آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » المرأة في الدراما السورية … نماذج متباينة بين الضعف والخنوع وبين الجرأة والإغراء

المرأة في الدراما السورية … نماذج متباينة بين الضعف والخنوع وبين الجرأة والإغراء

وائل العدس

 

احتفل العالم أجمع أمس بعيد المرأة العالمي، وهو احتفال سنوي في الثامن من آذار من كل عام، ويرتكز على احترام وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها المتعددة.

 

اهتمت الدراما التلفزيونية بالتركيز على قضايا المرأة بشكل كبير سلكت نهجاً جديداً وهو نهج الدراما النسوية التي تركز على شؤون المرأة وتتناول أدق تفاصيل حياتها والمشكلات التي تتعرض لها والتحديات التي تواجهها مثل «جلسات نسائية» و«صبايا» و«بنات العيلة» و«أشواك ناعمة» و«ورود في تربة مالحة» و«وحدن» و«ندى الأيام».

 

الدراما السورية قدمت نماذج نسائية متباينة بين المرأة المطلقة والمعيلة والأنانية والمسيطرة والقيادية وربة المنزل والمرشدة والعانس والطباخة والمريضة والمقهورة والخادمة والطالبة والمراهقة واليتيمة والعاملة والشابة والطموحة والغنية والفقيرة.

 

ومع التطور المتسارع، باتت المرأة عنصراً اجتماعياً فاعلاً ومنتجاً، وتتسم بالإيجابية وبقدرتها على اقتحام قضايا رئيسية وشائكة.

 

الكثير من هذه المسلسلات صورت المرأة في ثوب الضعف والخنوع لسلطة الرجل من جهة، ومن جهة أخرى تصورها في إطار الجرأة والإغراء مع الكثير من مشاهد العنف الأسري والظلم والقهر؛ على حين نجد أن القلة القليلة من الأعمال الدرامية العربية تعكس المكانة الاجتماعية والمهنية والأدوار القيادية للمرأة في المجتمع، لكن للأسف دون أن تخرجها من بوتقة السلطة الذكورية.

 

الملاحظ في الأعوام الأخيرة عمليات التجميل الكثيرة التي خضعت لها عدة ممثلات حيث أصبحن جميعهن متشابهات، ومتقاربات في العمر لحد كبير، لدرجة يصعب فيها التمييز بين الأم وابنتها فيشعر المشاهد بعدم الإقناع.

 

الدراما الشامية

 

في البيئة الشامية، استمرت الدراما في تقديم المرأة بنفس الصورة النمطية، حيث ظهرت النساء تابعات للرجال، صانعات للمشاكل، يتابعن أمور الزواج والطلاق والنميمة، يحكن المؤامرات، يسلبن الملكيات، يشجعن على تعدد الزوجات ويتعاملن معه بشكل طبيعي جداً وإن أظهرن بعض الاستياء بداية إلا أنهن يتقبلن الأمر ويتعايشن معه في نهاية المطاف.

 

معظم أعمال البيئة الشامية سوقت المرأة على أنها تابعة للرجل وبلا قيمة وهي عادة مختصة بأعمال المنزل فقط ويستطيع الرجل في أي وقت أن يطلقها ويتزوج غيرها.

 

بل صورت المرأة على أنها عبدة للرجل، وهذا الذي لم يكن موجوداً قديماً بل كانت تناقش وتعقد أحياناً ندوات فكرية وكان لها دور مؤثر وفعال في تربية الأجيال.

 

وكثيرة هي المسلسلات التي ركزت على صورة المرأة الضعيفة والمستسلمة والمطواع.

 

كما ظهرت المرأة في بعض المسلسلات مدبرة للقتل ومؤمنة بالشعوذة والسحر والأرواح والغيبيات، كما أظهرتها تتحايل بواسطة جمالها وأنوثتها للحصول على حقها الذي سلب منها نتيجة ظلم الرجل الشرقي.

 

في الوقت نفسه حققت بعض أعمال البيئة الشامية على عكس المتوقع انعطافاً مهماً من خلال إعطاء المرأة أدواراً أكثر تفتحاً وعطاءً، لنرى المرأة العاملة والمقاومة والمساندة لزوجها، وإن انحصرت في بعض الأماكن في الإرادة الذكورية التي تعتبر المرأة جزءاً من ممتلكاتها الخاصة وفي إبقائها مرتهنة تحت سلطته، ما جعل العرب يعتقدون أن المرأة الشامية مغلوبة على أمرها ومهضوم حقها وأن زوجها هو السيد المطاع.

 

حاولت بعض الأعمال إنصاف المرأة، بمحنها أهمية الرجل نفسها بل تفوقت عليه في العطاء والحب، كما توازيه في الحكمة والعقل، فكانت في «بواب الريح» 2014 المثقفة والمقاومة للاحتلال، والممرضة في «الغربال» 2014، والمرأة المتعلمة والسياسية والأديبة والصحفية، والمرأة التي قادت التظاهرات ضد الاحتلال الفرنسي في «طوق البنات» (أنتج جزؤه الأول عام 2014).

 

في مسلسل «حرائر» 2016 تم تسليط الضوء على واقع النساء السوريات في تلك الحقبة الزمنية من خلال قصة امرأة مكافحة ترفض الظلم وتطالب بحقوقها التي لا يعترف بها المجتمع المحافظ ما أجبرها على خرق القوانين لتثبت ذاتها، بل صور المرأة بصورة مختلفة أعادت اعتبارها.

 

صورة مغايرة

 

من الملاحظ أن صناع الدراما- ربما بمعزل عن منطلقاتهم الفكرية- باتوا يمنحون المرأة مساحة أوسع، لتكتسح البطولة النسائية أعمالهم ولو كان ذلك على حساب الموقع الفعلي للمرأة في سياق النص الدرامي.

 

لكن في الوقت نفسه حاولوا فرض صور سلبية عن المرأة السورية وتعميمها على أنها الصورة السائدة في المجتمع التي لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن مجتمعنا الذي مازالت تحكمه عاداته وتقاليده المحافظة، فظهرت المرأة في الدراما المعاصرة وكأنها محاصرة في أدوار الزوجة الخائنة أو فتاة الليل، فقُدمت بصورة مخزية لا تليق بالمرأة السورية بعدما باتت تركز على مشاهد خادشة للحياء وتميل إلى الاتجاهات الجنسية، فضلاً عن الاهتمام بعرض المرأة من خلال المداخل المادية والجسدية فقط، واستخدامها مادة لإثارة الغرائز والفتن‏.

 

مسلسل «خواتم» عام 2014 أظهر النساء بشكل آخر حيث يحكي العمل قصة مجموعة من الفتيات المعنفات اللواتي تتبناهن إحدى الجمعيات وتعتني بهن لكي تخدم كل منهن هذه الجمعية بمهنتها، وخاصةً أن الجمعية تخفي شبكة سرية وتأمرهن بأفعال مشينة، فنرى مثلاً فتاة موظفة في بنك وتهرب الأموال وتسرقها، وأخرى قاتلة مأجورة، وواحدة فتاة ليل، مع غياب واضح للفتاة الإيجابية حتى لو كانت يتيمة أو مشردة أو «مقطوعة من شجرة».

 

أما «صرخة روح» الذي ساهم في تأليفه وإخراجه أكثر من كاتب ومخرج والذي أنتج منه خمسة أجزاء، فيدور في أفق واحد هو الخيانات والعلاقات المحرمة مع الاعتماد على محاكاة الغرائز وإقحام الحوارات اللامعة والمثيرة.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...