رشا ابراهيم
فنان يعلم الثبات والاستمرارية في عالم الفن ويعرف بحزمه في المجال المهني فهو بعيد كل البعد عن المجاملة المهنية المؤلف والموزع الموسيقي والملحن سمير كويفاتي بنى ببصمته الخاصة والمميزة سلم نجاحه الموسيقي يداً بيد مع الفنانة الراحلة ميادة بسيليس فتشاركا الأحلام والطموح ولمعا على عدة مسارح محلية ودولية كثنائي موسيقي.
نشأ المايسترو كويفاتي في بيت بعيد عن طريق الفن ليلفت انتباهه شغف الموسيقا بعد أن أدرك أنها ليست فقط فناً أو لحناً إنما أيضاً صوتيات حيث بدأ مسيرته الموسيقية وهو في عمر الخامسة عشرة ليلتحق فيما بعد بالمعهد العربي للموسيقا بمدينة حلب ويتتلمذ على يد كبار أساتذة الموسيقا بمدينته لينغمس بالعالم الموسيقي بشكل أكاديمي احترافي.
في رصيده إضافة إلى أغانيه الكثير من شارات الأعمال الدرامية منها ثلاثة وسبعون مسلسلاً و12 فيلماً سينمائياً وست مسرحيات وهو شاعر غنائي كتب عدة أغنيات وله عدة مؤلفات موسيقية لفرق فولكلورية سورية وعربية إضافة لكونه عازف كيبورد مع فرقته الموسيقية وصاحب استديو مايسترو في حلب الذي اعتمده في تسجيل أغنياته الخاصة ونظم فيه أشهر الألحان والمؤلفات الموسيقية لتكون بدايته الموسيقية الفعلية من خلال العزف على آلتي البيانو والأورغ وأهتم بالتوزيع الموسيقي للمقامات الشرقية وأعمال الرحابنة وسيد درويش.
وفي عام 1975 قام كويفاتي بتأليف فرقة موسيقية خاصة عملت على إحياء المناسبات السنوية والحفلات وفي عام 1978 ألف فرقة مسرحية أوسع من الفرقة الأولى وأكثر انتشاراً وقدم من خلالها ثلاث مسرحيات لفيروز والأخوين الرحباني لينتقل بعدها إلى العزف والتأليف الموسيقي للإعلانات الإذاعية والتلفزيونية بالإضافة لإعداد الكثير من أغاني البانوراما التي تقدم في المهرجانات الغنائية كما قام بإعادة توزيع وإحياء العديد من الأعمال الفنية.
عمل في نادي حلب من عام 1986 وحتى 2011 وكان يعزف في النادي لرواده وقدم من خلاله العديد من رواد الطرب في حلب مثل نور مهنا وجهاد سمعان ووضاح شبلي وفي عام 1993 بدأ بتأليف الموسيقا التصويرية في الدراما لسورية المحلية ومن مؤلفاته الموسيقية التصويرية مسلسل هوى بحري وليل المسافرين وتل الرماد وأيام الغضب ونساء صغيرات ويوم بيوم وأبناء القهر وحارس القدس الذي تركت موسيقاه بصمة ساحرة في وجدان كل من سمعها.
كما كانت له مؤلفات تصويرية على المستوى العربي مثل موسيقا مسلسل أوراق الزمن المر وفيلم الآباء الصغار وغيرهما الكثير ليجمع شارات وموسيقا الكثير من المسلسلات التلفزيونية في ألبوم واحد.
نال العديد من الجوائز عن الكثير من الأغاني التي قام بتأليفها أو إعدادها حيث حاز جائزة الأورنينا الذهبية من مهرجان الأغنية السورية عن قصيدة حنين 1996 وفي عام 1998 نال الجائزة ذاتها عن أغنية كذبك حلو.
ارتبط اسم كويفاتي باسم الفنانة الراحلة ميادة بسيليس فهما صاحبا مشروع فني مميز استطاعا بلورته بالشكل الأفضل والأكمل ليشكلا ثنائية على مدار أربعين عاماً متتالياً نتج عنها الكثير من الألبومات الغنائية وعشرات الحفلات والمناسبات ضجت بها أهم المسارح العربية حيث أصدر عام 1991 مجموعتين غنائيتين مع ميادة بالتعاون مع الشاعر سمير طحان ضمتا تراتيل وترانيم دينية إلى جانب أغان منها الجديد ومنها القديم كان لكويفاتي النصيب الأكبر بتأليفها وتوزيعها موسيقياً.
كما شارك بسيليس العديد من أعمالها الفنية ولهما العديد من الأغاني الطربية التي أمتعت الجمهور وما زالت محفوظة في ذاكرته من ألحانه لحظة وحنين وكذبك حلو وعادي ولو مرة حبينا وتلجك دفاني وروحي ولو تغمرني أحسنلك تروح وجميعها من غناء الفنانة بسيليس.
يعد سمير كويفاتي فناناً استثنائياً مغرماً بالفن والموسيقا ولديه موسوعة موسيقية متنقلة تضم الكثير عن الفن وأعلامه ولديه من الخبرة الموسيقية ما يكفي لتكون حاضرة دائماً في أعماله.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا