غانم محمد
أثلج قرار السماح بتصدير الخضراوات الباكورية إلى العراق الشقيق صدور المزارعين، ودبّ في نفوسهم كثيراً من الطمأنينة، وهم يتابعون زراعاتهم المحمية (كلّ شير بنذر)!
هذا الأمر مهم، ولكنه لا يشكّل كلّ شيء بالنسبة للمزارع الذي لم يحقق أي دخل منذ نهاية أيار الماضي، حيث توقف إنتاج البيوت البلاستيكية، وسيبقى هذا إلى نهاية الشهر القادم، وربما أكثر قليلاً، حيث يبدأ موسمه بدخول مرحلة التسويق.
خلال الفترة الممتدة من حزيران إلى بداية كانون الأول تكون قاسية جداً على غالبية المزارعين، والذين يكونون خلالها مطالبين بالتجهيز للموسم الجديد، إضافة إلى أعباء أسرهم، شأنهم شأن الآخرين.
هل نفكّر بالحلول من أجلهم، ألا تتقدّم جهة ما، بمنحهم قروضاً موسمية أو سنوية، فتسهّل عليهم الاستمرار في عملية الإنتاج، ولا تجعل إنتاجهم رهناً لمن اقترضوا منه، وبشروطه الجائرة!
ولئن كانت تجربة قروض المصرف الزراعي طويلة الأمد، التي كانت تُعطى لمزارعي البيوت البلاستيكية محفوفة بكثير من الذكريات السيئة، من حيث عدم الالتزام بالتسديد، فإن فكرة القروض الموسمية يمكن تطويرها بضمانات تسديد أكثر فاعلية، وبدقة تنفيذ عالية الجودة، وبنفس الوقت فإن فشل تجربة لا يعني إلغاء الفكرة تماماً.
أعرف من محيطي أن هناك الكثير من الفلاحين لم يستطيعوا تأمين مستلزمات زراعة بيوتهم البلاستيكية، فذهب بعضهم إلى (تضمينها)، وتركها البعض الآخر بلا زراعة، وهذا وذاك هو خروج من معادلة الإنتاج، وستصيب سيئاته الجميع، فتداركوا الأمر قبل بداية الموسم الزراعي القادم.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز2)