كريم حمادي
يتميز المتحف المصري الكبير بأنه أكبر متحف في العالم من حيث المساحة البالغة 120 فداناً (500 ألف متر مربع) ويقع على بُعد ميل واحد من أهرامات الجيزة، وأول متحف في العالم يضم 100 ألف قطعة آثار لحضارة واحدة من بينها مقتنيات الملك توت عنخ آمون.
ومن المقرر ان تفتتح مصر رسمياً المتحف مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) 2025، في حفل يحضره أكثر من 43 رئيس دولة وملك؛ لزيارة أكبر متحف أثري في العالم من حيث المساحة يضم 100 ألف قطعة أثرية من بينها مقتنيات من مقبرة الملك توت عنخ آمون تعرض للعالم لأول مرة، ومشاهدة لقاء الأحفاد بالأجداد ومصر الحديثة مع مصر القديمة، فما هي مكاسب مصر من إنشاء المتحف المصري الكبير، وحجم الإيرادات المتوقعة، وكيف سيعيد رسم خريطة السياحة في مصر؟
بدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير في تسعينيات القرن الماضي، وفي عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف، وتم البدء في بناء مشروع المتحف في أيار /مايو 2005، وفي عام 2006، أُنشئ أكبر مركز لترميم الآثار بالشرق الأوسط تم افتتاحه خلال عام 2010، وبعد مرور عقدين من الزمن تم الانتهاء من إنشاء المتحف واعتمد تصميمه على ان تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير.
كانت مصر افتتحت عدداً من قاعات المتحف خلال عام 2025، لكن الافتتاح الرسمي للمتحف بالكامل مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وتتوقع السلطات المصرية أن يرتفع عدد زوار المتحف بعد الافتتاح الرسمي من 5 و6 آلاف زائر يومياً، ليتضاعف 3 مرات، ليتراوح بين 15 و18 ألف زائر يومياً، بنحو 5 إلى 8 ملايين زائر سنوياً، لتبلغ مبيعات تذاكر المتحف المصري الكبير سنوياً 125 مليون دولار.
المتحف المصري الكبير (وكالات)
المتحف المصري الكبير (وكالات)
يقول كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصرية، دكتور مجدي شاكر، لـ”النهار” إن المتحف المصري الكبير يتميز بأنه أكبر متحف في العالم من حيث المساحة البالغة 120 فداناً (500 ألف متر مربع) ويقع على بُعد ميل واحد من أهرامات الجيزة، وأول متحف في العالم يضم 100 ألف قطعة آثار لحضارة واحدة وتزينها مقتنيات الملك توت عنخ آمون، ورغم وجود متاحف فيها نفس الكم من الآثار مثل متحف المكسيك والمتحف البريطاني، لكن المتحف المصري الكبير ينفرد بأن آثاره كلها لحضارة واحدة فقط وليست من مختلف حضارات العالم.
ويضيف شاكر أن من مزايا المتحف أيضاً أنه مقاوم ضد الزلازل، وبه أكبر معمل إقليمي لترميم الآثار وأحدث سبل العرض التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والواقع المعزز التفاعلي، ويقع أمام أحد عجائب الدنيا السبع وهو الهرم الأكبر، والتصميم بالكامل على هيئة هرم يستقبل أشعة الشمس، فهو لا يقارن بأي متحف آخر.
ونوه كبير الأثريين بأن مكسب مصر من بناء المتحف هو استعادة الهوية الوطنية في ظل حروب الفكر وحروب الجيل السادس والسابع والثامن، وحروب احتلال الأرض وتقطيع الجذور، ونحن نرى الكيان المجاور الذي يحاول جاهداً إيجاد تاريخ له بأي ثمن، لذلك علينا حماية تاريخنا وجذورنا وتعزيز الرسالة التوعوية بأن الوطن ليس مجرد حفنة من التراب، وربط الجمهورية الجديدة بأصالة الماضي، لنعرض مصر القديمة في ثوبها الجديد في عهد الجمهورية الجديدة.
ويؤكد شاكر أن المتحف المصري الكبير يُعد مؤسسة ثقافية تضم متحف للآثار المصرية لعصور ما قبل التاريخ حتى 394 ميلادية (نهاية العصر الروماني المتأخر)، وتضم قاعة لذوي الهمم، متحف لمركبي الشمس للملك خوفو، وفي الخارج يشمل المتحف مجموعة من المطاعم والحدائق وسينما وقاعات للمؤتمرات وورش للمحافظة على التراث وثلاث مكتبات، وممشى يربط بين المتحف والهرم، وجاري تطوير منطقة نزلة السمان والظهير الصحراوي، قائلاً “خلال 5 سنوات ستتحول المنطقة بالكامل لأهم منطقة سياحية مؤثرة في مصر والعالم أجمع”.
%100 إشغالات الفنادق المحيطة بالمتحف
يقول وائل شريف، مدير التسويق في فندق الواحة بالجيزة، لـ”النهار” إن إشغالات الفنادق في محافظة الجيزة وتحديداً بمنطقة الأهرامات والمناطق المحيطة بها بلغت بنسبة 100% كما ارتفعت أسعار الحجوزات بنسبة 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ نظراً لارتفاع الطلب عليها من قبل السائحين الوافدين من أوروبا وآسيا والخليج لزيارة المتحف المصري الكبير، وهناك فنادق أغلقت الحجوزات تماماً حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأضاف أن افتتاح المتحف المصري الجديد يمثل نقطة تحول في الاستثمار الفندقي، متوقعاً زيادة غير مسبوقة في عدد الغرف الفندقة بمنطقة غرب القاهرة خلال عامي 2026 و2027، حيث تستهدف مصر إضافة 340 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول عام 2031، لترتفع الطاقة الاستيعابية من 228 ألف غرفة نهاية 2024 إلى 568 ألف غرفة، باستثمارات قيمتها 35.4 مليار دولار، وفق تصريحات سابقة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة المصرية.
وبالحديث عن قطاع السياحة في مصر، قال وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي إن مصر استقبلت 15 مليون سائح في أيلول /سبتمبر الماضي، وسط توقعات بارتفاع الأعداد إلى ما بين 17.5 و18 مليون سائح بنهاية عام 2025، مقابل 15.7 مليون سائح في 2024.
وبحسب رؤية 2030، تستهدف مصر زيادة عدد السائحين الأجانب تدريجياً من 15.8 مليوناً في 2024 إلى 28 مليون في 2030، وصولاً إلى 50 مليون سائح بحلول عام 2050.
17 مليار دولار في شريان الاقتصاد المصري
وتشير توقعات الخبراء إلى تحقيق زيادة في النشاط السياحي تتراوح بين 30 إلى 40% خلال عام 2025-2026، وأن يقفز عدد السائحين الوافدين إلى مصر بعد افتتاح المتحف المصري الكبير إلى 30 مليون سائح سنوياً، وفق تصريحات الدكتور شريف شعبان خبير الآثار المصرية.
وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري ارتفاعاً في الإيرادات السياحية بنسبة 16.3% لتسجل نحو 16.7 مليار دولار خلال السنة المالية 2025/2024، مقابل نحو 14.4 مليار دولار في السنة السابقة، وسط توقعات بارتفاع عوائد قطاع السياحة المصري لأكثر من 17 مليار دولار، بحسب الخبير السياحي عماري عبدالعظيم.
أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير
حددت إدارة المتحف سعر التذاكر للمصريين بـ 200 جنيه (4.21 دولارات)، وللأطفال والطلاب وكبار السن بسعر 100 جنيه (2.1 دولارين)، وللعرب والأجانب (الزوار) بسعر 1450 جنيهاً (30.54 دولاراً)، أما للعرب والأجانب (المقيمين داخل مصر بسعر 730 جنيهاً (15.37 دولاراً)، وللأطفال والطلاب وكبار السن 370 جنيهاً (7.79 دولارات)

(أخبار سوريا الوطن1-النهار)
 syriahomenews أخبار سورية الوطن
syriahomenews أخبار سورية الوطن
				 
 
		 
											 
											 
											
