شذى حمود
منذ أول فيلم قدمته صناعة السينما السورية عبر المتهم البريء سنة 1927 كان للمرأة حضور مؤثر تجلى في عشرات الأفلام فجسدت دور الحبيبة والمرأة المضطهدة والأم الحنون لتشغل في سنوات الحرب على سورية دور المرأة القوية والمناضلة والشجاعة والمؤثرة.
واقتصر ظهور المرأة في بدايات السينما السورية على الاهتمام بقضايا شخصية وخاصة بها وتحاول الدفاع عن نفسها وتحت سطوة الرجل أو هي أم طيبة القلب أو امرأة جميلة ولكن إنوثتها وبال عليها.
هكذا جسدتها ثلاثية (رجال تحت الشمس) إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإخراج نبيل المالح ومروان المؤذن ومحمد شاهين حيث ركز العمل على مفاهيم الذكورة أما فيلم (السكين) للمخرج خالد حمادة إنتاج قطاع خاص فأعطى شرعية لقمع المرأة وتقييدها بينما صور المخرج وديع يوسف المرأة في أول أفلامه الروائية الطويلة (المصيدة) للقطاع الخاص بالضعيفة.
وبعد عدة سنوات أتى المخرج غسان شميط ليصور المرأة عبر فيلمه (شيء ما يحترق) في وجهين متناقضين بوصفها الإنسانية المعطاءة والمتفانية في الحفاظ على أسرتها واصل البلاء والشر ولم يخرج محمد شاهين في فيلمه (آه يا بحر) 1994 عن هذا الإطار واختصر دورها إلى شاهدة تدرك بحدسها النقي والصافي الأشياء.
وقدم المخرج سمير ذكرى العديد من الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية صور فيها المرأة فتناول في فيلمه الوثائقي (أحاديث عنهن) أوضاع المرأة في سورية ومشاركتها في جوانب الحياة ومدى ما وصلت من اندماج وتقدم في العمل.
وخلال سنوات الحرب قدمت السينما السورية على مدى أكثر من عشر سنوات العديد من الأفلام التي عرفت منعطفاً دراماتيكياً في تصوير المرأة فبوأتها أدوار البطولة وجسدتها مناضلة وصامدة ومضحية وتحولت إلى أيقونة باقية.
من هذه الأفلام (أمينة) إخراج أيمن زيدان الذي قدم قصة أم سورية ولعبت دورها الفنانة نادين خوري كوتها الحرب الإرهابية التي شنت على الوطن ومعاناتها من جراء تعرض ابنها الوحيد للشلل ونضالها لحماية أسرتها.
وظهرت المرأة في الفيلم فانية وتتبدد للمخرج اسماعيل نجدة أنزور من خلال أم نور التي جسدت شخصيتها الفنانة رنا شميس التي اختطف إرهابيو (داعش) ابنتها حيث يسعى رجال الجيش العربي السوري لتحريرها.
كما قدم المخرج جود سعيد فيلمين الأول بعنوان (درب السماء) الذي كانت فيه البطولة نسائية والثاني (نجمة الصبح) حيث أعاد تجسيد قصة حقيقية حصلت في مدينة حمص خلال سنوات الحرب محورها ظاهرة الخطف.
بدوره قدم المخرج باسل الخطيب ثلاثية سينمائية تمحورت حول المرأة السورية زمن الحرب بدأها بفيلم (مريم) وأكملها بفيلم (الأم) ليختمها بـ (سوريون) مسلطاً الضوء على طبيعة المجتمع السوري وخاصة في هذه الفترة المتأرجحة والقلقة بكل تفاصيلها وملامحها بشكل عام ومنعكسات ذلك على حياة نساء يعشن تفاصيل غريبة وغير مسبوقة.
وصورت السينما أيضاً ما طال المرأة من مخاطر أثناء قيامها بعملها ولا سيما الإعلامية التي تعرضت للخطف على يد الإرهابيين كما في فيلم (لآخر العمر) إخراج باسل الخطيب إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
أما بالنسبة إلى الأفلام الروائية المتوسطة الطول أو القصيرة فقدم المخرج الشاب يزن نجدة أنزور فيلما بعنوان (جوري) تدور أحداثه حول فتاة صغيرة تجد نفسها وحيدة بعد أن فقدت جميع أفراد عائلتها في منطقة محاصرة بالتنظيمات الإرهابية والمخرج الشاب حازم أيمن زيدان قدم أيضاً فيلماً بعنوان (العين الساحرة) ويتطرق فيه لقضية تتعلق بالمرأة أيضاً.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا