أماني فروج
جاءت المراكز الثقافية داخل السجون في دمشق والمحافظات لتشكل جسر تواصل للنزلاء مع العالم الخارجي والأخذ بيدهم في مجالات التوجيه والتثقيف والوعظ والإرشاد ومتابعة تحصيلهم العلمي وتعليمهم فنونا عديدة.
وانطلقت هذه المبادرة في شهر أيلول عام 2017 عندما وقعت وزارتا الداخلية والثقافة مذكرة تفاهم بهدف “توظيف العوامل الثقافية المختلفة.. سينما.. كتاب.. مسرح لترسيخ مفاهيم الحوار وتقبل الآخر ولا سيما في السجون والمنشآت التعليمية المختلفة وتوجيه أدوات الفعل الثقافي باتجاه تعزيز روح المواطنة وتجاوز تداعيات الأزمة”.
وأخذت المبادرة بعد عام من توقيع مذكرة التفاهم طريقها إلى التنفيذ عندما افتتحت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة الداخلية مركزين ثقافيين ومعهدي ثقافة شعبية في قسمي الرجال والنساء في سجن عدرا المركزي ولم تقتصر هذه المبادرة على دمشق بل أحدث مركزان ثقافيان في سجني حمص وطرطوس.
وعملت هذه المراكز مجتمعة على إقامة دورات محو أمية رقمية وتنظيم معارض فنية وعروض مسرحية وسينمائية وزودت مكتباتها بآلاف العناوين من إصدارات وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب.
ويبين بسام ديوب مدير تعليم الكبار والتنمية الثقافية في وزارة الثقافة في تصريح لمندوبة سانا أن هذه المراكز جزء من خطة تسعى لإعادة تأهيل نزلاء السجن على أمل إحداث التغيير المأمول في البنية المعرفية وإعادة دمجهم ضمن النسيج المجتمعي الوطني حال خروجهم.
ويقول ديوب “إن عملنا في هذه المراكز الثقافية مضاعف نظرا لحاجة هؤلاء أكثر من غيرهم” موضحاً أن خطة المراكز داخل السجون وأنشطتها وفعالياتها لا تختلف عن مثيلاتها في أي مركز ثقافي في الخارج إلا أنها تركز على الجوانب المجتمعية القانونية التي تعنى بشؤون النزلاء من ندوات توعوية حول خطر الجريمة الجنائية والإلكترونية إضافة لمحاضرات عملية تعنى بالمجالات الصحية والطبية يلقيها أطباء مختصون.
ويأتي تنفيذ هذه المبادرة وفقا لمدير إدارة السجون في وزارة الداخلية اللواء جاسم الحمد كحاجة وضرورة لأنها تأتي بمثابة تأهيل لنزلاء السجون من الموقوفين والمحكومين ثقافياً ومعرفياً بغية إصلاحهم وإعادتهم إلى الحياة المدنية بعد إخلاء سبيلهم من قبل السلطات القضائية المختصة ما يمكنهم من الانسجام مع باقي أبناء المجتمع وأخذ دورهم كأفراد فاعلين ومتفائلين يبحثون عن العيش بالطريقة المثلى لمساندة أسرهم.
وحول الإجراءات القادمة لتفعيل دور هذه المراكز بين العميد مقبل الحمصي رئيس فرع سجن دمشق المركزي أن العمل جار على تطوير هذه المراكز من حيث الإمكانات وتسليط الضوء على أهمية اندماج النزلاء في المجتمع فهم أولاً وأخيراً أبناء هذا الوطن لذلك هناك عدة خطوات نقوم بها داخل السجون من رعاية لشؤونهم النفسية والعلمية والتأهيل والتدريب والتثقيف التي تزيد من نشاطهم وتشكل حافزاً لهم للانطلاق نحو الحياة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا