المتفوقة ملك أحمد: أنصح الطلبة بتنظيم وقتهم والانتباه إلى المدرسين وعدم إهمال أي معلومة

نالت ملك هزاع أحمد من قرية حمين التابعة لمدينة الدريكيش في طرطوس، المرتبة الأولى على مستوى سوريا في الشهادة الثانوية الفرع العلمي، وحصلت على العلامة الكاملة 2700/ 2700.
تحدت ملك الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها عائلتها، فثابرت في دراستها، ووضعت التفوق نصب أعينها، فوصلت إلى تحقيق حلمها التعليمي رغم قلة الإمكانيات، فالإرادة والعزيمة أساس النجاح.
وأكدت المتفوقة ملك أنها تحب العلم وتقدره، فوالدها مهندس مدني موظف ووالدتها موظفة، وأخواها متفوقان في جميع مراحلهما الدراسية، ونوهت بأن وضعهم المادي ازداد سوءاً نتيجة متطلبات الحياة والحرب التي مرت بها سوريا، فاضطر والدها إلى أعمال إضافية، مرة يزرع في الأرض، وأخرى يعمل كسائق سرفيس ليستطيع تأمين متطلبات العائلة.
وأشارت ملك إلى أن تفوقها أتى استكمالاً لتفوقها في الشهادة الإعدادية، التي حصلت فيها على العلامة الكاملة 3100، وكُرمت بمنحة دراسية من مدرسة الخلود الخاصة لمتابعة مرحلتها الثانوية.
وأضافت ملك إنها لم تتلق أي درس خصوصي، وخاصة أنها تعيش في قرية بعيدة عن مدينة طرطوس، والتنقل والالتحاق بمعاهد خاصة يحتاج إلى مال، ولأن واقع أسرتها المادي صعب، حتى في توفير المستلزمات الدراسية والاحتياجات الأساسية، لم تقدم على هذه الخطوة المكلفة، مضيفةً إنها قررت أن تعتمد على دراستها المكثفة، دون الاستعانة بأحد، فبدأت مع بداية الصيف الماضي بالتحضير وحفظ الدروس، وأضافت إنها تابعت الدراسة مع مدرستها أثناء العام الدراسي، وكانت تصغي جيداً للمدرسين أثناء إعطاء الدروس، وما إن تصل إلى المنزل، تقوم بإعادة دراسة موادها دون تأجيل، مؤكدة أن تنظيم الوقت لعب الدور الأكبر في اجتياز العام بسلاسة ويسر.
ونوهت ملك بأن والديها ساعداها قدر المستطاع، رغم ضغوط الحياة، فمسؤولية تأمين أبسط الأشياء كانت صعبة لأن راتب والدها ووالدتها لا يكفيا إطعامهم لأسبوع، إضافةً إلى أن هناك مسؤوليات أسرية إضافية، لم تشأ ذكرها واكتفت بأنها ظروف صعبة ملقاة على أسرتها.
وبيّنت ملك أنها بالمثابرة والعزيمة، وشغفها بالدراسة استطاعت أن تتحدّى ظروفها ونفسها، لأنها تمتلك رغبةً قويةً في أن تُحصل مرتبة تفتخر فيها عائلتها دون أن تستسلم أو تشعر بالإحباط.
وعن طموحها المستقبلي أكدت أنها ترغب بدراسة الطب والتخصص لكي تصبح طبيبة ناجحة.
وتنصح ملك الطلاب المقبلين على دراسة الشهادة الثانوية أن ينظموا الوقت، مع ضرورة الانتباه للمدرسين أثناء الحصة الدرسية، وعدم إهمال أي معلومة أو تفصيل ولو كان صغيراً، وأن يضعوا هدفاً أمامهم، ليستطيعوا تحقيق أحلامهم، والوصول إلى نتائج متميزة ومراتب عليا وأن يكونوا قدوة لغيرهم.