الرئيسية » كتاب وآراء » المرحلة البهيمية..(١)

المرحلة البهيمية..(١)

 

بقلم:باسل علي الخطيب

 

لا أحد ينكر قوة الماكينة الدعائية الغربية…

خذوا علماً…

من أسقط الاتحاد السوفييتي ليس ال CIA أو M6 ، ليس دونالد ريغن و برنامج حرب النجوم، و ليس حتى صورايخ اطلس….

من أسقط الاتحاد السوفييتي هم مايكل جاكسون و مادونا و قنينة البيبسي كولا و علكة التشكلس…

 

نعم، لطالما استطاعت تلك الماكينة الدعائية تحويل الحثالة إلى أيقونة….

ألم يحولوا فتاة الشوارع مارلين مونرو إلى أيقونة للجمال و الاثارة؟.. و قد استعملوا هذه الأيقونة لإضفاء البعد الترويجي الدعائي المناسب على حربهم العدوانية في كوريا و فيتنام، عندما كانت تزور القوات الأمريكية هناك، أنها حرب الامريكان الأخيار على البقية الأشرار….

 

لاحقاً، مارلين مونرو وجدت طريقها إلى مخدع الرئيس الأمريكي جون كيندي، لطالما كان كينيدي زير نساء، عرفت الدولة العميقة كيف تستغل ذلك لتطويع غروره وتكبره، ال CIA هي من رتبت لقاءه مع مونرو، لاحقاً وبسبب مزاجية مونرو الكبيرة نتيجة الوساويس القهرية التي تعانيها صارت تشكل ازعاجاً وحملاً زائداً، فتم التخلص منها….

لم تغفر جاكلين زوجة كينيدي للدولة العميقة تلك العلاقة بين زوجها ومارلين، وانتقمت على طريقتها النسائية، تزوجت من اوناسيس امبراطور النفط والمال اليوناني، كانت تلك صفعة كبيرة، أرملة رئيس أمريكي تتزوج رجل اعمال اجنبي!!…

ولكن الدولة العميقة عرفت كيف ترد الصفعة لاحقاً، وهذه قصة أخرى طويلة….

طبعاً، الزواج أعلاه لم يكن مجرد انتقام، هذا تفصيل بسيط، كان ترتيباً وتحالفاً للعودة إلى البيت الابيض، تم افشالها عندما خسر المرشح دوكاكيس ذو الأصول اليونانية في انتخابات 1988 أمام جورج بوش الأب، وقتها ساهمت ( أيقونة ) أخرى تم تصنيعها اسمها مادونا مع لاعب السلة الاسطوري مايكل جوردان في نجاح بوش ….

 

قرأت كتاب (نهاية التاريخ) لفرانسيس فوكوياما، و كتاب الرد عليه (صراع الحضارات) لأستاذه صمويل هنتغتون قبل قرابة العشرين عام، وقد أجادت الماكينة الدعائية الغربية تسويقهما على أنهما خلاصة الفكر البشري، بل فرضهما على أنهما واقع أو مستقبل حتمي، فرانسيس فوكوياما اعتبر أن التاريخ قد انتهى بانتصار الرأسمالية على الشيوعية و سقوط الاتحاد السوفييتي، و أن النظام الرأسمالي بانتصاره هو ذروة الحضارة البشرية، عارضه صمويل في نقطة واحدة أساسية أن الصراع لم ينته، و أن الصراع القادم هو صراع حضارات، حيث ترتكز الحضارة عنده على المذهب أو الطائفة، فبالنسبة لصمويل لا توجد حضارة فرنسية أو إيطالية، هناك حضارة كاثولوكية، لا يوجد حضارة أمريكية أو إنكليزية، هناك حضارة بروتستانتية، لا توجد حضارة روسية، هناك حضارة أرثوذكسية، لا توجد حضارة صينية، هناك حضارة كونفوشيوسية بوذية، لا يوجد حضارة عربية، هناك حضارة إسلامية، لا يخفى البعد اللاهوتي و الجذور التوراتية التلمودية في أفكار صمويل، أن العالم سينقسم يوماً ما إلى فريقين كبيرين متصارعين على أساس ديني، و ستكون بينهما المعركة الكبرى أرماجادون إياها…..

 

في عام 2003 أو 2004، كتبت مقالاً في جريدة المحرر نيوز، عارضت فيها نظرية الرجلين، و هاهي الأحداث تثبت تلك الأفكار التي أوردتها في تلك المقالة، وسأوضح ذلك فيما سيلي في هذه المقالة……

 

قد يكون قوس قزح من أجمل المناظر الطبيعية، و كما تعرفون هو عملية فيزيائية تنتج عن انكسار الضوء عبر قطرات الماء المعلقة في الجو بعد المطر…

لطالما أجادت الثقافة الغربية اغتصاب الطبيعة و لي عنقها، قامت هذه الثقافة بسرقة قوس قزح كعملية فيزيائية و تحويله إلى رمز إيديولوجي يعبر عن تفاعلات كيميائية قسرية تنتهك الحدود الأسمى و الأقدس للطبيعة، وصار هذا الرمز علماً للمثليين….

على فكرة هذه السرقة ليست السرقة الاولى أو الاغتصاب الاول، هم سبق و سرقوا و حوروا كل الرموز التي كانت تختصر معاني فلسفية سامية، واضفوا عليها ابعاداً جديدة مغايرة،أنا أتحدث هنا عن النجمة السداسية و الخماسية و الصليب و الصليب المعقوف و غيرها….

تعرفون مسلسل السنافر؟.. في القصة الأصلية شرشبيل هو الشخص الجيد، والسنافر هم الاشرار، يمثلون الخطايا السبع، الكذب والشهوة والطمع والغرور وغيرها…. حتى جاءت والت ديزني مع هوليوود لتقلب الصورة، صار الكاهن الطيب الذي يحارب الخطايا شريراً، وصارت الخطايا كائنات ظريفة خيرة….

هل احذثكم عن عيد الحب؟ عيد الفلانتاين؟ من يحتفل بهذا العيد يسجد لصنم اسمه الشهوة المقدسة….

 

أن يقوم شخص ما بحرق كتاب المصحف الشريف في السويد – لاحظوا لم استعمل تعبير القرآن الكريم، فلا هو اوغيره قادرون على ذلك، وكلامي ليس ذو بعد ديني فحسب- أن يقوم ذاك الشخص بفعلته، هذا ليس إلا حشرجات (حضارة) تلفظ أنفاسها الاخيرة، هذا التفصيل سيكون له مكانه وترتيبه في هذه السردية….

على كل الأحوال، عنوان المقال ليس خطأً مطبعياً، عنوان المقال هو المرحلة البهيمية من كلمة بهيمة…. يسمي الكل الثقافة التي يعيشها الغرب الآن بالليبرالية الحديثة، أنا اعترض على هذه التسمية، هذه تسمية لطيفة، الصح أن نقول الليبرالية المتوحشة، وليس بعد الليبرالية المتوحشة إلا المرحلة البهيمية….

أما تفصيل ذلك فسيكون في الأجزاء التالية إن شاء الله…..

يتبع…..

(سيرياهوم نيوز1-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ومكروا ومكر الله…..

    باسل الخطيب   قد اكون شاهدت امس واليوم ذاك المقطع لليلى عبد اللطيف عن (نبوءتها) حول تلك الطائرة، التي ستسقط، وسيكون لسقوطها ضجيج ...