الرئيسية » مجتمع » المدرسة والأساليب الجديدة

المدرسة والأساليب الجديدة

عبير محمد:
مع عودة أطفالنا ثانية للمدرسة تعاني الكثير من الأسر من أجل تأمين نفقات أطفالهم ولوازمهم الأساسية كي يستطيعوا مواكبة رفاقهم على مقعد الدراسة، ففي كل صباح يجبر الأطفال على الاستيقاظ باكرا من أجل الذهاب للمدرسة لأن التعليم الأساسي مازال تعليما إلزاميا، ومن هنا نجد أنفسنا مضطرين لإقناع أطفالنا بضرورة حب العلم والتعلم وتحفيزهم للاستيقاظ باكرا، ولكن في كثير من الأحيان لا يصدقون ما نشرح ونحكي ونؤكد لهم عن ضرورة العلم وأنه طريق الرفاهية والسعادة والتغلب على الصعوبات التي تواجهنا كل يوم في واقع مثقل بالهموم والمتاعب فرضته ظروف حرب قاهرة.
وأنا كأم أجد نفسي مرهقة إلى حد ما بين تلبية متطلبات الحياة اليومية ومتابعة دروس أطفالي يوميا وملاحقتهم بكتابة وظائفهم.
*التعليم الحديث
في نظريات التعليم الحديث نرى كيف تحول العالم وتحولت معه أساليب التفكير وتغيرت أنماط وسلوكيات المجتمعات وبفضل العلوم الإنسانية استطاع العلم الحديث التمييز بين الأدمغة البشرية وقدرة كل دماغ إنساني على التعامل مع المشكلات الذهنية بطريقة مختلفة، فعلى سبيل المثال الاشخاص الذين يعانون من ما يسمى (الديسلكسيا Dyslexia) هذه الفئة من الأشخاص تكون قدرتهم على استيعاب اللغة ضعيفا جدا يعني عسر القراءة، وظاهرة أخرى تدعى (الدسكلكوليا Dyscalculia) هذه الفئة من الأشخاص اسمها ( عماء الأرقام أو خلل الحساب) وهبها الله في دماغها أشياء أخرى على القيام بها أو فعلها إذا بقيت تلك الفئتان في ذات المدرسة مختلطة مع الفئات الذهنية الأخرى في ذات مقعد الدراسة فإنها لن تحتمل ولن تستطيع استيعاب المادة الدرسية كباقي الأطفال، لذلك لابد ولا مفر الأن وبأسرع وقت من دراسة أدمغة ومنهج تفكير الطلاب من أجل اعطائهم منهجا دراسيا يتواكب مع مواهب وقدرات ذهنية كل طفل على حدا.
لا بد أن نوجه أطفالنا وخاصة في هذه المرحلة للتعليم المهني الذي سيساعدنا ويساعد الآباء والأمهات على ضمان مستقبل أطفالهم وتخفيف الأعباء المادية وتوفير الكثير من الدروس الخصوصية والتي لاتجدي نفعا سوى الكثير من الشهادات الجامعية التي ينقصها الإبداع.
ولكليات القمة رغبة منهم في الحصول على المنصب الاجتماعي ولما تدره تلك الكلية من دخل مرتفع ومكانة مرموقة بالمجتمع.
لو أن التعليم يتوجه منذ بداية الطفل لتعزيز مواهبه والكشف عن طريقة تفكير دماغه وتوجيهه في المنحى الصحيح ليؤهله ليكون عضوا ناجحا في مهنته.
فالنجاح في الحياة المهنية وما يتبعه من تطور المجتمعات الإنسانية ليس مرتبطا بتفوق مهنة معينة على أخرى فمهنة الميكانيكي الذي يقضي يومه بين محركات وزيوت السيارات ليس بأقل قيمة من الطبيب الذي يفتح عيادته لينتظر مرضاه.
وليس عامل النظافة الذي يساهم مساهمة فعلية في تجميل شوارع الوطن ليس بأقل قيمة من أي شخص آخر كل يساهم من مكانه الصحيح بمعرفته وخبرته بتحسين وبناء وطن منهك ، فلذلك علينا البدء ببرنامج مكثف في كل الوطن للكشف عن مواهب أطفالنا وقدراتهم الذهنية وتوجيهها نحو ميولها وقدراتها لتكون في النهاية أشخاص قادرة على النهضة وإعمار سورية.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...