المبدع الحقيقي..شاهد وناقد ومؤرخ وليس بوقاً لأحد..!

سمير حماد

عندما يتخلى المبدع عن دوره كشاهد وناقد لما يجري على الساحة الاجتماعية والسياسية والثقافية , يتحوّل الى نمر من ورق , ويتحول ادبه , لمجرد التسلية والمتعة , وتزجية اوقات الفراغ بما لايفيد …..في الوقت الذي يجب ان يكون هذا الابداع , حاملا لرأي نقدي , ومؤرخا لمرحلة سياسية , يشير من خلالها إلى مواطن القوة والضعف في البلاد , ويسلّط الضوء على الفساد , الاجتماعي والسياسي والاداري , واحتكار السلطة والثروة , إضافة إلى تقديم رؤية واضحة عن الخدمات المطلوبة , وسيرورة العدالة الاجتماعية , أوغيابها , عبر رؤية تنحاز الى الشعب ……

لكن حتى يكون نقد المبدع سليماً , عليه ان يكون ملماً بالمشهد السياسي ومفهوم السياسة , وبقناعات الساسة , وليس بالضرورة ان يكون منتميا لحزب من الاحزاب , أو يكون أحد اللاعبين السياسيين على الساحة , ليكون قلمه قادرا على ان يطال كل من يعمل في السياسة , مواليا او معارضا , لتحقيق هدف نبيل , خال من التجنّي , فهو ينقد الأفكار لا الأشخاص , وهو صوت الشعب , وليس بوقا لأحد , على ان تتوفر له الحرية , ليقول رايه ….خدمة للوطن والانسان ….

ويجب ان لاتكون هناك حساسية بالنسبة للنقد السياسي , لأهميته في بناء الوطن ….فالمبدع الحقيقي همّه , تغيير المجتمع بالوسائل السلمية , ومن خلال الأفكار البناءة , التي يحملها النصّ , من غير التعرّض للاشخاص …فهو ينقدالأفكار والرؤى المعيقة للنهوض بالمجتمع أياً كان حاملها , بشكل ديموقراطيّ علمانيّ ….

(موقع سيرياهوم نيوز)