آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » المرأة السورية.. بين الحاجة والطموح

المرأة السورية.. بين الحاجة والطموح

غصون سليمان:

 

في رحلة البحث عن المعرفة تختار لك الحياة ومن غمار التجربة وجوهاً رسمت حلمها بعناية وهدوء لتصبح ذات شان في مضمار العمل، ولأن المرأة السورية تتميز بالحكمة والقدرة على العطاء في أحلك الظروف نجدها كيف تجيد صناعة الأمل قولاً وفعلاً.

 

في هذه السطور نتوقف عند مسيرة السيدة ندى غيبة، عضو مجلس الإدارة في الجمعية الكيميائية السورية، والمدير التنفيذي للمركز السوري الألماني، وكيف حققت رغبتها الوظيفية بالتدرج.

 

 

 

تذكرغيبة أنها حين كانت في الصف الحادي عشر جعلت من حبها لمادة الكيمياء منهاج حياة لمستقبل واعد أنجزته بالتصميم والاجتهاد، وأن الفضل الأول فيه يعو د بالدرجة الأولى إلى أستاذ المادة، الذي كان له بصمة إيجابية في جعلها “تعشق” مادة الكيمياء، كما يقال من خلال أسلوبه ومعلوماته الغزيرة، إذ حصلت الطالبة ندى حينها على علامة 20 من 20، هذا الرقم من العلامة التامة دفعها للقفز إلى الواجهة في استمرار تفوقها في الثانوية العامة وتختار فرع الكيمياء في جامعة دمشق.

 

وخلال السنوات الأربع للاختصاص، نالت الدرجات التامة وتخرجت بامتياز من الكلية، رغم رهان البعض بشكل سلبي على اجتياز السنوات الأربع، وبينت الكيميائية غيبة في حديث شيق “للثورة” أن خوضها لحياة التدريس كان كافياً لأن تعيد وتصقل كل المعلومات التي تلقتها في حياتها العملية والنظرية.

 

وبعد فترة من تجربة التدريس انتقلت في عملها إلى مخابر البحوث العلمية الزراعية، والتي كانت مجهزة بشكل كامل بالتجهيزات المطلوبة، والمناسبة لتوسيع الأفق والتحفيز على استمرار التجدد العلمي وفق كل اختصاص ومكان عمل، وذلك من خلال إجراء الكورسات والدورات الاختصاصية، والتي استمرت من عام 1998 – 2003، وهي تتدرب بما يرضي شغفها وصقل مهارتها.

 

وأكدت غيبة أنه خلال الفترة ما بين 2004 2005 كان لديها كورس مميز تقدمه كل يوم سواء مع منظمة الفاو أو هيئة الطاقة الذرية، أو غرفة الصناعة، إضافة إلى مسؤولية الإشراف على ضبط الجودة بمخابر البحوث الزراعية في جميع المحافظات.

 

تعزيز الاختصاص

ولأنها لا تستطيع أن تكمل مسيرة حياتها دون العمل ومتابعه شغفها في المخابر، دخلت إلى المركز الألماني السوري لتعزيز هذا الاختصاص بإشراف نخبة من الاختصاصين السوريين، الذين يحملون الجنسية السورية وتابعوا الاختصاص في جامعات ألمانيا والذين أسسوا المركز لتصبح المدير التنفيذي له.

 

لطالما كان لديهم الحافز لتفعيل كل شيء مفيد ليكون جسراً يربط بين سوريا وألمانيا سواء من الناحية الأكاديمية، أو لناحيه سوق العمل، بغية ردم الفجوة التي أرادوا ترميمها ما أمكن من خلال التعاون بين المركز في سوريا، وبينهم بألمانيا، في محاولة للحفاظ عليها وإيصالها بالطريقة الإيجابية، خاصة وأن لديهم الرغبة الكبيرة لإيصال كل شيء مميز لدعم حاجات الشباب السوري الطموح إلى المعرفة والابتكار، وذلك انطلاقاً من الثغرات التي واجهتهم في ألمانيا على صعيد التعليم من حيث الاختصاصات والمعلومات، التي لم تكن كافية بما يناسب الرغبة وامنيات المستقبل، لذلك كان أحد أهداف الشباب السوري في المغترب هو سدّ الفجوه ما بين سوق العمل والحالة النظرية في الجامعة.

 

تعاون مثمر

ندى غيبة ذكرت أن المركز احتضن العديد من الفعاليات المجانية التي أقيمت فيه، كما تم عقد اتفاقيات التعاون مع غرفة الصناعة، والجمعية الكيميائية السورية، ومركز البحوث الزراعية، لمعرفة ما هي التجارب والاختبارات التي تحد من الغش او التلوث، والأمن الصناعي، أي ضبط كل شيء له علاقة بالصحة والحياة، حيث التدريبات، شاملة من قبل اختصاصيين أكفاء، في مجال الأغذية والأجهزة، والأدوية البيطرية، بمعنى كيف نختبرها ونكتشف جودتها، وكيف نحافظ على الأمن الصناعي.

 

وأضافت: إنه يتم أيضاً إجراء الاختبارات الكيميائية لمعالجة المياه، حين حدوث أي تلوث، إضافة لاختبارات التربة والنبات والأسمدة واختبارات الميكروبيولوجي، فلدينا الدليل الكامل.

 

تقول الاستاذة غيبة لإيصال الرسالة المطلوبة من كيميائيين في جميع المجالات، حتى الإنشائية منها تدخل فيها اختبارات الكيمياء كعنصر فعال في الكشف عن المساحة الجغرافية عند تشييد البناء، إذ يجب معرفة نوع التربة والأرض المراد التشييد عليها.

 

واصفة في هذا السياق الكيمياء في حياتنا كما شريان الدم والأوكسجين في الجسد يوزع على كامل الخلايا والأعضاء، بمعنى لا يوجد فكرة علمية دون كيمياء، ففي الطب البشري الذي يعتمد في جوانبه على سبيل المثال لا الحصر، على السيرومات السكرية والملحية، واللقاحات والأدوية، هذه جميعها يقودها الاختصاصي الكيميائي، كذلك يبحث المهندس الزراعي حين تموت الشجرة بمسببات موتها أو يباسها، فيعود إلى تحليل التربة من خلال العناصر الكيميائية، وقس على ذلك بقية الفروع والاختصاصات التي تحتاج الجهد الكيميائي.

 

مديرة المركز السوري الألماني ذكرت في نهاية حديثها، أنه حين يكون لدينا الأرضية الصحيحة، والتطبيقات السليمة، نصل إلى مفهوم الاستدامة، بحيث لا نصل الى محاولات التلوث وأن نتابع أمر الوصول إلى بيئه نظيفة.

 

وهنا لا بد من التأكيد على دور الشباب السوري الواعد في ربط التكنولوجيا بالعلم قولاً وفعلاً.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التسوّل في طرطوس بين الحاجة والاحتيال

رنا الحمدان :   تتسع رقعة المتسولين في مدينة طرطوس من دون حلول ملموسة، فها هم ينتشرون تحت أشعة الشمس وفي زوايا الأسواق وعلى إشارات ...