي “سبوتنيك” وتعلن رهانها عليه.
سيرياهوم نيوز 6- رأي اليوم