سمير حماد
ليس يعنيني من المثقف ان يكون كاتبا او شاعرا , قدر ما يلفتني فيه , الدور الذي يقوم به في المجتمع , اقصد الدور التنويري , المعرفي , الذي يسهم في بلورته ونشره , ومدى اسهامه في توعية الناس , وقيادة الحوار , والتشجيع له , والدفاع عن الرأي الآخر , وحمايته …..بل ما يهمنا أكثر في هذه الظروف , مدى ارتباطه الانساني , وكشف العقبات المعرقلة للنهوض بالمجتمع , ومحاربتها والتصدي لها , مهما كانت المخاطر كبيرة …..
الثقافة ليست الكتب التي نقرؤها , ولا الكتابات التي نكتبها وننشرها في هذه المجلة او تلك الصحيفة , على الرغم من اهمية هذا الأمر , لكن الثقافة بمعناها المعاصر , وفي هذه الظروف بالذات , هي تلك التي تحمل الفكر النهضوي , وتحض على الفكر العلماني , وحقوق الانسان , والاعتراف بالآخر, ومحاربة الفساد , والتفرّد بالسلطة , والدعوة إلى تداولها , بل هي تلك التي تعلم , كيف تكون الحياة , وكيف يجب ان تُدار شؤون البشر فيها ….
لا يقبل عاقل ان تبقى الثقافة مخبّأة في الأسفار والكتب , والمجلات والصحف , بل على المثقف ان يغطي بثقافته , كل شؤون الحياة ومجالاتها , كي يعم الوعي ….دون أن ينسى مراجعة أفكاره بين الحين والآخر , كي يواكب الحراك الثقافي العالمي , للوصول الى المعرفة المعاصرة وفهمها وتفهّمها , والتحاور مع العالم الذي ندور في فلكه وننتمي اليه . …
(موقع أخبار سوريا الوطن-٢)