آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » المحتوى الرقمي .. بيئة دعم جديدة للتحرير الصحفي

المحتوى الرقمي .. بيئة دعم جديدة للتحرير الصحفي

حسين صقر:

بات معروفاً أن التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات وتقنيات الاتصال أدخل على أنواع و فنون التحرير الإعلامي أشكالاً صحفية جديدة، ولاسيما في ظل التوسع التدريجي للصحافة الإلكترونية، وذلك نتيجة انتشار وسائل التواصل المتعددة وتطبيقاتها التي تتطور يوماً بعد آخر، و تترك آثارها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتقنية واضحة على سلوك وذهنيات المتعرضين والمتلقين لتلك الوسائل، وهو ما أجبر من يمارسون مهنة المتاعب، وهواة وحرفيي البحث والتقصي على ضرورة تعلم مهارات جديدة، وخاصة في مجال الصحافة الاستقصائية، و جمع البيانات واستطلاعات الرأي، والتحقق من المحتوى، وإنتاج أعمال صحفية تجمع بين النص والصوت والفيديو، بالإضافة لفنون الخبر والحديث والتقرير والريبورتاج الصحفي.
وبالتالي فإن تأثيرات الثورة الرقمية والوسائل الإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية بدأت تشكل بصماتها على العمل الصحفي، بشكل كبير ، ولم يسبق له مثيل، و لهذا كان لابد من الاستفادة من المصادر الإلكترونية في ممارسة المهنة، مع تعزيز كل ذلك بنماذج عملية، ليبقى السؤال، هل انتهى عصر الصحافة الورقية؟ فهذا السؤال يشغل بال الكثيرين، وفي الإجابة عنه توقعات وسيناريوهات عديدة ومتنوعة، ولكن سواء كان التخطيط للعمل في الصحافة الورقية أو الالكترونية، فإن الأصول والقواعد التحريرية تكاد تكون واحدة مع اختلافات تفرضها طبيعة الوسيط، حيث لا تختلف الفنون الصحفية عما رسخته المعرفة العلمية من خلال الأسس النظرية، و عما أثرته الممارسة العملية في بلاط صاحبة الجلالة،
خاصة و أن النشر الرقمي أصبح من الرهانات الرئيسية للبحث العلمي، بل بات يشكل أهم تحدياته الجديدة، وعليه فإن الرقمية صارت بالفعل تعمل على إعادة تشكيل العملية الكاملة لإنتاج المعرفة ونشرها والتحقق من صحة محتواها.
وكي لا نطيل الحديث النظري عن المحتوى الرقمي، لا بد من معرفة ما تتضمنه المادة الرقمية، أو التي يتم تحريرها الكترونياً، وما الشروط الواجب أن تتحقق فيها، بالإضافة للمصطلحات التي لا غنى عنها في صناعة المادة، والتي أولها المحتوى الرقمي نفسه، والذي يعني الرسالة التي تستخدم للوصول إلى المتلّقي وذلك بمجموعة من الكلمات والدلالات والأفكار والرموز، وكلها يمكن أن تقدمها النصوص المكتوبة، والصور، ومقاطع الفيديو، والإنفوغرافيك، والكتب الالكترونية، والملفات الصوتية بأنواعها كذلك، والتي يمكن أن ندعم المادة من خلالها.
بالإضافة لذلك مراعاة ظروف الجمهور المستهدف، وتسهيل طريقه للوصول إلى المعلومة، من خلال استخدام الكلمات السهلة الفهم، وتوضيحها في أبواب خاصة لمعرفة معناها، ومراعاة ذلك من خلال التنسيق الصحيح والحرف الواضح والتدقيق اللازم نحوياً وإملائياً.

la10.jpg
بالإضافة لماسبق استخدام عملية التدوين، أي إبراز التاريخ وتعويم الزمن ليصبح واحداً من أهم عناصر التسويق وجلب القراء والعملاء.
كذلك إنتاج المحتوى بطريقة تؤهلّه للظهور في مراتب متقدّمة على محرّكات البحث، ويكون ذلك من خلال البحث عن الكلمات المفتاحية ذات الصلة بموضوع المقال، وتقسيم المقال إلى عناوين فرعية، وإضافة الروابط الداخلية والخارجية، والأهم من ذلك كله، هو الكتابة للقارئ واستهدافه، لا لبرمجيات محرّكات البحث، وكذلك العناوين الرشيقة والشيقة والقصيرة، وحث القرّاء على المشاركة والتفاعل والدخول إلى المحتوى من خلال الكلمات الدالة التي تسهل عملية البحث، والترويج ووضع التصور لشخصيات المتعاملين، والتسويق عبر البريد الإلكتروني والروابط المشتركة، ثم تقيبم المحتوى لمعرفة آراء القراء وتعليقاتهم والردود عليها، من خلال جدول يتضمن الملاحظات، وإفساح المجال للإعلان والترويج ضمن المواد التي تحقق أكبر نسبة متابعة.
ويتضمن المحتوى الرقمي أيضاً ما يسمى بالوسوم، أي الكلمة التي تستخدم لتمييز المحتوى عن غيره، كما أنها تسهّل على المستخدم تصنيفه والعثور عليه بسرعة.
وهناك انواع من المحتويات الرقمية كالدائم والموسمي الذي يتكرر كل سنة أي في المناسبات على اختلاف أنواعها، وهناك الرائج أو اللحظي الآني، مع مراعاة مايسمى القص الرقمي، توظّف العاطفة والحكاية في المحتوى، كما هناك القص الرقمي والذي يمكن من خلاله استخدام عدة وسائل من المحتوى لإثراء النص، كالإنفوغرافيك والصور ومقابلات الفيديو، وتوفير الفرصة لإعادة نشر المحتوى في مواقع أخرى.
وختاماً لقد كانت الكتب هي الوسيلة الرئيسية لنشر المحتوى العلمي، أما اليوم فالرقمية تقدم نفسها كبيئة دعم جديدة تعيد تشكيل طريقة إنتاج البحث وكيف يتم تشكيله وتدويره في المجتمعات العلمية.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لهذا العام فقط وللمرة الأخيرة… التربية تسمح للطلاب النظاميين في الصف الثالث الثانوي بتغيير دراستهم بين الفرعين العلمي والأدبي

    أعلنت وزارة التربية أنه يسمح للطلاب النظاميين الدارسين في الصف الثالث الثانوي بتغيير دراستهم بين الفرعين العلمي والأدبي للعام الدراسي 2024- 2025 خلال ...