د.ريم حرفوش
ذات يوم سيكون الرحيل الأخير ..
ربما كان الوقت مساء والضباب يلف العتمة ..
ليختفي بعدها كل شئ حتى نحن ..
الزمن توقف ..
وأغلقت في وجهنا بلا رحمة مراراً كل الأبواب ..
من قال أننا سنبقى أسرى التكرار ..
ومراقبة الإنهيار في داخلنا ..
ومشاعرنا تذبح وتقدم كقربان ..
لبقاءٍ وعراكٍ بلاجدوى ..
الحزن يحتل منا مضارب الضجر ..
إذ لاشيء في ازدياد إلّا الألم و الانتظار ..
لاداعي لحزم ماتبقى منّا ..
من تفاصيل تافهة و ذكريات حمقاء ..
مشاريعنا الغبية .. أشياءنا الصغيرة ..
صورنا القديمة ..
أول .. صرخة وجع .. آخر المطاف ..
ربما لحظة عناق بعد طول بكاء ..
ماتت على عتباتها كل الكلمات ..
بقايا وعود يغتالها الشك والريبة ..
نظرة هاربة من العيون بلاهدف ..
تنهيدة حائرة مستسلمة .. متألمة ..
تنتظر بشغف حلّاً ما ..
ودائماً لاجواب ..
الضباب لف خطوات الهروب للرحيل ..
والعتمة ابتلعت خيالاتنا ..
ملامحنا .. تفاصيلنا ..
وكل شئ ..
لم يبق سوى الظل الذي تختبئ فيه حكايا الوجع الصامتة ..
هي .. المرة الأخيرة ..
ذات يوم ..
(اخبار سوريا الوطن-٢)