سمير حماد
بين المثقف وشبه المثقف , مسافة بعيدة وزمن طويل , فإذا ما اراد المثقف ان يكون فاعلا, غير جامد , فعليه ان لا يوظّف ثقافته في الاتجاه الخاطئ من التاريخ , أقصد في الجانب المعادي للمجتمع , كما يحصل مع بعض المثقفين في هذه الأيام …… بل عليه أن يدعم حركة الناس في سبيل التحرر … متسلّحاً بالعقل والمنطق النقدي , فلا يُبقي عقله مستكينا مستريحا, يقبل كل ما يُقدم إليه , مغلّفا قبوله , بتعابير الموضة الثقافية , ومقتنعاً بأن مجتمعنا غير قابل للحداثة ……
لقد صادر القمع و الاستبداد , التاريخ العربي الحديث والثقافة العربية , فتحولت اليقظة العربية إلى استكانة للعقل العربي في القرن العشرين وحتى الآن ….وهما أداتان من أدوات الهيمنة الاستعمارية , التي انتجت ثقافة استهلاكية لا معنى لها ولا مغزى , بل انتجت فكرا استطاع السيطرة على العقل العربي حتى اللحظة …… والمثقفون يقع عليهم اللوم لأن الحراك الشعبي , يسبقهم , والمأزق الفكري هو مأزق مثقفين , لا مأزق ثقافة , حيث لا نستطيع تصور المثقف إلا في الصفوف الأمامية للنضال من أجل التحرر والديموقراطية , وحقوق الانسان والتوزيع العادل للثروة , وهذا النضال يتّخذ اشكالا كثيرة , تفرضها الظروف الاجتماعية والسياسية التي يناضل المثقف , كي يغيّر فيهما عبر مواقفه النقدية , إزاءهما بلا خوف أو وجل …..المثقف الحقيقي لا يتوقف عن طرح الاسئلة الملحة والتساؤلات المقلقة المفزعة الناطقة بلسان الغيورين على الوطن …
-هل سيمر العالم من هنا , قبل ان نتلاشى وتذهب ريحنا في الجهات ؟
-الى متى ستظل الفجوة تتسع ,ما بين الحياة وما بيننا ؟
-كيف غادرت قوافل النور …الى الجزر البعيدة صامتة ..وأوغلت حتى الممات ؟
-من سن على الكائنات , قانون الالم ؟
-كيف صار الناس ,كقطيع الزرائب ,أو دواجن الأقفاص ؟
-من توّج الظلام, أميرا للنهار ؟
كما أنه ، اي هذا المثقف, لا يفقد ثقته رغم كل هذا الالم وكل هذا السواد، بالسلام والأمان ، وعودة الحياة إلى أبناء الحياة …
ٱه يازمن ، لم يبق سوى الجنون والفوضى …
لم يبق من مجدنا , سوى حُفنةٍ من تراب ….
نلوذ باليأس حينا , وأحياناً بالأمل….
نبتهل حين نستيقظ من رفاتنا , كي يعمَّ السلام , والامان …
تعالوا نطرد من سمائنا الضباب والغربان ….
ونرسم بالألوان والفرح ….أسراباً من العصافير والأطفال ….وأقواس قزح …….
(أخبار سوريا الوطن-1)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
