سمير حماد
هل التاريخ صنعته الأوهام ياترى ؟ هكذا قالوا ….. لااعتبر هذا ذمّاً للتاريخ , إذ ليس هناك ما هو أجمل من الأوهام , لأن جذورها ضاربة في الحقيقة …مع انني لست من القائلين بان المثقفين هم صناع الوهم …….بل هم خائطو الحقائق ….
المثقف , يمضي حياته في محاولة تغيير الواقع , إلى الأفضل , وعدم الاستكانة لهذا الواقع , أو الاستسلام له ….أو تبريره ….
لكن مأساة بعض المثقفين , أو محنتهم , هي عدم قبولهم الاختلاف , وهذا يؤدّي بهم الى مستنقعات النفاق والجهل (فالله خلقنا مختلفين , ولو شاء لجعلنا أمة واحدة ….. )
حرية الفكر والاعتقاد قيمة ترتقي بها البشرية والامم , يجب احترامها ….وبغيابها تتراجع حرية البحث عن الحقيقة , والتجديد والاجتهاد , ومواجهة تزييف العقل والوعي والمعرفة …….
المنطقة تعيش فترة تحول سريع كما نلاحظ ……….. اختلاف على جميع المستويات , فإذا لم نقبل به , سنصطدم (وهذا ما يجري الآن ) ويبدأ كيل التّهم , كلٌّ للآخر , والمستفيد الوحيد , قوى الشرّ من التكفيريين ، الالغائيين والاقصائيين، الذين لا يعترفون بحق أحد في الرأي , ولا في الحياة ان اختلف معهم …نعيش حالة اختلاف حتى في تصوّرنا للحاضر والمستقبل …..في السياسة والاقتصاد , وحقوق الانسان ….
الصحيح هو ان نفكر ونخطئ , لاأن نكفّر , ونقصي ونهمش …..وإذا لم نتفق على مبدأ الحوار والاختلاف , سوف يزداد العنف وسيحصد المزيد من الارواح , ويوقع المزيد من الخراب , فليس لأحد أن يقول , أنه وصل الى الطريق الحق , أو أن لديه التصور الصحيح وحده عما يجري , دون سواه …..هؤلاء يميلون للتكفير لضيق عقولهم , وقضية التكفير قضية تدعو للسخرية والضحك وهي في الآن نفسه مدمّرة للوطن والانسان ….وأتباعُها هم تنانين العقائد والأديان المرعبة وأفاعيها…..
لقد ضيع هؤلاء الشعرة الفارقة بين الحرية والفوضى , وبين النقد والنميمة,
بين ماء النبع والفيضان , بين نار الدفء وحريق الغابة ,
هذه النقائض والاضداد التي نعيشها ,لم تنجب سوى المسوخ والمشوّهين ,
والمتسوّلين الذين لايفكرون بما هو ابعد من وجبتهم القادمة….
إن غياب المثقفين والنُّخب من أكثر الفضائح الأخلاقية في هذا العصر …
(موقع اخبار سورية الوطن-1)