دفع السوريون ثمناً باهظاً نتيجة التهاون لمدة 54 سنة مع الاستبداد والقمع والفساد في عهد عائلة الأسد، التي حولت سورية إلى مزرعة خاصة بها وبأتباعها.
مرت 14 سنة على انطلاق الثورة السورية، التي أسفرت في 8 كانون الأول الماضي عن هروب بشار الأسد. وشهدنا مؤخراً حادثة إلقاء الزهور على المواطنين من الطائرات بعد أن كانت الأسلحة العسكرية تلاحقهم، لتنتهي بذلك حقبة طويلة من القتل والاستبداد المغلف بادعاءات الاستقرار والأمن، حيث تطلب الأمر رجلاً واحداً ليحكم البلد لعقود.
لم يسلم شيء في سوريا من الخراب والتدمير الممنهج، بدءًا من بلطجية النظام السابق وصولاً إلى الفصائل المسلحة التي تفننت في القتل والتهجير القسري، الاستيلاء على المنازل، سرقة قوت الفقراء والمحتاجين، والتنكيل بالنساء، كما شهدنا السيطرة الأخيرة على دمشق من قبل القوات المتحالفة.
وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان بالأسماء مقتل واستشهاد 546,150 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011، من أصل 656,493 شخصاً تأكد المرصد السوري من مقتلهم على مدار 14 سنة من النزاع.
لم يُنهِ سقوط النظام البائد الجرائم بحق الإنسان السوري والتسبب بقتله بناء على دينه أو هويته، بل تحول حلم الحرية إلى كابوس، فقد تم نسف مبدأ الحق في الحياة الذي نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتضمنته الاتفاقيات والمواثيق والمواثيق الدولية، ليضرب بالمادة السادسة عرض الحائط.. حيث تعرض الإنسان السوري طوال فترة الثورة، التي تحولت إلى أبرز حروب القرن الحالي، لأبشع أنواع التنكيل. وما إن هرب الأسد حتى أصبح الاستهداف أكثر مباشرة، دون خوف من المحاسبة أو الملاحقة القانونية، وأصبح التنكيل وسيلة اعتزاز تُوثق عبر الفيديوهات وتنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان “الثوار ينكلون بعلوي أو كردي أو شيعي أو سرياني، إنه من فلول النظام”.
وبرغم هروب الأسد وانتصار الشعب السوري في هذه المعركة، فإننا لم نتجاوز صفحة الأحقاد والغل. بل بات الهدف الأبرز اليوم هو الانتقام من إنسان آخر لا يد له في ما وقع، بدلاً من تركيز الجهود على محاكمة الأسد وشبيحته وأسرته وكل من تسبب في حرق البلد، ضمن قضاء وطني مستقل وثوري، في محكمة العدل الدولية بلاهاي، وجلب المجرمين للمحاسبة لتكون عبرة للفاسدين وللأنظمة الديكتاتورية.
الشهداء المدنيون منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار عام 2011 : 199068 مواطن، هم: 156605 ذكراً و16181 إناث و26282 أطفال توزعوا على النحو التالي:
* 78273 تحت التعذيب داخل المعتقلات الأمنية للنظام البائد
* 52909 قصف بري وبرصاص قوات النظام البائد
* 26440 استهدافات جوية من قبل سلاح الجو التابع للنظام البائد
* 8808 بقصف القوات الروسية
* 2504 باستهدافات جوية لم يتسنى التأكد إذا ما كانت روسية أم تابعة للنظام البائد
* 2459 على يد الفصائل
* 927 على يد الجهاديين
* 3023 بظروف مجهولة
* 2284 إعدام ميداني
* 3991 في استهدافات متنوعة أبرزها الرصاص والآلات الحادة
* 1028 أسلحة محظورة
* 994 تردي الأوضاع المعيشية
* 5614 تفجيرات
* 2679 على يد التحالف الدولي
* 112 بقصف إسرائيلي
* 1155 على يد القوات التركية
* 9 على يد حرس الحدود الأردني
* 4935 على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”
* 516 على يد قوات سوريا الديمقراطية والقوات الكردية
* 298 غير ذلك
* 21 تحت التعذيب في سجون إدارة العمليات العسكرية
* 89 برصاص إدارة العمليات العسكرية
القتلى الغير مدنيين: 347082 توزعوا على النحو التالي:
* قوات النظام: 93612
* الميليشيات الموالية للنظام وإيران وروسيا سوريين: 68385
* حزب الله اللبناني: 1830
* ميليشيات موالية لإيران وروسيا من جنسيات غير سورية: 8986
* الفصائل المقاتلة والإسلامية: 81489
* منشقون عن قوات النظام: 3596
* قوات سوريا الديمقراطية: 11768
* الوحدات الكردية: 3275
* تنظيم “الدولة الإسلامية”: 41459
* مجموعات جهادية: 28463
* قتلى أتراك: 269
* مرتزقة غير سوريين موالين لروسيا: 273
* مجهولي الهوية وغير ذلك: 3082
* عسكريين سابقين في جيش النظام البائد: 19
* مسلحين مواليين للنظام البائد: 262
* إدارة العمليات العسكرية: 314
ويجدد المرصد السوري لحقوق الانسان مطالباته بحماية الشعب السوري وإبعاده عن الحسابات السياسية والأمنية الضيقة وعدم الزج به في معارك الطائفية والدين، مندداً باستمرار آلة القتل كوسيلة صراع بدل الحوار إن حصل الاختلاف.
ويؤكد المرصد أن العنف لن يولد الا عنفاً مضاعفاً، داعياً سلطة دمشق إلى التحرك الفاعل إزاء استهداف المواطن السوري وأرضه، معبراً عن أسفه من الموقف السلبي تجاه قتل المدنيين.
كما يذكر بأن من يحرر لا يقرر فقط بل من واجبه وحق للشعب عليه توفير الحماية اللازمة لكافة الطوائف دون أي تمييز.
فيما يدعو إلى وضع السلاح جانباً وخلق لغة جديدة تتمثل في الحوار والتفاوض حيث أن نتائج البندقية أمام الكل ولم تترك شجرة الا اقتلعتها.
ويشدد المرصد أن فكرة استمرار الاقتتال سيوسع من الصراع ولن يخلق بيئة آمنة لإعادة الاعمار وبناء سوريا الديمقراطية الجديدة دون تصفية وأحقاد وعنف.
هذه الإحصائية للخسائر البشرية والتي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر جهود متواصلة، لا تزال لم تشمل أكثر من 26 ألف مواطن استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد وسجونه، الذين حصل المرصد على معلومات عن استشهادهم خلال فترة اعتقالهم، ولا تشمل أيضاً أكثر من 3200 مقاتل من حزب العمال الكردستاني ممن قتلوا على مدار السنوات خلال قتالهم إلى جانب “قسد” في العمليات العسكرية، كذلك لا تشمل المئات من عناصر من حزب الله اللبناني لم يتمكن المرصد من توثيقهم حتى اللحظة، كما لم تُضمَّن مصير أكثر من 3,200 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم “الدولة الإسلامية”، وما يزيد عن 1,800 مختطف لدى الفصائل المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية” وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بتهمة موالاة النظام.
وأدت العمليات العسكرية وعمليات القصف والتفجيرات عن إصابة أكثر من 2.9 مليون مواطن سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة.
ولحق دمار واسع في البنى التحتية والمشافي والمدارس والأملاك الخاصة والعامة بشكل كبير جداً.
أخبار سوريا الوطن١_المرصد السوري