| مايا سلامي- مصعب أيوب
سورية الجريحة، سورية التي يغمرها دم البطولة والشهادة، يتقدم الفنانون التشكيليون والمثقفون والأدباء للتعبير عن الغضب والانتماء، وليقولوا كلمتهم لوطنهم سورية في مصابه الجلل.
«الوطن» استقصت ردود الأفعال على المجزرة التي هزت الضمير الإنساني وأدمت الإنسان السوري وكانت كارثة سوريّة بكل المعاني.
عمل إجرامي وبغيض
نائب رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين لينا ديب: «يبدو أن قدر سورية أن تكون مستهدفة، يجري كل هذا وسط عالم أخرس، فما سال من دم شهدائنا وجرحانا سقى الأرض طيباً وريحاناً.
يا وجع القلب على ما جرى، على هكذا مشهد، صناع المجد والتاريخ بعد أن أقسموا على حماية أمن وأمان البلاد فارقوا الحياة مباشرة، وارتقت النجوم من الأكتاف إلى العلياء، نفد الكلام أمام ذلك المشهد.
نحن كفنانين تشكيليين ندين هذا العمل الإجرامي البغيض ونستنكر جميع الأعمال التي تزعزع أمن سورية واستقرارها ووحدتها».
حزن كبير
أمين سر الاتحاد العام للفنانين التشكيليين غسان غانم: حزن كبير، والكلام وقف أمام هذه الفاجعة الكبيرة، للأسف خسرنا مجموعة من خريجي الكلية الحربية بأيدي نازيين وسفلة ظنوا أنهم بهذا الفعل الإجرامي سيقضون على الشرفاء والمناضلين، لكنهم فشلوا في ذلك لأن الدولة السورية ستبقى مستمرة بقيادة الرئيس بشار الأسد الذي سيكون أملاً للمستقبل القريب والبعيد.
الفنانون التشكيليون لديهم حس مرهف حيال هذه الفاجعة أكثر من أي شخص آخر، ومن قام بهذا الفعل لا يعرف الله، الرحمة لمن استشهدوا والشفاء العاجل للجرحى وأتمنى أن تزدهر سورية لتنير مشاعلها في كل دول العالم».
ستبقى ولّادة
عميد كلية الفنون الجميلة في دمشق د. فؤاد دحدوح: «الرحمة والسكينة والسلام لأرواحهم النقية والطاهرة والشفاء العاجل لجرحانا، هذا عمل إجرامي وإرهابي حقير مدعوم من دول كبرى للنيل من هذا البلد العزيز، إلا أن سورية ستبقى ولادة بأدبائها وأسودها وفنانيها مهما جار عليها الزمن».
عمل غادر
الفنان التشكيلي د. سائد سلوم: «إن ما جرى في الكلية الحربية هو عمل غادر إجرامي غير إنساني، واستهداف مجموعة من الناس فيهم الشباب والأطفال والنساء والشيوخ، فيهم العائلات والأسرة بكامل أفرادها، إنما هو عمل جبان ظلامي.
المجد والخلود والسلام لأرواحهم التي ارتقت نبيلة وهي تحضر نفسها لأن تكون سياجاً منيعاً للوطن، وهؤلاء هم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، وهم الذين قرروا أن تكون أرواحهم فداء لأرواح الآخرين، ونذروها لأن تكون قرباناً للوطن وأهلهم وشعب سورية الصامد.
الرحمة لأرواحهم الطاهرة التي وحدت قلوب السوريين في دمعة صافية، وأوجعت كل من له قلب إنسان».
مجزرة مروعة
الفنانة التشكيلية د. كندة معروف: «لا أعرف إلى متى سيبقى الشعب السوري يستيقظ على كارثة فما إن يتناسى وجع وألم الكارثة التي قبلها حتى يأتينا ما هو أكثر وجعاً، لكن أمام تلك المجزرة المروعة حقاً يعجز الكلام، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون لكن الوجع الأكبر الذي سيبقى في قلب كل عائلة سورية اليتمُ، والأمهات الثكلى، والفقد، ولا أعرف كيف سنتجاوزه.
سورية تنتحب ولا أعرف من ذا الذي يطربه ذلك النحيب، سورية تنتحب لأنها شعب واحد وقلب واحد، وبقدر ما توجعنا هذه الضربات المؤلمة ستقوينا، سورية البلد الصامد صاحبة أقدم سيمفونية في العالم وصاحبة أول أبجدية في العالم، ذات التاريخ العريق والجذور الراسخة، ستبقى شامخة مهما حاولتم أن تقطعوا أوصالها.
بالفن وبالعمل ستبقى سورية صامدة وشامخة كما يحبها شعبها أن تكون سنبنيها وسنرمم كل ما هو تالف مهما عظم وكبر الوجع سنرمم آلامنا لنبني سورية كما نريد ليس لأجلنا نحن بل من أجل أبناء الشهداء وأحفادنا.
أتقدم بخالص العزاء لأسر الشهداء وللشعب السوري على هذا المصاب الأليم».
حرب قذرة
الفنان التشكيلي عصام المأمون: ما حدث كبير جداً وفطر قلوبنا ومشاعرنا وأعصابنا، وهناك مخططات كبيرة ضد منطقتنا وبلدنا لاستنزافها من كل الجهات، ونحن نواجه قوة لا تؤمن بأي شيء حضاري أو إنساني أو فكري، والمواجهة يجب أن تكون فعلية وسريعة بنشر الوعي وتوقيف هجرة الشباب وتحفيز الجميع على المحبة والتعاون والصبر والتفاني من أجل وطن أقوى ومعافى لأننا نملك الكثير والأغلى.
لن نرحل وسننجب من يدافع ويحب ويتفانى من أجل وجودنا وستثبت الأيام أننا الأفضل والأقوى لأننا نملك الإنسانية والثوابت الحضارية، وأنا كفنان تشكيلي أحاول نشر تلك الرسالة من خلال أعمالي ولم أتوقف عن ذلك منذ أول يوم من بدء تلك الحرب القذرة، بالوعي والحب سنكون».
حزين جداً
الفنان التشكيلي موفق مخول: «أنا حزين جداً على ما يجري في وطني وخاصة حادثة الكلية الحربية، أنا فنان أكره الموت وأكره القاتل وأحب الحياة والجمال وأعشق الزهور والعصافير، لكن مشهد الكلية الحربية أدخل الحزن إلى روحي.
ومنذ بداية الحرب منذ عشر سنوات ولوحاتي فيها حزن وإنسان خائف ومرعوب، وأتمنى أن تأتي أيام أرسم فيها الزهور والعصافير والفرح.
الرحمة لجميع شهداء الوطن..».
نفاق وخداع
أكد المدير العام للمؤسسة العامة للسينما مراد شاهين على أن ما حدث لا يمكن وصفه إلا بالجريمة النكراء وإن دلت على شيء فإنما تدل على الروح الإجرامية التي تسكن تلك الجماعات المسلحة ومن يقف وراءهم من ممولين وداعمين إضافة إلى أنها دليل واضح على نفاقهم وعدم التزامهم بوعودهم وإفلاسهم الحقيقي وعدم استفادتهم من الدروس والعبر وما حصل سابقاً.
وشدد على أن هذه الجريمة لن تزيدنا إلا قوة وعزيمة وإصراراً على تحرير سورية حتى آخر شبر من أراضيها من أيدي جماعات كهذه ومن سطوة مشغليها وداعميها، ولا بد أن ما نراه اليوم على أرض فلسطين المحتلة هو أكبر برهان على أن محور المقاومة لن يركع في يوم من الأيام ولن يزداد إلا قوة وإصراراً على تحرير الأرض وحماية العرض حتى استعادة الحدود الأولى كاملةً ونحن كلنا أمل بالجيش العربي السوري في تحقيق ذلك ولاسيما في ظل القيادة الحكيمة.
جريمة لا إنسانية
وحول ذلك أفاد قائد الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية المايسترو عدنان فتح اللـه أن ما شهدته حمص ظهر يوم الخميس لا يوصف إلا بأنه جريمة بمنتهى الوحشية، وقد كانت السماء مليئة بالنجوم فرحاً بقدوم أولئك الأبطال الذين أتوا ليتقاسمون الفرح مع عائلاتهم وأصحابهم ولكن يد الغدر تأبى ذلك وكان أن سقطوا شهداء، وما يمكننا قوله هو الرحمة لأرواح الشهداء الأبطال والشفاء العاجل للجرحى والمصابين والصبر والسلوان للفاقدين، وركز على أن الهجوم مصاب أليم وجريمة لا إنسانية وخصوصاً أن الشهداء كانوا ينطلقون لتحقيق آمالهم ويشقون طريقهم نحو المستقبل ومن أجل الدفاع عن الوطن والعرض والأرض وهو ما أوجد صدمةً كبيرةً في قلوبنا جميعاً وأدمع عيوننا ولكن هذا بالتأكيد سيزيدنا عزيمةً وقوةً وهو ما أثبتته السنوات الماضية ولعل ما جعلنا نصمد ونتابع تحرير أراضينا هو إيماننا الراسخ بأننا أصحاب حق ومتجذرون في هذه الأرض بقوة.
فداء للوطن
كما أشارت الكاتبة والمترجمة آلاء أبو زرار إلى أن أول ما يتبادر للأذهان لدى ذكر المجموعات الإرهابية في أية بقعة في العالم، هي أنها المسؤولة عن بث الذعر في نفوس من تعاديهم. لكن الحال في وطني مختلف كلياً، فمن يمارس فعل الإرهاب هو الطرف الذي يناله النصيب الأكبر من الخوف والرهبة. الجميع في سورية قد سأل نفسه هذا السؤال لدى وقوع المأساة: إلى أي حد هم خائفون؟ إلى أي حد ترعبهم فكرة ولادة حربة جديدة تُقحم في أعينهم الدنيئة؟ نعم، هم خائفون أكثر من الخوف نفسه. من عادى سورية بات اليوم خائفاً إلى حدّ الوصول به لتقصّي موعد بزوغ أولى براعم القوات المسلحة في المدرسة الحربية في حمص، لتطال طائراته الجبانة الحاضرين في حفل التخرج غير آبهة لأي اعتبار إنساني ولا مفرقة بين مدني وعسكري. فعل دنيء عهده السوريون منذ بداية الحرب على سورية يشبه الكثير من الأفعال التي لا ترقى لأفعال الرجال. فالرجل الشجاع صاحب الحق والقضية الشريفة التي لا غبار عليها، يقف أمام غريمه وجهاً لوجه ولا يقبل بالغدر ولا أن يكون بيدقاً تحركه أياد خارجية باتت معروفة للقاصي والداني. ناهيك عن رفضه بأن تسيل قطرة دم واحدة من أخيه السوري شريكه على أرض هذا الوطن.
وتابعت أبو زرار: من خطط ونفذ هذه الجريمة النكراء نام ليلته قرير العين ظناً منه أنه ضرب فأوجع، لكنه نسي أن هذا الشعب قد جُبل على منح كوكبات الشهداء.
أجيال من السوريين نشأت وتربّت على مسلّمة لا ريب فيها: أرواحنا نضعها على أكفنا فداء للوطن. ولئن سأل سائل من نكون فسيجد الإجابة في أرشيف من العطاء على مرّ سنوات من الحرب. هذه أم ودّعت ابنها وهذا أب دفن طفلته وتلك أخت زغردت فوق دماء أخيها. مفارقة لا يفهمها أعتى الخبراء النفسيين: كيف يمكن أن نبارك لمفجوع بدلاً من أن نقدم له التعازي؟ وهنا يكمن إكسير الحياة على هذه الأرض المقدسة التي علمت شعوب الأرض أن الشهيد يرتقي ولا يقع.
المجد للشهداء
الدكتور والمترجم منتجب صقر أوضح أنه لا يمكن تسمية ما حصل في تفجير الكلية الحربية بحمص إلا بالعمل الإرهابي الجبان الذي ينال من هيبة مؤسسة وطنية هي الأقدس في بلدنا. الجيش الوطني لدى كل شعوب العالم هو خط أحمر لا يمكن المساس به، هذا ما يجب أن يتشكل في وعي وذاكرة الجيل الحالي. في بلدنا اختارت النفوس الإرهابية الرخيصة النيل من كرامة وهيبة مؤسسة الجيش وقتل شباب أبرياء مع ذويهم الذين أتوا ليحتفلوا بتخرجهم. هناك من لا يريد السلام لسورية، هناك أيادٍ قذرة لا تهنأ إلا بالتخريب وإشاعة ثقافة الموت والقتل، وهذا بعيد كل البعد عنهم وعن الدول المجرمة التي تساندهم، لأن الشعب السوري شعب مثقف سليل حضارات قديمة وقد اختار إرادة الحياة وتسامى على الجراح ولا يمكن أن يضعف أو يستكين.
المجد لأرواح الشهداء، الشفاء للجرحى. سورية لك الرفعة والسمو والنصر القريب.
الإرهاب الغادر
كما بين عميد كلية الآداب في جامعة قاسيون الخاصة الدكتور عدنان عزوز أن يوم الخامس من تشرين الأول لعام 2023 سيبقى في ذاكرة السوريين يوماً اتشح بالسواد بعد أن زفت سورية كوكبة من نجوم القوات المسلحة إلى السماء. كانوا يتأهبون للتخرج من الكلية كي يكونوا صقوراً يقارعون العدو في ساحات الوغى إلا أن يد الإرهاب الغادر أرادت أن تسبقهم كي لا يقوموا بقطعها فاستقبلتهم السماء نجوماً زينوا جيدها وأنشودة خالدة ترتلها شفاه السوريين أن هؤلاء الشهداء صعدوا إلى الرحمن قرباناً لسورية وأن موعدهم مع الشهادة قد أزفت ساعته فهم عاهدوا اللـه والوطن أن يفدواه أرضهم بدمائهم وكان لهم ذلك. في هذا اليوم كلي ثقة أن دماءهم ستزهر نصراً مؤزراً يلف حياض الوطن ويسوره إلى الأبد.
كل الرحمة والخلود لشهدائنا من عسكريين ومدنيين والذين سقطوا في المجزرة الدنيئة التي قامت بها العصابات الإرهابية في حفل تخريج الضباط في الكلية الرحمة لجميع شهداء الوطن..».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن