في مدينة غواناخواتو المكسيكية، تُعرض مومياوات ضحايا وباء الكوليرا في متحف، ما يجعله الأكثر رعبا في العالم.
حيث يضم المتحف جثثا محنطة لأكثر من 100 شخص، ما يجعله مخيفا بدرجة كافية للزوار، خاصة في ظل احتفاظ الجثث بسمات مروعة حتى في الموت، كما لو كان أصحابها لا يزالون يعانون من المرض الصعب.
فإن وجود هذا المتحف حتى يومنا هذا، يعكس معاناة سكان المدينة مع وباء الكوليرا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر. فقد تم دفن عدد لا يحصى من ضحايا الكوليرا في مقابر جماعية وبعضهم في أقبية فوق الأرض لمنع انتشار المرض.
ونتيجة لتزايد أعداد الموتى وضيق مساحات الدفن المتوفرة مع الوقت، لجأت الحكومة لفكرة صعبة للغاية، تتعلق بضريبة غير اعتيادية.
وفرضت الحكومة المكسيكية ضريبة مجحفة على السكان في عام 1865، مع عقاب صعب؛ فمن لا يستطيع دفع الضريبة لمدة 3 سنوات متتالية، يعاقب بنبش المقابر وإخراج جثث أحبائه إلى العراء.
وفي نفس العام، جرى معاقبة أول شخص بإخراج جثة أحد أحبائه، وكانت مومياء لرجل يدعى روميجو لوري، الذي توفى بالكوليرا، لكن فوجئت بأن الجثة كانت في حالة جيدة بشكل استثنائي، ولم تمس رغم مرور نصف قرن على دفنها، ومن هنا ولدت فكرة متحف المومياوات.
واحتفظت السلطات في غواناخواتو بجثث أقارب وأحباء المعاقبين في مشرحة تحت الأرض، قبل أن تقرر في عام 1894 إنشاء متحف للمومياوات.
لكن ما السر في احتفاظ الجثث المعروضة في المتحف بحالتها المثالية رغم دفنها لعشرات السنين قبل استخراجها مجددا؟ يرجع ذلك إلى التربة شديدة الجفاف التي دفنت فيها وتتعفن فيها الجثث ببطء شديد. ولا يزال الكثير من الجثث ترتدي الملابس التي دفنت فيها في متحف مومياء جواناخواتو، لكن لا ننصح ضعاف القلوب بزيارة المتحف. بعض الجثث تبدو مشوهة بطريقة غريبة نتيجة للوباء.
وفي عام 1969، بدأ المتحف في جذب السياح. وبينما كانت المومياوات في السابق تتكئ على الجدران، أنشأت السلطات في سنوات لاحقة معارض زجاجية للمومياوات.
ويضم المتحف مومياوات مروعة بشكل كبير، على سبيل المثال مومياء امرأة حامل، بالإضافة إلى جثة طفل محفوظة، يصفها الموقع الرسمي للمتحف بأنها أصغر مومياء في العالم.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة